الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي...و الزّعيم(3)

كريمة مكي

2022 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إنها النرجسية المريضة حين تتمكّن من صاحبها فلا يُحبّ إلاّ أن يرى نفسه في أحسن صورة ليُغطّي على عيوبه الدفينة و يستر العُقد التي تقضّ مضجعه و يظنّها تخفى على النّاس.
ستلاحظون أنّ كلّ المدافعين، في الإعلام، عن تحرّر المرأة و الذين جعلوا من هذا الموضوع أصلا تجاريا يتكسّبون منه، هم من ورثة الجينات النرجسية الذين يطمحون، مثل بورقيبة، للقيادة ليكونوا في أعلى مكان في الدولة، لا ليحكموها بالعدل و القسطاس بل ليحكموا في النّاس... و حتّى لا تُرى عوراتهم النّفسية العميقة التي تُشعرهم دوما بالخزي و العار.
هم لا يؤمنون بحريّة المرأة و لا بالمساواة بينها و بين الرجل و لكنّها حيلتهم لاستقطاب جمهور النّساء...استمعوا إليهم في مجالسهم الضيّقة أو اسألوا أهلهم عنهم و ستعرفون مدى حقدهم و كُرههم لجنس النّساء!!
هم أكثر من يحقد على المرأة لأنّهم يغارون من قدراتها الكامنة في الجسد الذي يرونه ضعيفا و هو الذي احتواهم أجنّة حتّى خرجوا إلى الدنيا.
يتكبّرون على الخلق و يتفاخرون بقدراتهم و انجازاتهم و عوض أن يعملوا على معالجة علاقتهم العليلة بأمّهاتهم لإرواء ظمؤهم الدّائم للمحبّة و التقدير، يبحثون عن أدوار الزّعامة و القيادة لتُصفق لهم النّاس و ينالون اعتراف و حبّ أمهاتهم، و لكنهم يُخطئون الطريق لأنهم يقسون على نفسيتهم الهشّة فلا يرتاحون و لا يبرؤون ذلك أنّ برء النفس يكون بالمحبّة الخالصة و بالعطف و العطاء اللامشروط، لا بالجفاء و تعمّد القسوة و التحكم في الناس كما هم يتحكّمون.
يحنّون إلى أمّهاتهم، إلى الرّحم الذي فيه كانوا ينعمون، و لكنهم جُفاة قُساة غِلاظ مع أنفسهم و مع أمّهاتهم فالحنين عندهم ضعف و الحنان ليس فيه شدّة و مهابة أهل الحكم و القيادة!!
يدَّعون التحرّر على منوال أهل الغرب، و بمجرّد أن تُغضبهم امرأة يلعنون و يسبّون...فهي دائما العاهرة...و هي العانس و هي الهجّالة (الأرملة) و هي المطلّقة المتروكة و هي كل النعوت التي بها يُحقِّرون ذلك الكائن الذي أتعبهم و أقَضّ مضاجعهم و هم عن فهمه عاجزين.
أحدهم و كان مستشارا ل”زين العابدين بن علي” و وزيرا للعدل في عهده، كتب بمناسبة عيد المرأة هذا العام بأنّه هو من كان وراء التعديل الدستوري الذي أقرّه ”بن علي” ذلك العام، لتدعيم مكانة المرأة في الدستور!!
لم يقلها وقتها...قالها اليوم!
لِيَقُلْ اليوم ما يشاء، هذا المتلوّن الذي مضى من بعد هدوء الثورة ضدّ أعوان ʺبن عليʺ من رأي إلى رأي، و من حزب إلى حزب، حتّى انتهى، بقدرة التلوّن لدى الحرباء، إلى تأييد قيس سعيّد بشدّة و...بغباء!!
هذا التّجمُّعي التحرّري الكبير الذي يُحيّي اليوم المرأة التونسية في عيدها و يُذكّرها بوقوفه الدائم مع حقوقها الكاملة نسِيَ أنّه يوم كان يشغل منصبا عاليا في الدّولة التونسية، و حين تكلّمت أرملة الرّئيس الفرنسي الرّاحل ”فرنسوا ميتران” التي كانت ترعى جمعية ʺفرنسا للحريّاتʺ، عن وضعية حقوق الإنسان في تونس، خرج مدافعا عن رئيسه ʺبن عليʺ فقال حرفيا في الإعلام:ʺ فلتقل هذه الهجّالة ما تشاء، نحن لا نتلقى دروسا في الحُريات من عند هجّالة... ʺ.!!
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس