الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألقضايا الكونيّة لا تتحقق على طبق من ذهب!

عزيز الخزرجي

2022 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



كما لا تُبنى الحضارات الراقية إلّا على كواهل رجال الفكر الصامدين ألمقاومين كالجبال أمام آلجهل و الباطل. و إن جميع الأنبياء و من بعدهم الأئمة و الفلاسفة و جيوش من الشهداء؛ و رغم سعيهم الحثيث و بذل الغالي و النفيس و تحمّل الأذى و الغربة و الجوع حدّ الإيثار .. إلّا أنهم ما إستطاعوا تغيير الواقع البشري إلى واقع إنساني ناهيك عن (آدمي) بسهولة و يُسر, فهذا الرسول الكريم تحمّل ألوان الضيم و الأذى لكنه ما غيّر الكثير من الناس .. بل خلّف بعده الكثير من القاسطين و آلناكثين و المارقين بينهم 70 منافقاً دمروا الأسلام و العدالة .. بحيث كان بعضهم من المقرّبيين لحضرته سلام الله عليه!!
و ذاك السيد المسيح عليه و على نبينا السلام .. فأنه كذلك رأى بعد سنوات من التربية والتعليم ونشر الرسالة، أن اثني عشر تلميذا من تلاميذه فقط صمدوا وتحملوا عبء المسؤولية وحمل الرسالة وهكذا النبي يونس الذي ما آمن به إلا إبن خالته الذي كان مؤمناً من قبل!
و جميع الأنبياء تقريباً كانوا كذلك ..
أللذين يظنون أنّ القضايا يحملها البسطاء و العاديون والمُرجفون و المترددون و يحققون النصر .. واهمون..
و الذين يعطون ربعهم أو نصفهم، لا كل وجودهم للمشروع (التغييري)، فيحضرون شهراً و يغيبون دهراً .. مثل هؤلاء لن يهتم بهم المشروع ولا يهتمون بآلمشروع. و بآلتالي لا يحققون شيئاً.
في كل مشروع كبير وعلى رأسها المشاريع الكونيّة، هناك صخور و جبال في المقدمة .. هم الرؤوس والقادة الذين لا توقفهم أيّة قوة .. حتى جيوش العالم كله .. هؤلاء بعزيمتهم يحدثون التغيير .. وهناك أنصاف لا يأبه بهم أحد و لن يغييروا الواقع...
انظروا إلى ما حولكم من أحزاب و جماعات وتنظيمات و مليشيات، موبوءة مبنية على الدجل والخداع و سرقة الفقراء عن طريق الرواتب و المخصصات و الحمايات و الجكسارات و المكاتب و القصور المسروقة من دم الفقراء، مع ثقافة يُقرّب بها المطبلون و يقصى الشرفاء .. ثمّ انظروا لكيفية التحاصص؟ فهل حققت تلك الأحزاب والجماعات الجاهلية ألمتحاصصة شيئاً!؟ رغم مرور عقود عليها و بيدها المال و السلاح و القوة و حتى المستكبرين و الأستكبار العالمي من فوقهم !؟ هذا كله لتدركوا .. أن التاريخ لا يسمح بالدخول من أبوابه العظيمة؛ إلا للعظماء و لو كانوا أفراداً و تمّ سجنهم وإعدامهم و تشريدهم أو محاصرتهم .. أما التافهون فيوصد الابواب دونهم و لو كانوا بالملايين .. لا بل مليارات.. ليتصرفوا بحقوق الناس و مصيرهم لكونهم سلبيين و فارغين من الحكمة و النظرة الأيجابية للحياة و الجمال و الخير!!؟ و يمكنك ملاحظة ذلك من خلال القصة التالية: مرّ عيسى وبعض حوارييه بطريق و طلب منهم أن يرووه أقبح شيئا في الوجود .. و صادف أن رأووا شاة ميتة مرمية على القمامة .. فقالوا: هذا هو .. ما أنتن رائحتها و شكلها.. فقال المسيح : ( و ما أشد بياض أسنانها)..

الذين نهتم بهم و بآرائهم، هم أولئك الذين يفهمون الخافي وما وراء السطور و المعنى و المبغى من المنشور .. لأنهم يعبرون الظاهر و الشكل إلى المضمون, و قد قال استاذ المذاهب الأربعة الأمام الصادق(ع): [لا تنظر إلى شكل الحديث ؛ بل إلى متنه و غايته].
أما الفارغون فيهتمون بإنكار المعانى و ما تخفي السطور بعيداً عن الاستدلال وبكل الطرق الملتوية تاركين الأصل و متشبثين بآلظاهر أو بفتحة أو ضمة أو حرف جر, و فوق هذا الضياع يستمرون بآلبحث عن لقمة أدسم لأن مفهوم الكرامة و الحياة عندهم هو ما قيل: [نعيش لنأكل ولا نأكل لنعيش], و المشتكى لله من الجهل الذي هو قرين الظلم حيثما كان, و الذي يؤدي للتبعية و التذلل و الخضوع, لهذا لا تتحقق القضايا الكونية على طبق من ذهب!؟
و آلتّغيير صعب لا يتحقق بسهولة, بل 124 ألف نبي وأوصيائهم وحوارييهم وأئمتهم لم يقدروا تحقيق التغيير الكامل, فكيف مَنْ دونهم؟
حكمة كونيّة : [شجرة آلحكمة لا تنمو سريعاً ؛ لكنها تُثمر طويلاً].
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا