الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوروبا على الطريق

آرا دمبكجيان

2022 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


إن الحرب القائمة الآن في أوروبا ليست بخصوص أوكرايينا...
عندما بدأ بوتين الحرب حاول أن يُلقي اللوم على حلف الناتو كمحرِّضٍ لها. ناقشَ كثيراً على فقدان الخيار السلمي أمام روسيا غير أن يشنَّ حرباً دفاعية ليقطع الطريق أمام الناتو لإحاطة روسيا من جميع الجهات.
كان الواقع مختلفاً جداً، إذ كان الحلف يعاني من "تصلّب الشرايين"، فاقداً أسنانه، يشكِّل أتحاداً أوروبياً من دون هدف دفاعي و في مرحلة التقاعد عن العمل، حيث كان يجمع ما بقي له بعد أنحلال الأتحاد السوفييتي...في الوقت الذي كان معظم الدول الأعضاء يحاول الحفاط على الإنفاق العسكري أقل من المتطلبات الدنيا للحلف.
كانت أمريكا تُزيد من النفقات العسكرية، ليس لمجابهة روسيا، و لكن حسب نظرة مستقبلية نحو الصين. و لسخرية القدر، ان الموقف الأمريكي هذا أغاض الغرور الروسي الحساس، إذ حسَّ الروس بأن لا يهابهم أحد بعد سقوط الدولة السوفييتية.
وجد بوتين عُذراً آخر بأن الجيش الروسي العظيم بدأ بتطهير أوكرايينا من النازيين الجدد و مدمني المخدرات. كان العذر الثاني قبيحاً، إذ لو أراد بوتين تطهير أوكرايينا من مدمني المخدرات لكان حريّاً به أن يغزو ...سان فرانسيسكو.
شبَّهَ بوتين نفسه بالقيصر بطرس الأكبر و الحرب في أوكرايينا بالحرب مع السويد التي أمتدت الى 21 سنة. و صرَّح ان بطرس الأكبر قد أعاد أرضاً الى روسيا الأم، و هذا ما يفعله هو الآن. و ذكر ما قاله بطرس الأكبر: "سنأخذ من أوروبا كل ما نحتاج و في الآخر نُدير لهم ظهورنا و نُريهم مؤخراتنا العارية." في خطة روسيا استعادة الجمهوريات السوفييتية السابقة، مولدوفا و بيلاروس و كازاخستان و تاجيكستان و قرخيزستان وصولاً الى دول القفقاس.
حسب دراستي لتاريخ المنطقة أرى ان ما فعلت روسيا الآن بأوروبا هو نتيجة لتراكمات بين ماضي الكيانين، الروسي و الأوروبي.
حاربت أوروبا تحت قيادة بريطانيا و فرنسا و الدولة العثمانية روسيا القيصرية السابقة لمنعها من الوصول الى المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط. حاصرتها في البحر الأسود و بحر الشمال المتجمد. أتفقت أوروبا مع الدولة العثمانية و ساندتها ضد روسيا القيصرية ليس حبّاً بالأتراك، بل نكاية بروسيا. حافظت أوروبا على "الرجل المريض" من الموت لأن ممتلكاته لم توَزَّعْ بعد. و في أثناء الحرب العالمية الأولى جاءوا باتفاقية سايكس-بيكو لتوزيع الإرث قبل أن يموت صاحبه...طالبت روسيا بالقسطنطينية (أسطنبول) و مضائق البوسفور و الدردنيل بعد انتهاء الحرب. أعطوها لها على الورق و أرسلوا لينين لدحر النظام و التنازل عن "الإرث".
تؤمن روسيا أن روما الأولى (المسيحية) سقطت ثم سقطت روما الثانية (بيزنطة حامية المسيحية) و موسكو هي روما الثالثة؛ هذه نبوؤة تنبَّأ بها راهب يدعى فيلوفيه...و تحاول تحقيقها.
لا أريد أن استرسل في الموضوع فهو طويل و معقد.
لم تكن روسيا و أوروبا على وفاق أبدا في الماضي و لن تكونا مستقبلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو