الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثكلتكم أمهاتكم

فاتن نور

2022 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


القضاء الفاسد يفضي إلى سقوط الدولة.. ابن خلدون.
وفساد الدولة يفضي إلى قضاء فاسد. هذا يعنى - بالمعنى الموجز- فساد الدولة يفضي إلى نهايتها.

ثكلتكم أمهاتكم على امتداد جغرافيا العراق، يا من تتحدثون عن الشرعية والدستورية، وتطالبون بإبعاد القضاء عن الخصومات السياسية وتبعاتها.
أي قضاء هذا الذي عنه تتحدثون؟
وهل يفضي النظام السياسي الغارق في مستنقع فساده، إلى قضاء مستقل حقاً!
القضاء الذي أنقلب على الحقيقة الدستورية، مبتدعاً قانون الكتلة الأكبر بتفسيرات انحيازية عقيمة. قاطعاً أخر أنفاس العملية الديمقراطية -التي ولدت مختنقة أصلاً- بريح الأغلبية الطائفية؛ مثل هذا القضاء يفصح كل يوم عن عمقه المسيّس، عن لجام فوهته العريضة.

ثكلتكم أمهاتكم، وأنتم تجاهدون بشبق سلطوي عن هيبة دولة لا تعلم شيئاً عن مزاراتها الوهمية المتكاثرة.
لا تعلم شيئاً عن قتلة ضحايا تشرين أو وقفت عاجزة، وضربت عرض الحائط ملفات ضحايا الاغتيالات، وعشرات الدعاوى القضائية ضد قوى فاسدة.
دولة وجدت "هيبتها" في التحاصص والتوافق على مشروعية الاستحواذ والاستلاب وإهمال ما تبقى.

ثكلتكم امهاتكم وأنتم تعلمون أنها دولة هلامية فضفاضة، اتسع خرقها على الراتق منذ غزو السلطتين التنفيذية والتشريعية، من قبل العابثين بهيبتها، بهيبة المواطن وكرامته، المتجرين بدينها ورموزها التاريخية، منذ فوضى الضمائر الميتة والنفوس الجشعة مع بداية حقبة الفوضى الخلّاقة التي أوصلتكم إلى سدة الحكم. بداية الخروج السافر عن كل ما يليق بهيبة الدولة وسيادتها.

ثكلتكم أمهاتكم .. بأية هيبة ترطنون!
هيبة القضاء الساكت سكوت الصنم، على ما بحوزته من ملفات كبرى لجرائم وطنية وخروق دستورية. قضاء أهمل دعاوى لقضايا فساد ملحميّة، تركها للتقادم الزمني وغبرة الأرشفة والنسيان.

حق التظاهر مكفول دستورياً أمام أية مؤسسة أو جهاز أو سلطة؛ فشلت فشلاً ذريعاً، وعصفت بها ريح الأهواء السياسية والأطماع الدنيوية، فعجزت ليس عن أداء دورها فحسب، بل ساهمت في الخراب العام والفساد المستشري أو تسترت عليه.

للشعب أن ينصب خيام معاناته الطويلة مع عملية سياسية فقدت شرعيتها، ودولة على شفا الانهيار. لينصب خيام مظلوميته وجحيمه الذي ضرمت نيرانه منظومة البطش والأهواء، وقوى سلطوية متنفذة لا يهمها العراق، ولا يقضّ مضاجعها غير شهوة الانقضاض على المال العام، وغسيله بكل ما يمتلك أطراف هذه القوى من مكر ودهاء وسفالة.

آن آوان الامتثال للحس الوطني، بعيداً عن التخندقات الحزبية والطائفية المقيتة
لتنصب الخيام في كل حدب وصوب في جغرافيا البلد المنهوب
خيمة ضحايا سبايكر وضحايا داعش وسقوط المحافظات
خيمة ضحايا الاستهتار بالريع النفطي لصالح قوى متنفذة
خيمة ضحايا تسليب وتجريف الأراضي الزراعية والبساتين وحرائق الحنطة والشعير
خيمة ضحايا جسر الآئمة والعبّارات والتهجير الجماعي
خيمة ضحايا الآلغام والتلوث النووي
خيمة ضحايا الجوع والتفقير والتجهيل
خيمة ضحايا الميليشيات والسلاح المنفلت
خيمة ضحايا النزاعات العشائرية بلا رقيب
خيمة ضحايا الماء غير الصالح للاستهلاك البشري، ضحايا البيئة المتعفنة والأحياء المهملة
خيمة ضحايا المزارات الوهمية المتفشية كالوباء، ضحايا النصب والاحتيال باسم الدين. ضحايا الفساد الديني عموماً، وتحول الدين إلى ألفاظ ومظاهر طقوسية مازوخية، ومرجعيات صامتة أمام هذا الطوفان الخرافي المشين.

وخيمة لكل مواطن توخى خيراً بعد سقوط نظام الحزب الواحد، والطاغية الأوحد، فاذا به يسقط فريسة لأحزاب اسلاموية مسلحة. وجيوش من الطغاة المتصارعة والدعاة المتربصة لإذلاله.

ثكلتكم أمهاتكم.. ليس هناك حل وسط. والقضاء المحايد محض إكذوبة صارخة
عندما يتعلق الأمر بطغيان الفساد.. على الجميع محاربته.

خ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران