الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تحظى انتخابات الكونغرس الأمريكي النصفية باهتمام محلي ودولي؟

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تحظى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجرى كل أربع سنوات باهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية، لكن نتائج ما يحدث في انتخابات الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، أو ما يسمى بالانتخابات النصفية لكونها تجرى في منتصف الفترة الرئاسية، أي بعد عامين تقريبا من بدء ولاية الرئيس، يكون لها تأثير كبير على اتجاه سياسة الولايات المتحدة الداخلية والخارجية خلال العامين اللاحقين.
بالنسبة لمجلس النواب يتم انتخاب أعضائه البالغ عددهم 435 لفترة زمنية مدتها عامين، أما أعضاء مجلس الشيوخ ال 100 فيتم انتخابهم لفترة مدتها ست سنوات، وفي الانتخابات النصفية لهذا العام التي ستجرى في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم ستكون جميع مقاعد مجلس النواب، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ متاحا للمنافسة في حين سيجرى الاقتراع على بقية مقاعد مجلس الشيوخ في نوفمبر 2024.
فلماذا تعتبر هذه الانتخابات النصفية مهمة جدا؟ وما علاقتها بالقضية الفلسطينية وقضايا الوطن العربي الأخرى؟ تعتبر هذه الانتخابات في غاية الأهمية لأن الحزب الذي يفوز بها، سواء كان الحزب الديموقراطي أم الحزب الجمهوري، يصبح حزب الأغلبية، ويكون رئيس المجلس ورؤساء اللجان من أعضائه، ويتحكم في سن وتمرير التشريعات، ويلعب دورا رئيسيا في الموافقة على القرارات الاقتصادية والسياسية المحلية والدولية.
أي عندما يسيطر أحد الحزبين المذكورين على الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ، ويكون الرئيس الأمريكي من حزب الأغلبية المسيطر، فإن ذلك يسهل مهمته في تمرير القرارات التي يتخذها؛ وعندما يحدث العكس، ويكون الرئيس من الحزب الذي لا يملك الأغلبية في الكونغرس، أو عندما يسيطر أحد الحزبين على مجلس النواب، ويسيطر الآخر على مجلس الشيوخ، كما هو الحال الآن، حيث يسيطر الديموقراطيون على مجلس النواب ويسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ، فإن ذلك يضعف الرئيس، ويحد من قدراته على تمرير القرارات الهامة المتعلقة بالشأن المحلي أو الدولي، كما حدث للرئيس الحالي جوزيف يايدن الذي لم يتمكن من تمرير تشريعات هامة تتعلق بالنظام الصحي، وشراء واقتناء المواطنين للسلاح بسهولة وحمله في الأماكن العامة، وتنظيم الهجرة، وحل مشكلة ملايين المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية وغير ذلك من قضايا هامة.
ولهذا تعتبر هذه الانتخابات النصفية التي ستجرى في شهر نوفمبر القادم على جانب كبير من الأهمية دوليا وعربيا وفلسطينيا؛ فإذا فاز الجمهوريون بالأغلبية في الكونغرس بمجلسيه، فإنهم سيتمكنون من تطويق بايدن، وإضعافه أكثر، والتأثير سلبا على شعبته وفرص ترشحه لولاية رئاسية ثانية، وعلى دور ونفوذ الولايات المتحدة الدولي، وستبقى الكثير من القضايا المحلية والدولية عالقة بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجرى عام 2024.
لكن نتائج هذه الانتخابات النصفية لن تغير السياسة الأمريكية المعادية للعالم العربي والمنحازة لإسرائيل، لأن الأغلبية الساحقة من أعضاء الكونجرس الجمهوريين والديموقراطيين الذين سيفوزون فيها سيكونون كأسلافهم منحازين لإسرائيل، داعمين للأنظمة العربية التسلطية الانهزامية المطبعة مع دولة الاحتلال، ومعادين لطموحات الشعوب العربية المتعلقة بالحرية والوحدة والازدهار.
أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فلن يكون هنالك أي تغيير يذكر حتى إذا فاز مرشحو الحزب الديموقراطي بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، لأن معظمهم سيفوزون بدعم اللوبي الصهيوني الأمريكي المالي والإعلامي لهم ولحملاتهم الانتخابية مقابل دعمهم لدولة الاحتلال، ولأنهم هم والرئيس بايدن سيكونون منشغلين في الحملات الانتخابية الرئاسية والتشريعية التي ستجرى عام 2024 والتي ستبدأ في منتصف العام القادم؛ ولهذا فإن الفلسطينيين الذين ما زالوا يراهنون على الحزب الديموقراطي وإدارة بايدين للضغط على إسرائيل لدفع عملية السلام إلى الأمام واهمون، ولن يحصلوا إلا على المزيد من الإحباط وخيبة الأمل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ