الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روافد القوة الناعة المصرية- البحيرة في القرن العشرين

عطا درغام

2022 / 8 / 24
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تُعد مصر من أقدم دول العالم التي تكاملت أركانها منذ أكثر من خمسة آلاف سنة. فقد تم توحيد أقاليمها القديمة،وتم تأسيس عاصمتها المركزية،واجتمعت لها مختلف مقومات الدولة من شعب قديم موحد رغم تبايناته وتنويعاته الثقافية والمهنية وغيرها.ونظام سياسي مستقر لقيمة ونظمه وقوانينه.وأرض محدودة معروفة تمتد من البحر المتوسط شمالا حتي مابعد حدود النوبة جنوبًا ،ومن البحر الأحمر وفلسطين شرقًا حتي حدود الصحراء الليبيية غربًا.
وهكذا ضمت تلك الدولة كل أقاليمها الأربعين التي تمتد حول الوادي ودلتاه الكبيرة والتي مثلت قديمًا أولي التجمعات البشرية التي تكونت منها مملكتان:مملكة الجنوب وعاصمتها "نخن" ومملكة الشمال وعاصمتها "بوتو" وموقعها بالقرب من دمنهور الحالية.وساهم النظام المركزي السياسي الموحَّد والثقافة المصرية ،كما ساهم نهر النيل الذي يربط البلاد من أقصاها إلي أقصاها ،ساهم كل ذلك في توحيد الشعب وجعله شعبًا واحدًا موحَّدًا منذ ذلك الزمن البعيد.
ورغم هذا احتفظت الأقاليم المصرية علي اختلافها وتعددها بالعديد من السمات الخاصة والمميزة التي تصيغ تلك العبقرية المصرية المبكرة والتي يُمكن أن نسميها:"الوحدة في إطار التنوع"،ومن هنا كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية سماته وخصائصه التي يساهم فيها موقعه وخصائصه ونمط إنتاجه وطبيعة ذلك الإنتاج.
كما كان لكل إقليم من تلك الأقاليم إله خاص،وظلت الخصائص المميزة لكل إقليم طابعًا مستمرًا رغم تغير الأزمان ومر العصور.ولقد ظهرت العديد من الدراسات التي تتناول تلك الاقاليم بالدرس والفحص وتتنول سيرته وتطوره وطابعه العمراني وأبرز العلماء والشخصيات التي قدمها للوطن بتطور تلك الأعمال.كتاب سيرة القاهرة لمؤلفه الإنجليزي ستانلي لين بول،وكتاب"أسيوط"لأحمد عكاشة وغيرها.
وياتي كتاب الأستاذ كامل مصطفي رحومة بعنوان)روافد القوة الناعة المصرية-البحيرة في القرن العشرين) ويبدأ كتابه بمناقشة مصطلح القوي الناعمة والذي يراه مصطلحًا جديدًا،علي الرغم من القوي الناعمة ومكوناتها القديمة .
قدم المجتمع المصي ذاته، ثم يتناول معاييرها ومكوناتها ومظاهرها المختلفة،وينتقل لإقليم البحيرة فيتناول عناصر لغته وتاريخه وثقافته منذ بداية القرن العشرين،وينتقل إلي العديد من الشهادات الموثقة لبعض أعلام الفكر والسياسة حول إقليم البحيرة ، ثم يتناول دور الأزهر والكنيسة المصرية في صياغة وتعظيم القوة الناعمة لإقليم البحيرة متناولًا بإيجاز سير شيوخ الأزهر ممن أنجبتهم البحيرة،ودور الكنيسة المصرية التي كان للبحيرة نصيب وافر في تلقي العديد من بابوات الكنيسة العلم في أديرتها العديدة ومؤكدًا علي أن البابا كيرلس السادس وهو واحد من أهم من تولوا الكرسي البابوي من البحيرة نفسها.
ويواصل الكاتب تأملاته ومناقشاته حول حركة التجديد الإسلامي وقراء القرآن الكريم، ثم ينتقل إلي تاريخ أوبرا دمنهور ودورها ، ثم يتناول دور دمنهور في ظل ثورة 23 يولية 1952. ويتناول ما قدمته البحيرة من شعراء غنائيين وموسيقيين ومغنيين كبار ورياضيين،ولا يفوته أن يتناول دور واحد من أعرق المقاهي التي لعبت دورًا مهمًا في حياة الإقليم السياسية والثقافية علي السواء.
وعلي الرغم من أن الكتاب انطلق من مفاهيم مركزية معاصرة إلا أنه نجح نجاحًا في تطبيق تلك المفاهيم علي إقليم البحيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على