الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم الخصوصي.....أية إضافة؟ّّ

محمد أمين وشن

2006 / 9 / 27
حقوق الاطفال والشبيبة


إن التعليم الخصوصي كما جاء في ميثاق التربية و التكوين (الدعامة الثامنة عشر) "أنه شريك و طرف رئيسي إلى جانب الدولة في النهوض بنظام التربية و التكوين و توسيع نطاق انتشاره و الرفع المستمر من جودته "
لكن هناك سؤال من الضروري على كل مهتم بالحقل التربوي و التعليمي خاصة، أن يطرحه بعد مرور أكثر من نصف عشرية الميثاق الوطني للتربية و التعليم."ما هي الإضافة التي بصمها التعليم الخصوصي في نظام التربية و التكوين؟.
إن التهليل و التشجيع و كل أنواع الدعم التي يحضى بها التعليم الخصوصي من طرف الحكومة و بعد منابر الإعلام إضافة لعدم ضبط معايير الجودة و التقويم و المراقبة بالشفافية المطلوبة من طرف سلطات التربية و التكوين يوحي بما لا يدع مجالا للشك في كون أن إقحام التعليم الخصوصي في المنظومة التعليمية ليس إلا إذعانا لسياسة صندوق النقد الدولي المفروضة على دول العالم الثالث و الداعية بتخفيض الإنفاق الحكومي المخصص لعدد من الخدمات الاجتماعية الضرورية لفئات الطبقة المتألمة بما فيها التعليم.إضافة على كون إدخال التعليم لمجال الاستثمار ليس سوى عملية لتبضيعه تبضيع لم يكلف المتحمسين له حد التهليل مجرد التفكير أو في مقارنة و لو سريعة في إيجابياته و سلبياته ليس على مستوى الربح المادي بل على مستوى الاجتماعي ،النفسي ، و التربوي لأجيالنا .
إن التعليم الخصوصي و منذ البدء في تفعيل الميثاق الوطني للتربية و التعليم سجل عدة سلبيات : فانعدام أي تكوين بيداغوجي لأطره التعليمية إضافة لانعدام إي تكوين مستمر- هذا الأخير الذي يفتقر له أيضا نظرائهم في التعليم العمومي - ، و افتقار عدد من المؤسسات لفضاءات ملائمة و في بعض الأحيان حتى للفضاءات الضرورية لكل فعل تعليمي (الساحات،الوسائل البيداغوجية بالنسبة للتعليم الثانوي (المواد العلمية).) رغبة من طرف الدولة في فتح أكبر عدد من مؤسسات هذا النوع من التعليم لتحقيق النسبة المنشودة في أفق سنة 2010،إضافة إلى إثقال كاهل أولياء الأمور بواجب الساعات الإضافية أو ساعات التقوية كمقابل لحصول المتعلم الابن على نقط مرتفعة للمراقبة المستمرة زد على ذلك ما أصبحت تعرفه المؤسسات الخصوصية نتيجة الحملة الإعلامية المنظمة للدولة لتحقيق نسبة10 في المائة من عموم المتمدرسين في التعليم الخاص من اكتضاض خاصة في التعليم الابتدائي .هذا إذا ما أضفنا ما سينتج عنه من توسيع للفوارق الطبقية و زيادة تكريسها.
إن حالة تعليمنا في شموليته و حالة التعليم الخصوصي كمكون مفروض على نظامنا التعليمي يحيلنا على قولة لماوتسي تونج على كل فاعل و مؤثر في الفعل التعليمي أن يستحضرها كما على أنصار المدرسة الخصوصية أن يقفوا أمامها أكثر من وقفة تأمل و أكثر من وقفة تدبر :

" لا يكفي أن تحدد المهام وإنما يجب أيضا أن تحل مشكلة وسائل تنفيذها إذا كانت مهمتنا عبور نهر فإننا لن نستطيع العبور من دون جسر أو قارب و ما لم تحل مشكلة الجسر أو القارب فإن حديثنا عن العبور لا يتجاوز حدود الأحلام و ما لم نحل مشكلة الوسيلة أو الطريقة فالحديث عن المهمة عبث " .

كما أود أن أوجه لكل مهللي التعليم الخصوصي نداء إذ كفى من محاولة تلميع و تنميق لصورة التعليم الخصوصي و إعطائه أكثر من حجمه حتى لا ينطبق عليهم ما قاله ارنست هامونغواي:


" العربات الفارغة تعمل ضجيجاً عالياً.".











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح


.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب




.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع


.. كيف تنعكس الأحداث الجارية على الوضع الإنساني في غزة؟




.. كل يوم - مندوب جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة: نسعى لتسل