الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة ريتا عودة: الشحنة السحرّية الهامسة

ريتا عودة

2022 / 8 / 25
الادب والفن


الشاعرة ريتا عودة:
الشحنة السحرّية الهامسة
قراءة: عبد الستار نورعلي

* "همسة ماطرة"

حينما
جاءني صوتُكَ
دونما استئذان
أحسستُ أنّني شجرة
تستقبلُ عُصفوراً
جاء ببراءة
ليبني عشّاً
على أغصانِها
الخضراء.




* "قيثارة صامتة"

حينَ تُبعثرُ
دفءَ يديكَ
على أوتار القيثارة
تتمنّى
لو لم تُوْلدْ صامتة
لتعرفَ كيفَ
تُبادلُكَ
هذا الحنين.

((ومضتان منْ شعر ريتا عودة))

ريتا عودة: هي الشاعرةُ الماهرةُ الحاذقةُ في صياغةِ عقودِ اللؤلؤ منَ الحروف. أقرأُ لها منذ زمن. وكلّما كنْتُ أحتسي كؤوسَ كلماتها أحسُّ برعشةٍ ولذةٍ، وطربٍ وسُكرٍ يعتريني، وكأنّي أسمع (فيروزَ) تغنّي بالقلم.

الشعراءُ: موسيقيون يعزفون على أوتارِ قيثارةِ الكلمةِ العذبةِ، ومغنون لألحانِهمْ (القصائد) بأناملهم وأقلامهم، فهم يُوحى إليهم من شياطينهم في وادي عبقر، فيقولون ما يشعرون:
1. منهم مَنْ صوتُهُ نشازٌ يخدشُ الأذنين ويجرحُ الإحساس فيفرُّ منه السامعون،
2. ومنهم منْ صوتُه صارخٌ مِنْ دونِ شحنةٍ سحرٍيّةٍ تهزُّ إحساسَ المتلقي،
3. ومنهم منْ صوتُه صادحٌ، مع شحنةٍ كهروطيسيةٍ تبعثُ الرعشةَ واللذةَ، وتهزُّ المشاعرَ والأحاسيسَ، وتثيرُ العواطفَ،
4. ومنهم منْ صوتُه فيه إحساسً ساحرً هامسٌ بشحنةٍ فنيّةٍ مُكَهرِبةٍ، تهتزُّ منها الجوانحُ، ويرتعشُ الفؤادُ، فيقشعرُّ البدنُ طَرَباً ولذةً، فتبثُّ خشوعاً في النفسِ، كأنّنا في محرابٍ فنيٍّ نصلّي.
أمّا الشاعرة الموسيقيةُ المُطربةُ بالكلماتِ التي "ليستْ كالكلمات" وهي شاعرتُنا المعنيّةُ (ريتا عودة)، فشِعرُها ناياتٌ، تعزفُ على ضفافِ نهرِ الشعر الخالدِ، بعذوبةٍ لذيذةٍ تُنعِشُ النفسَ وتبثُّ فيها الهدوءَ، وبرقةٍ تُسحرُ القلبَ. فالشعرُ نهرٌ يجري وسطَ فراديسِ الجمالِ الأخّاذ. ينعكسُ عليه ضوءُ القمرِ البلاغيّ الذهبيّ برّاقاً ساطعاً؛ ليشعَّ في عيونِنا قبلَ ذائقةِ قلوبنا. لكنَّ النهرَ الرقيقَ العذبَ الصافي هذا مليءٌ بالصُداح في طيّاتِ خريرهِ الهادئ وجريانِهِ الهامسِ، مثلما صوتُ فيروز الفيروزيّ الساحر.
ومَنْ يقرأْ الومضتين الشعريتين أعلاه، مثالاً لا حصراً، يجدْ مصداقَ كلامي هذا. وقد تختلفُ الأذواقُ، نعم، لكنَّ "القلبَ يعشقُ قبلَ العينِ أحيانا"، وأنا "قلبي دليلي"، فالقلبُ يعشقُ كلَّ جميلٍ" مدهشٍ ساحرٍ.
وكما قالَ رسول الله ص : "إنَّ منَ البيانِ لَسحراً".

ولنقرأ لها أيضاً ومضةً ثالثةً "وجع المدى":

أمُدُّ يدي اليكَ
فتبعثرني الريح
ويكويني
صمتُ المدى
أصُدُّ يدي عنك
فيبكيني الهمسُ
الجريحُ
ويضيعُ صوتي
والصدى

________________
عبد الستار نورعلي/ شاعر وناقد عراقي
آب 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى