الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأيديولوجيا والسلة

محمود حسين موسى
(Mahmoud Housein)

2022 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الايديولوجيا والسلطة..

تتنوّع دافعيات الوصول الى السلطة والتهافت عليها، وقد تفسر بعض الدافعيات أدوات وطرق الوصول اليها، والسلوك أثناء التربع على العرش،
ورغم أفول العصر الايديولوجي في العالم الأول، مازال العالم الثالث أكثر التصاقا به ودفاعا عنه، وهي الظاهرة التي يمكن التأشير عليها عند بقايا الجماعات، وتراجعت الدافعية الايديولوجية عن خطابات أغلب الجماعات في العالم العربي بالتدريج بعد نكسة حزيران ١٩٦٧ ، واكتمل التراجع بنهاية عصر التطرفات كما يطلق عليه بهدم جدار برلين ١٩٩٠.

الاستثناء هنا هو الاسلاموية الجديدة التي اعتبرت نفسها الوريث الشرعي (والأبدي) للتجارب المهزومة، يفسره النمو السريع في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين،
وهذا ليس مستغربا، فالاسلام عنصر أساسي من التكوين الثقافي والروحي للمجتمعات، ولا يحتاج لأدوات استنهاض جبارة للانتشار في مجتمعات اهتزت فيها فكرة المواطنة بسبب الاستبداد وافتقار التنمية والتبعية للخارج.

لكن التجارب الاسلاموية التي ظهرت كانت متشابهة الى حد كبير بالخطاب والسلوك، افتقدت مبدأ الترويض وخلع الرؤية الشمولية، مشفوعة بالغرور الذي أصاب أغلب الجماعات الاسلامية التي وصلت للسلطة أو اقتربت منها أو لامستها، نتيجة سرعة التمدد والفراغ الذي ظهر بهزيمة المشروعات الأخرى، وأصبحت بذلك حلقة متأخرة من حلقات العصر الشمولي، حملت معها  خواء المشروع وأسباب الزوال.
ودفعت شهوة السلطة الى التدافع والتزاحم عليها بالطرق الناعمة والوعرة حتى مع الشركاء الايديولوجيين، واتضح عدم ادراك طبيعة العصر بمحاولات فرض فلسفة السلطة على الدولة، والسقوط في فخ الجيران الشموليين،
المثال هنا التجربة الايرانية والتجربة في مصر وتونس والعراق،
ولا تقاس هنا التجربة الداعشية كونها الأكثر تطرفا ومرفوضة من هذه الجماعات على الأقل في العلن.

في التجربة العراقية بعد سنة ٢٠٠٣،
خلقت الظروف المعقدة والمتداخلة والانقسام المجتمعي الحاد دافعيات مركبة للتهافت على السلطة، أخذت مسارات متعرجة ومتاهات غير منتهية.
لكن وسط هذا الركام وبعد عقدين، ثمة نجاحات غير مرئية يحجبها التزاحم وحجم الخراب الهائل، يمكن التأشير على،

تراكم التجربة وتمددها في المجتمع جعل فئات شعبية واسعة تخرج من أرث عقود الدكتاتورية والتغييب القسري، والمبادرة في الدفاع عن حقوقها بعد ادراكها مصادر قوتها، ظهر ذلك بجلاء في انتفاضة تشرين.

تكاثف وتبلور جماعات صغيرة خارج الأطر التقليدية، قد يكون نواة لتطور فكرة التنظيم الاجتماعي بمفهوم مختلف عما عرفناه، وان نجحت بالافلات من منزلقات الثقافة السياسية الموروثة، ستكون طفرة نوعية مؤثرة في الحياة السياسية العراقية في المستقبل القريب.

كان تحالف سائرون موضع جدل، لكن له دلالات هامة، التفاؤول بهكذا التحام لم يكن لحسابات سياسية أو انتخابية وانما في العبرة من وجود فرص ترويض الايديولوجيا، وامكانية تشكّل كتلة تاريخية، تحمل في طياتها نبذ الأحادية.

٥ آب ٢٠٢٢








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة