الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة نظام.. ازمة معارضة

صوت الانتفاضة

2022 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تستمر ازمة النظام السياسي في العراق وتتصاعد بشكل يثير القلق عند صناع هذا النظام ورعاته، فالتغريدات والتصريحات المستمرة، واللقاءات السرية والعلنية، والزيارات المتبادلة، الداخلية والخارجية، تشير الى عمق الازمة التي يعيشها هذا النظام البائس، لقد وقع هذا النظام في مأزق لا يستطيع الفكاك منه، وخياراته كلها صعبة، بل مميتة له.

هذا النظام يصور للناس ان مشكلته تكمن في "نتائج الانتخابات" او "الثلث المعطل" او "قرارات المحكمة" او "حل البرلمان" او "انتخابات مبكرة" او "الأكثرية والأقلية"، وكل ذلك ما هو الا تمظهرات شكلية، فالأزمة أعمق بكثير، ان جوهرها يكمن بذات النظام نفسه، فالانتخابات المبكرة والمكررة لن تحل الازمة ابداً، بل قد تتعقد أكثر، وقد رأينا ذلك في انتخابات تشرين 2021، وليست القضية بكم المقاعد داخل البرلمان، فهناك قوى مسلحة تسيطر على الشارع لا تملك مقعدا واحدا، بل انها لا تعترف أصلا بالبرلمان.

ان القلب النابض لهذا النظام يكاد يتوقف، هو يجاهد لكي يبقى حيا قدر المستطاع، الرعاة يدركون جيدا انهم امام نظام متهالك، آيل للسقوط، لكنهم لا يملون من امل احياءه وبث "الروح" فيه، لهذا تستمر محاولاتهم بإنعاشه، لكنهم يدركون ايضا انه لن يستمر طويلا، هو مريض جدا؛ وسائل دفاعه تنهار يوما بعد آخر؛ قاآني ووليامز وبلاسخارت، كورس الأطباء المباشر والمشرف على علاجه بدأ يفقد الامل، تلمح ذلك في نظراتهم وتصريحاتهم ولقاءاتهم.

نظام الإسلام السياسي لا يستطيع الاستمرار بالحياة الا إذا كانت هناك دماء، الا إذا كانت هناك حروب وقتال، فهو نمط بدوي قروسطي في الحكم، لهذا تراه دائما ممتشقا سيفه، جاهز للحرب، كل بدائله تتمحور حول الحرب، لا تقرأ نصا او تشاهد لقاءا لممثليه الا وكانت الحرب حاضرة في خطابه "المرحلة القادمة ستكون الحرب".

في الجانب الاخر يقف النقيض المباشر لهذا النظام، انها قوى المعارضة؛ هي أيضا تعيش ازمة خانقة، فهي مصابة بداء التشتت والتشرذم والتشظي، لا تقوى على لملمة قواها وتوحيد صفوفها، فهي تخلو من اية برامج او تكتيكات تنظيمية، مصابة بالعمى التنظيمي؛ "نرجسية" بعض قيادتها ووقوعهم في لغة "المثقفين" الاستعلائية، تمنعهم من ان يكونوا اجتماعيين أكثر؛ هم يفكرون بإسقاط النظام، مطلب جوهري، لا يكاد يختلف عليه أحد، لكن السؤال الذي يؤرقهم هو: كيف سيتم اسقاط هذا النظام؟ ما هي الاليات؟ والسؤال الأكثر الحاحا عليهم هو: ما هو البديل المطروح او القادم؟

القوى السياسية التي تحاول لملمة أجزاء المنتفضين او تحاول إعطاء تصور او رؤية او بديل سياسي واقتصادي، هي قوى ضعيفة الى هذا الحد او ذاك، ليست بحجم مهمة اسقاط نظام عصاباتي ميليشياتي مافيوي مدعوم إقليميا ودوليا، وهي تفعل ذلك بشكل خجول، فمركز أزمتها يكمن بفقدان "الثقة" بين أطرافها، فهذه القوة لا تؤمن بطرح تلك القوة، وتخاف من ان تكبر اجتماعيا على حسابها "كما تظن"، لهذا تعيش جميع القوى ب "فردانية" خالصة.

العامل الاخر في ضعف قوى المعارضة هو وجوه قياداتها، فهذه الوجوه بدأت تضمحل شيئا فشيئا، فهي لم تستطع ان تقدم شيئا جديدا لجماهيرها، بل ان بعضا منها صار عائقا امام تقدم الجماهير، لهذا ترى الكثير من تلك "الوجوه القيادية" ارتمى بأحضان النظام، من خلال المشاركة في تظاهراته او تبني تصورات النظام ذاته.

ان غياب التكتيك المناسب والفاعل هو العامل الأكثر أهمية داخل قوى المعارضة، فإسقاط النظام الإسلامي والقومي، النهاب والقاتل، لا يمكن ان يكون من خلال ترديد عبارة "الشعب يريد اسقاط النظام".
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض