الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاريخ يعيد نفسه في العراق (3)

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن وجد الإنسان في هذا الوجود وبدأت تلافيف دماغه (مخه) بالتطور والنمو وأخذ يدرك واقعه وحاجاته بدأت أعقاب المراحل الإنسانية تنتقل من مرحلة إلى أخرى تتطور وعندما تنتهي حياة مرحلة تفتح الباب للمرحلة الأخرى الأكثر تقدماً وتطوراً في مسيرة التاريخ ولا زالت الأحقاب المتعاقبة إلى الآن وستستمر كل كتلة أو طبقة تسير وتعقب الكتلة الأخرى حسب مسيرة التاريخ وحتميته.
وفي العراق كما في التاريخ كل جماعة أو طبقة أو كتلة تبدأ عملها السياسي والاقتصادي والاجتماعي مدة من الزمن ثم تصبح تراوح في مكانها حتى نهايتها ومن ثم تحل محلها الكتلة أو الطبقة الأكثر تقدماً وتطوراً تزاول عملها ونشاطها بما ينسجم مع مصلحة وحياة الشعب وتقدمه وتطوره ثم تنتهي وتبدأ بعدها مرحلة أخرى وبهذه الطريقة تنمو الحضارات البشرية وتتقدم وتتطور.
وفي عراقنا المستباح وشعبه المذبوح بدأت الكتل والأحزاب السياسية (الإطار التنسيقي) عمله ونشاطه السياسي بعد عام/ 2003 باسم (الطائفة الشيعية) بالحكم وخدمة الأطياف والكتل المذهبية والقومية خدمة للعراق وطن وشعب وبعدها حوالي عقدين من الزمن بدأ الضعف والإهمال يتسلل إلى كيان الكتلة والأحزاب السياسية معتمدة في سياستها العامة على التوافقية والمحاصصة وأفرزت الفقر والجوع والحرمان والبطالة والفساد الإداري وتفشي المخدرات والعنف الأسري وظاهرة الانتحار وبدأت المظاهرات والاحتجاجات ضد سياسة الحكومات المتعاقبة منذ عام/ 2010 وتوجتها طائفة الشيعة في المدن الوسطى والجنوبية من العراق في الثورة التشرينية عام/ 2019 واستمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق وأفشلتها المصالح الأنانية والوعود التخديرية والترقيدية وحدث انشقاق في البيت الشيعي عندما رفعت كتلة التيار الصدري راية الإصلاح والتغيير ضد سياسة الدولة التي أنهكتها التوافقية والمحاصصة والفساد الإداري وأفرزت التراكمات من الأزمات العميقة في الدولة حتى أصبحت على وشك الانهيار واستجابت جميع القوى السياسية على شرط ثورة الجوع والغضب التشرينية في الانتخابات المبكرة التي فازت في نتائجها كتلة الإصلاح والتغيير الصدرية بأكثرية عدد النواب وأصبح من حقها تأليف الحكومة حسب نصوص الدستور .. إلا أن (الإطار التنسيقي) استمات من أجل إفشال الكتلة الصدرية وقد حدث الذي حدث بانسحاب الكتلة الصدرية واستقالتهم من مجلس النواب مما دفع الإطار التنسيقي إلى استغلال الخطوة الصدرية وقدم نوابه الفاشلين على إشغال النواب المسحوبين وأصبح الإطار يمتلك الأكثرية النيابية وبادر إلى تشكيل الحكومة واختار السوداني رئيساً للوزراء إلا أن منطق التاريخ وحتميته وجماهير الشعب الواسعة رفضت حكومة الإطار التنسيقي الذي حكم عليها بنهايته وفسح المجال للكتل والأحزاب التي تدعو للإصلاح والتغيير هي التي تقود المرحلة القادمة معتمدة على منطق وحكم التاريخ والتجربة والواقع الذي أدى بوصول العراق وطن وشعب إلى ما نحن عليه وإلى فتوى المرجعية الرشيدة (المجرب لا يجرب) .. واللجوء إلى الشعب في حسم الخلاف بين القوى الإصلاحية والتغيير ومعها جماهير الشعب الواسعة إلى انتخابات مبكرة ... إن الذي يثير الاستغراب والعجب بعد الانتخابات وفشل الإطار التنسيقي كانوا يطالبون بإعادة الانتخابات أما الآن وبعد انسحاب النواب للتيار الصدري واستقالتهم واستغلت الإطار هذا الانسحاب وتعويضهم بنوابهم الفاشلين وأصبحوا يشكلون الأكثرية بالبرلمان وأصبح من حقهم تشكيل الوزارة وصاروا هم الأغلبية في البرلمان أصبحوا يرفضون إعادة الانتخابات المبكرة والسبب الآن وفي الماضي خوف الإطار أن يخذله الشعب ويفشله في الانتخابات.
إن الادعاء بخدمة الشعب والمصلحة العامة تظهر من خلال الانتخابات وثقة الشعب بالقوى التي يثق بها ويمنحها صوتها وثقتها .. وسوف تأتي نتائج الانتخابات بالفوز من طائفة الشيعة على الإطار التنسيقي أن يعلم أن مرحلته انتهت وعليها فسح المجال للقوى الحية التي رفعت راية الإصلاح والتغيير للعمل وفق سياسة جديدة تنقل الشعب إلى شاطئ الأمن والاستقرار والتقدم بعد أن أصبح الإطار عاجزاً عن تلبية مطاليب الشعب .. وإذا كان الإطار يحب ويحترم الشعب لماذا يهدد بالحرب الأهلية ويعرض السلم المجتمعي للخطر ؟
على الإطار التنسيقي إذا كان يثق بالشعب ويحترم رأيه وإرادته فسح المجال والطريق إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة وعدم عرقلة حياة ومصلحة الشعب.
إن الإطار التنسيقي إذا كان يثق بالشعب لماذا يخاف الانتخابات ؟
على السياسيين معرفة نتائج التاريخ وحقيقته :
1) النظر إلى الوقائع التاريخية من خلال نظرة موضوعية واقعية.
2) ربط الوقائع السابقة بالأحداث الآنية وتأثيرها في إفراز تلك الوقائع واستخلاص النتائج من جدلية الترابط بالماضي والحاضر والمستقبل.
3) معرفة الوقائع التي تحدث ومدى تأثيراتها على العوامل الأساسية التي تتحكم في مسيرة الأحداث.
4) استنتاج القوانين العامة التي تتطور بموجبها الأحداث ودراسة نتائجها الإيجابية والسلبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات