الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيلم المصري الواقع والآفاق لوليد سيف

عطا درغام

2022 / 8 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تبدو السينما المصرية كامرأة جميلة ضائعة يريد لها بعضنا أن تكون عشيقة تلبي أحط الرغبات، بينما يسعي آخرون لإجبارها علي أن تكون ربة منزل تقدس الحياة الزوجية؛هذا فضلًا عن فريق ثالث يريدها صديقة متفتحة ومثقفة وتجيد سبع لغات.
مولوا الأفلام الراقية،ودعَّموا التجارب الجرئية ، وشجعوا الأعمال التجارية محكمة الصنع،وتركوا للسينما حريتها ،ودعوها تتمتع بالتنوع والغزارة والانتشار لتُرضي أنواعها مختلف الأذواق حتي تنضج بالقدر الكافي،وتستطيع أن تحدد مصيرها بنفسها وعلي أيدي فنانيها.
سوف تظل الأفلام التي تنتصر للمستقبل وللحرية وللقيم النبيلة بأسلوب فني راق هي الأقرب لوجدان المُشاهد،والأكثر صمودًا أمام الزمن، بينما تتواري وتندثر الأفكار الرجعية والانهزامية والأساليب الركيكة،ويستمر تيار السينما الجرئية والتقدمية ليصب في مجري نهر المجتمع الساعي لتحقيق أهدافه الأساسية التي لا يتحلي عنها أي إنسان حر.
ويذكر الكاتب أنه كانت غايته من الكتاب هو دراسة عشر سنوات من عمر السينما من 1997 حتي 2006 ، فقد شهدت تلك السنوات العديد من الأحداث المهمة والتغييرات المتلاحقة التي بدأت منذ الانقلاب الذي أحدثه النجاح التجاري لفيلم"إسماعيلية رايح جاي بعرضه عام 1997 .
ويذكر أنه من الضروري أن نضع أفلام تلك السنوات العشر تحت المجهر بكل ما صاحبها من ظروف أثرت في العملية الإنتاجية ،وفي حال الفيلم المصري من مختلف الأوجه، حيث كان السعي إلي رصد أفلامها بكل ما واجهها من عقبات وأحاط بها من ملابسات وأن يراجع كل ما حققته السينما خلالها من إنجازات وما عانته من خسائر ومشكلات.
ولكن مع تواصل ومرور السنوات التي واصلت البحث،رأي أن الحقبة بكل ما ألَّم بها من أحداث ،وما عبرت عنه من دلالات مازالت غير كافية للتعبير عن مرحلة نتوقف عندها ونتأمل أوضاعها ونستخلص النتائج والدروس.
كانت عجلة التغيير ما زالت تدور بسرعة،حيث كانت الواقع السياسي والاجتماعي في حالة تفاعل وغليان مؤثر جدًا علي الفيلم السينمائي بمختلف جوانبه سلبًا وإيجابًا
فامتد رصد السينما والأفلام موضوع البحث إلي عقد ونصف؛فتضعنا في نهايتها في مرحلة مفترق طرق وذلك بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ، بكل ما حفلت به من أحلام وطموحات ،وكل ما كشفه مرور عام كامل عليها من محاطر وتحديات ومحاولات للالتفاف عليها ووادها بكافة السبل.
وكان من المؤكد أن عمليات تغييب الوعي والتصميم علي خلط الأوراق واللعب علي حالة التردي التعليمي والثقافي من أهم وسائل مختلف القوي الرجعية نحو إحباط الثورة وإخمادها.
وإذا كنا نتحدث من زاوية إبداعية عن أهمية استقرار التجارب والخبرات تاريخيًا حتي يمكن للأعمال الفنية تناولها؛فإنه من الواجب أن نسعي في مراحل التحولات إلي حماية الفن ودعمه وتشجيعه والتعرف علي ما يواجهه من معوقات والنظر إلي الأساليب الواجب اتباعها لمنحه الفرصة للتعبير ببلاغة أكبر وبحرية أشد وبإمكانيات أعلي وبفكر أنضج، ومن هنا وجب إضافة نصف عقد للدراسة ( من بداية 2007حتي نهاية 2011).
وفي النهاية تم تقسيم الكتاب إلي بابين حيث يتضمن الباب الأول والجانب البحثي والظواهر الجديدرة بالتأمل والحلول والمقترحات التي يري الكاتب أنها تجعله يلاحق ثورة مجتمعية وفكرية يصحبها تغير جديد في النظام نحو المستقبل والأفضل نحو دولة حضارية تؤمن بقيمة الفن ودوره في نهضة المجتمع وتمنح السينما مزيدًا من الاهتمام والدعم كفن جماهيري حقيقي بإمكانه أن يلعب دورًا كبيرًا ومهمًا في معركة التنوير وتنمية الوعي التي أصبح من اللازم أن نخوضها الآن.
اما الباب الثاني ؛ فيتضمن القراءة التفصلية التحليلية لأفلام الأعوام الخمسة عشر بكل ما أحاط بها من ظواهر وظروف فنية واجتماعية وسياسية ، وبكل ما شكلته قراءتها وقراءة ما أحاط بها من رؤية استند فيها الكاتب إلي ماتم مناقشته من ظواهر ومتم التوصل إليه من نتائج في الباب الأول، وأن يعتبر الباب الثاني هو مرجعه ومرشده للتأكد مما تم التوصل إليه والتعرف علي قراءة تفصيلية لواقع السينما عبر قراءة شاملة لإنتاجها السنوي مع التوقف أمام أهم نماذجها وأكثرها دلالة وتعبيرًا عن حالنا السينمائي بالسلب والإيجاب.
وتم تقسيم الباب الثاني إلي أربعة فصول،حيث كانت السنوات الخمس الأولي هي بداية لمرحلة ، بينما شكلت السنوات الخمس التالية ملامح ومتغيرات جديدة للمرحلة،وجاءت السنوات الثلاث التي أعقبتها لتشهد حالة جديدة من التوتر وتلون جديد للفيلم المصري.
أما العامان الأخيران ؛فكان أحدهما هو العام السابق للثورة والذي كانت بعض أفلامه رغم مشكلات السينما الاقتصادية الأكثر تعبيرًا ووضوحًا وإرهاصًا للثورة.. أما العام الأخير وهو عام الثورة ذاتها فهو امتداد لسابقه عبر ملامح مشتركة كثيرة من أهمها صعود تيار السينما المستقلة وتواجدها في دور العرض لتشكل بحضورها ثقلًا وتزايدًا لمساحة الفن الجاد والخارج عن الأنماط التجارية المعتادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة