الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسار- العدد 67

الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
(The Syrian Communist Party-polit Bureau)

2022 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية




العدد /67/ آبأغسطس2022
---------------------------------------------------------------------------------
الافتتاحية:
ترجمات أوكرانية في سوريا

هناك تواريخ فاصلة، مثل إعلان "مبدأ ترومان"في آذار1947الذي أطلق من خلاله الرئيس الأميركي هاري
ترومان الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي، أوسقوط جدار برلين في تشرين الثاني 1989والذي يرمز منه أومعه إلى نهاية الحرب الباردة بانتصار الأمريكان على السوفيات. في 24شباط2022مع الغزو الروسي لأوكرانيا طويت صفحة الوضع المستقر للقطب الأميركي الأوحد للعالم مع محاولة تمرد روسية على القطبية الأميركية الأحادية للعالم مدعومة من الصين وعلى الأرجح من إيران وربما من دول أخرى تشعر بأن الأحادية القطبية الأميركية للعالم ليس استمرارها لصالحها. وفي الحقيقة إن الحرب في أوكرانيا هي زلزال عالمي وربما يمكن المغامرة بالقول بأنها حرب عالمية رابعة ،بعد الحربين العالميتين والحرب الباردة تدور في نطاق جغرافي صغير هو الأرض الأوكرانية بين الجيشين الروسي والأوكراني بشكل مباشر من الناحية العسكرية ،ولكنها حرب بالوكالة على الأقل يخوضها الأوكران نيابة عن الرباعي الولايات المتحدة - بريطانية- الاتحاد الأوروبي- اليابان ضد موسكو التي يظهر الدعم الصيني بشكل متزايد تدريجياً لها وخاصة مع تفاقم التوتر الأميركي- الصيني تجاه قضية تايوان وأيضاً الدعم الإيراني حيث ترقص طهران رقص الحبال بين واشنطن وموسكو في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
بعد حوالي ستة أشهر من الحرب في أوكرانيا، بدأت ملامح المواجهة الأميركية-الروسية، التي تشمل العالم الآن ولاتقتصر على أوكرانيا بالانعكاس على الأزمة السورية. وقد ظهر هذا أولاً عبر حدثين في شهر تموز الماضي من عرقلة الروس للتجديد السنوي لتفويض مجلس الأمن بأن يكون معبر باب الهوى معبراً لمساعدات الأمم المتحدة للسوريين القاطنون في مناطق ليست خاضعة للسلطة السورية ورفضهم أن يكون التجديد لسنة كاملة بل فقط لستة أشهر ومن عرقلة الروس لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف بحجة أن سويسرا لم تكن محايدة في الحرب الدائرة في أوكرانيا وطلبهم نقل تلك الاجتماعات لمكان آخر.
هناك مؤشرات عديدة ،وتسريبات كثيرة من مصادر روسية وتركية الآن ،إلى أن روسيا تنوي طرح مشروع نحو "جنيف سوري "لتمرير تسوية للأزمة السورية من غير مظلة الأمم المتحدة ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية ،وذلك في إطار ممارسة ضغط صراعي ضد الأمريكان في الأرض السورية تمارسه موسكو لحسابات يتم فيها استخدام سوريا في إطار الصراع المفتوح الأميركي- الروسي المعلن مع الحرب في أوكرانيا والذي تستخدم فيه مجالات جغرافية هي أبعد من الأرض الأوكرانية مثل استخدام سلاح الطاقة النفطي والغازي من قبل الكرملين للتأثير على الداخلين الأوروبي والأميركي لخلق أوضاع اقتصادية قلقة يمكن أن تؤثر على انتخابات الكونغرس القادمة لغير صالح الحزب الديمقراطي الذي تنتمي له الإدارة الأميركية الحالية في البيت الأبيض أواستخدام هذا السلاح لتأزيم الأوضاع المعيشية الأوروبية لدفع الداخل الأوروبي للضغط على الأوساط الحاكمة نحو تسوية للحرب في أوكرانيا وفق مايريده بوتين.
هذه التسوية ،التي بدأت التسريبات حولها بدأ إعدادها في قمة طهران بالشهر الماضي بين الرؤساء الروسي والإيراني والتركي ثم استكملت هذا الشهر في قمة سوتشي بين بوتين وأردوغان، يتم فيها استغلال للتباعد التركي-الأميركي بعد خيبة أردوغان من واشنطن إثر رفض الأمريكان للاجتياح العسكري التركي للأراض السورية في تل رفعت ومنبج وذلك من خلال وعد روسي بمساندة إيرانية لتحقيق ما يطلبه الأتراك من إبعاد مسلحي (قوات سوريا الديمقراطية- قسد) لمسافة تصل إلى 32كيلومتر على طول الحدود السورية- التركية ولكن بواسطة القوات الروسية ومؤازرة قوات السلطة السورية مع تطبيق اتفاقية أضنة الموقعة بين الدولتين التركية والسورية عام1998،على أن يكون مقابل ذلك تقدم تركي نحو مصالحة بين أنقرة والسلطة في دمشق يتم بعدها أوخلالها تنفيذ القرار 2254للتسوية في سورية بين السلطة والمعارضة برعاية روسيبة – إيرانية- تركية ومن دون مظلة الأمم المتحدة ومن دون مشاركة واشنطن عبر "جنيف سوري "لتنفيذ القرار 2254،أي بعكس ما كان سابقاً عندما كان التعاون الأميركي- الروسي هو الذي أنتج بيان جنيف 1 عام2012والقرارين الدوليين 2118لعام2013و2254لعام2015المتعلقان بتسوية سورية تقود إلى إنهاء الأزمة السورية عبر انتقال ديمقراطي متفق عليه بين السلطة والمعارضة نحو وضع ديمقراطي جديد من خلال حكومة انتقالية ائتلافية تقود مرحلة الانتقال بكل ما يتضمنه من دستور جديد يصاغ بالتوافق وانتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية وفقاً للدستور الجديد.
السؤال الآن: هل يمكن أن يمر ذلك في ظل التوتر الأميركي – الروسي وخاصة مع الوجود العسكري الأميركي في شرق الفرات بجانب حليفتهم (قوات سوريا الديمقراطية-قسد)؟ ثم سؤال ثاني: هل يمكن مرور تسوية للأزمة السورية من دون توافق أميركي-روسي؟
الأشهر القادمة ستجيب على كل ذلك.
--------------------------------------------------------------------------------
المسار البياني لانهيار الليرة السورية ( 2011 - آب 2022(

عندما تتحدث لغة الأرقام وعلم الاقتصاد ..
لا داعي للتطبيل والتزمير والتشويش والعنتريات ....!!!

- قبل بداية الحرب السورية أو المأساة السورية؛
أي قبل 2011 ، كان متوسط سعر صرف الدولار في
السوق الموازية يتراوح بين 45 - 47 ل.س .
- مع نهاية عام 2011، وصل سعر الصرف حوالي 60 ل.س /$ .

- في نهاية عام 2012 ، استمر انخفاض قيمة الليرة السورية
ليصل سعر الصرف في نهاية العام إلى (75 - 95 ) ل.س/ $ .

- وصل سعر صرف الدولار في آذار 2013 نحو 120 ليرة،
وتجاوز سعر الدولار 300 ليرة في نهاية العام لفترة قصيرة؛
لكن كان معدل الصرف بالمتوسط حوالي ( 165- 170) ل.س .

- وتحسن سعر صرف الليرة السوريّة قليلاً، عام 2014،
فتراوح سعر الصرف بين 170 ل.س و 220 ل.س في نهايته،

- في عام 2015،
تراجع سعر الصرف لليرة السورية إلى 380 ل.س للدولار الواحد،

- وبلغ أسوأ سعر لها على الإطلاق، عام 2016،
بانخفاض كبير تراوح بين 500 ـ 700 ل.س مقابل الدولار.

- طرأ تحسّن مرة أُخرى على سعر صرف الليرة ،
منذ عام 2017،
ووصل السعر إلى عتبة الـ 510 ل.س،

- في عام 2018 ، حافظت الليرة مع تحسن بسعر الصرف ،
بقي معدل سعر الصرف يتراوح بين 500 - 520 ل.س

- في عام 2019، تراجع سعر الصرف مجدّداً منذ مطلع العام ،
ليصل في أواخر 2019، لسعر اصرف تراوح بين
680 إلى 900 ليرة للدولار الواحد.

- في حين وصل سعر الصرف في نهاية عام 2020 بقفزة نوعية هبوطا إلى حدود (2870 - 3000 )ل.س للدولار الواحد.

- خلال عام 2021، بلغ متوسط سعر صرف الليرة السورية
بالمتوسط حوالي 3600 ل.س / $.

- وأخيرا ؛
لوحظ شبه استقرار في سعر الصرف في السوق الموازية
لأشهر طويلة خلال عام 2022 ..
كان يتراوح فيها سعر الصرف بين 3500 و4000 ليرة .
لكن خلال الأسبوعين الماضيين...قفز سعر صرف الدولار
لحوالي 4500 ل.س / $ بالمتوسط...

١٧ آب ٢٠٢٢
نورالدين منى
- من صفحته على الفيسبوك -
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحرب في سوريا: لماذا استمرت 10 سنوات؟

تقرير حول الحرب السورية تم نشره على من قبل البي بي سي بتاريخ 15 مارس/ آذار 2021



تحولت الانتفاضة السلمية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، التي اندلعت قبل عشر سنوات، إلى حرب أهلية واسعة النطاق. وخلف هذا الصراع أكثر من 380 ألف قتيل ودمر مدنا سورية وجر إليه دولا أخرى.

فكيف بدأت الحرب في سوريا؟
قبل اندلاع هذا الصراع، اشتكى كثير من السوريين من ارتفاع نسبة البطالة والفساد وغياب الحريات السياسية تحت حكم نظام بشار الأسد، الذي خلف حافظ الأسد في الحكم بعد وفاته عام 2000.
وفي مارس/آذار 2011، اندلعت الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في مدينة درعا جنوبي البلاد، متأثرة بانتفاضات مشابهة في دول المنطقة ضد حكامها المستبدين.
واستخدمت الحكومة السورية القوة لسحق هذه المظاهرات، وهو ما أجج المزيد من الاحتجاجات نحو المطالبة بإقالة الرئيس في مناطق أخرى في أنحاء البلاد.
وانتشرت الاضطرابات في البلاد، واشتدت وطأة الأمن في سحق الاحتجاجات. ومع الوقت، حملت المعارضة السلاح للدفاع عن نفسها في المقام الأول، ولاحقا للتخلص من قوات الأمن في المناطق التي سيطرت عليها، وتعهد الأسد بسحق ما وصفه بـ "الإرهاب المدعوم من الخارج".
وتصاعدت وتيرة العنف سريعا، وغرقت البلاد في الحرب الأهلية. وخرجت مئات المجموعات من المعارضة المسلحة، بحيث تحول الأمر سريعا لما هو أكبر من مجرد خلاف بين فريقين مع وضد الأسد.
ما الذي تحقق من أحلام السوريين في "الربيع العربي"؟
وبدأت القوى الغربية في انتقاء الأطراف التي تدعمها بالمال والسلاح والمقاتلين. ومع تدهور الأحوال وانتشار الفوضى، ظهرت المنظمات الجهادية المتطرفة بأهدافها الخاصة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة. وزاد هذا الوضع من مخاوف المجتمع الدولي الذي يرى مثل هذه المنظمات تهديدا كبيرا.
وظهر بُعد جديد فرضه وجود الأكراد السوريين، الذي طالما أرادوا حكما ذاتيا، وإن كانوا لم يقاتلوا ضد قوات نظام الأسد.

كم عدد القتلى؟
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جهة مراقبة مقرها المملكة المتحدة ولها مصادر على الأرض في سوريا، إجمالي عدد القتلى بحوالي 387,118 قتيل بحلول ديسمبر/كانون الأول 2020، من بينهم 116,911 مدني.
ولا تشمل هذه الحصيلة 205,300 شخصا آخرين، يقال إنهم مفقودون وفي عداد الموتى.
وسجلت مجموعة مراقبة أخرى، هي مركز توثيق الانتهاكات، ما اعتُبر خروقات للقوانين الإنسانية الدولية وقانون حقوق الإنسان، من بينها استهداف للمدنيين.
ويعتمد هذا المركز في معلوماته على ما يرصده النشطاء في أنحاء البلاد. ووثق 226,374 حالة وفاة أثناء القتال، و135,634 حالة وفاة بين المدنيين حتى ديسمبر/كانون الأول 2020.
من الأطراف المتورطة؟
أبرز داعمي الحكومة السورية هما روسيا وإيران، في حين دعمت تركيا والقوى الغربية وعدد من دول الخليج المعارضة بدرجات متفاوتة خلال العقد الماضي.
روسيا: كانت لديها قواعد عسكرية في سوريا من قبل الحرب. وأطلقت حملة جوية لدعم الأسد في عام 2015، والتي كانت حاسمة في ترجيح كفة الحكومة في الحرب.
ويقول الجيش الروسي إن ضرباته الجوية تستهدف مواقع "إرهابية"، لكن نشطاء يقولون إنها تصيب المعارضين والمدنيين بشكل متكرر.
إيران: يرجح أنها أرسلت مئات الأفراد وأنفقت مليارات الدولارات لدعم الأسد.
كما يقاتل آلاف المسلحين الشيعة بجوار الجيش السوري، وهم مجموعات مدربة ومدعومة من إيران، وحزب الله اللبناني، وكذلك يأتي بعض المقاتلين من العراق وأفغانستان واليمن.
وقدمت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة دعما في البداية لما اعتبروه مجموعات معارضة "معتدلة". لكنهم يعطون الأولوية للمساعدات غير القتالية، بعد أن سيطرت المجموعات الجهادية على المعارضة المسلحة.
كما شن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية، وأرسل قوات خاصة إلى سوريا منذ عام 2014 لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف من المقاتلين العرب والأكراد، على انتزاع الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق البلاد.
تركيا: داعم كبير للمعارضة، لكنها تركز على استغلال مجموعات المعارضة المسلحة لمجابهة وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على تحالف قوات سوريا الديمقراطية. وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في البلاد.
وسيطرت تركيا والمجموعات الموالية لها على مساحات كبيرة بطول حدودها مع شمال سوريا، وتدخلت لصد هجوم القوات الحكومة على آخر معقل للمعارضة في إدلب.
السعودية: تحرص على مجابهة النفوذ الإيراني، ودعمت المعارضة بالمال والسلاح في بداية الحرب. وكذلك فعلت منافستها الخليجية، قطر.
إسرائيل: أظهرت مخاوفها مما رأته "نفوذا عسكريا إيرانيا" في سوريا، وشحنات الأسلحة الإيرانية لحزب الله، وغيرها من الميليشيات الشيعية، حتى أنها أطلقت حملات جوية بوتيرة متسارعة في محاولة لمواجهتهم.

كيف تأثرت سوريا؟
بخلاف مئات الآلاف من الوفيات، يعاني أكثر من 2.1 مليون مدني من إصابات وإعاقات دائمة بسبب هذا الصراع، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبلغ تعداد ساكني سوريا قبل الصراع حوالي 22 مليون نسمة، فر أكثر من نصفهم من بيوتهم بعد الحرب. ويبلغ عدد المهجرين داخل البلاد حوالي 6.7 مليون شخص، يعيش كثير منهم في مخيمات، في حين سُجل 5.6 مليون آخرين كلاجئين في الخارج.
ويستضيف لبنان والأردن وتركيا حوالي 93 في المئة من اللاجئين السوريين، ويعانون لاحتواء هذا العدد الكبير من اللاجئين، الذي يوصف بأنه أكبر موجة نزوح في التاريخ الحديث. وولد مليون طفل سوري في بلاد اللجوء.
وبحلول يناير/كانون الثاني 2021، قدرت الأمم المتحدة أعداد السوريين المحتاجين لمساعدات إنسانية داخل سوريا بحوالي 13.4 مليون شخص، من بينهم ستة ملايين في أمس الحاجة لها. ويجاهد أكثر من 12 مليون شخص للعثور على الطعام كل يوم، في حين يعاني نصف مليون طفل من سوء تغذية مزمن.
وجاءت الأزمة الإنسانية العام الماضي مصحوبة بتدهور اقتصادي غير مسبوق، إذ انخفضت قيمة العملة السورية بشكل كبير، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار الطعام. كما تعاني البلاد من انتشار إصابات كورونا، التي لا يُعرف مداها بالتحديد بسبب القدرات المحدودة على إجراء الاختبارات وتردي نظام الرعاية الصحية.
الأمم المتحدة: عشرات آلاف السوريين في عداد المفقودين
وتستمر حالة الخراب في كثير من الأحياء والبنى التحتية الأساسية بعد عقد من القتال. وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها الأمم المتحدة تدمير أو تخريب أكثر من 35 ألف بناية في مدينة حلب وحدها، قبل أن تستعيد قوات النظام السوري السيطرة عليها في نهاية عام 2016.
ورغم الحماية التي تتمتع بها الخدمات الصحية، تعرضت 350 منشأة صحية لـ 595 هجمة متفرقة، حسب ما وثقته منظمة أطباء لأجل حقوق الإنسان بحلول مارس/آذار 2020، وهو ما أدى إلى مقتل 923 من أفراد الطواقم الطبية. وتسببت هذه الهجمات في تعطيل المرافق الطبية، بحيث تعمل نصف مستشفيات البلاد فقط بشكل كامل.
كما تعرض كثير من مواقع الآثار والتراث السوري للتدمير. وأصيبت مواقع التراث العالمي الستة في البلاد بخسائر كبرى، إذ فجر مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية عدة مواقع في مدينة تدمر التاريخية.
واتهم محققو جرائم الحرب الأمميين كل الأطراف بارتكاب "خروقات مشينة". ويذكر تقريرهم الأخير أن "السوريين عانوا من قصف جوي هائل لمناطق ذات كثافة سكانية كبيرة، وتحملوا هجمات بالسلاح الكيماوي، وكذلك الحصار الذي تعمد فيه المعتدون تجويع السكان، وفرض قيود شديدة ومخجلة على وصول المساعدات الإنسانية."

من يسيطر على البلاد؟
استعادت الحكومة السيطرة على أكبر المدن السورية، لكن أجزاء كبرى من البلاد ما زالت تحت سيطرة المعارضة المسلحة، أو الجهاديين، أو قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها الأكراد.
وأقوى معاقل المعارضة المتبقية هي إدلب في شمال غرب البلاد، والمناطق المجاورة في شمال حماة وغرب حلب.
وتسيطر هيئة تحرير الشام، الموالية لتنظيم القاعدة، على المنطقة. لكنها تضم كذلك فصائل المعارضة المسلحة الأخرى. ويعيش أكثر من 2.7 مليون نازح في هذه المنطقة، من بينهم مليون طفل، في مخيمات أوضاعها متردية.
وفي مارس/آذار 2020، أُبرم اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة تركية وروسية، لوقف تحرك الحكومة نحو استعادة السيطرة على إدلب. ويسود المنطقة هدوء نسبي منذ ذلك الحين، لكن هذا الاتفاق قابل للانهيار في أي وقت.
وأطلقت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها حملة في شمال شرق سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ضد قوات سوريا الديمقراطية، بهدف خلق "منطقة آمنة" خالية من أي وجود لوحدات حماية الشعب الكردية على الجانب السوري من الحدود بين سوريا وتركيا.
ولمواجهة التحرك التركي، أبرمت قوات حماية الشعب اتفاقا مع الحكومة السورية يمكن الجيش السوري من العودة للمناطق الكردية لأول مرة منذ سبع سنوات. وتعهدت الحكومة باستعادة السيطرة على هذه المنطقة بالكامل.

هل يمكن أن تنتهي الحرب؟
لا يبدو أن هذا قد يحدث في أي وقت قريب، لكن الجميع يتفق على أهمية الحل السياسي.
ويطالب مجلس الأمن بتنفيذ اتفاق جنيف لعام 2012، الذي يطرح وجود كيان حاكم انتقالي "يتم تشكيله على أسس توافقية".
وفشلت محادثات جنيف 2، التي شهدت تسع جولات مناقشة، في إحداث أي تقدم. ويبدو أن الرئيس السوري غير مستعد للتفاوض مع مجموعات المعارضة السياسية التي تصر على خروجه من منصبه كجزء من التسوية.
ورعت روسيا وإيران وتركيا مفاوضات موازية عُرفت باسم مفاوضات الأستانة في عام 2017.
وتوصلت الأطراف لاتفاق في العام التالي، بتشكيل لجنة من 150 فردا لكتابة دستور جديد، ينتهي إلى إقامة انتخابات حرة وعادلة بإشراف أممي. لكن في يناير/كانون الثاني 2021، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، إنهم حتى لم يبدؤوا كتابة مسودات للإصلاحات.
وأشار بيدرسون إلى أنه في وجود خمسة جيوش أجنبية نشطة في سوريا، فإنه لا يمكن للمجتمع الدولي التظاهر بأن حل الصراع في أيدي السوريين وحدهم.

هكذا أصبح عدد اللاجئين حول العالم وهذه الدول التي تستقبلهم

مع نهاية العام ٢٠٢١ كان ٨٩,٣ مليون شخص حول العالم مجبرين على الفرار من ديارهم والنزوح قسراً. من بينهم ٢٧ مليون أصبحوا لاجئين، ونصفهم تقريباً تحت سن ١٨ عاماً، وذلك نتيجة للصراعات وأعمال العنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان، بحسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ووفقاً للمفوضية فإن هناك أيضاً ملايين الأشخاص عديمي الجنسية، أو الذين حُرموا منها ويفتقرون إلى الحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والتوظيف وحرية التنقل، بحسب إحصاءات ١٦ حزيران/يونيو ٢٠٢٢.
وبلغ مجموع اللاجئين تحت وصاية المفوضية ٢١,٣ مليون. أما اللاجئون الفلسطينيون تحت وصاية الأونروا فبلغ عددهم ٥,٨ مليون.
وكان عدد النازحين داخل بلدانهم ٥٣,٢ مليون شخص، وطالبو اللجوء ٤,٦ مليون.
وبحسب المفوضية فإن عدد الفنزويليين النازحين في الخارج بلغ ٤,٤ مليون.
واستضافت البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ٨٣٪ من اللاجئين. (عدا الفلسطينيين).
وانتشر ٧٢٪ من اللاجئين حول العالم في البلدان المجاورة.
بالنسبة للاجئين السوريين فإن عددهم بلغ أكثر من خمسة ملايين ونصف، ويتوزعون على البلدان التالية:
1. تركيا ٣.٦ مليون.
2. لبنان ٨٣٠ ألف.
3. الأردن ٦٧٠ ألف.
4. العراق ٢٦٢ ألف.
5. مصر ١٤٣ ألف.
6. بلدان شمال أفريقيا الأخرى ٤١ ألف.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين في المخيمات ٢٧٧ ألف.
وتستضيف الدول الأوروبية أكثر من مليون لاجئ سوري، ويتم استضافة ٧٠ في المائة منهم في بلدين فقط: ألمانيا (٥٩٪) والسويد (١١٪). وهذا يجعل ألمانيا خامس أكبر دولة مضيفة على مستوى العالم، حيث تستضيف أكثر من مليون إجمالاً، أكثر من نصفهم (٥٦٠ ألف) سوري.
فيما تستضيف النمسا واليونان وهولندا وفرنسا ما بين ٢ إلى ٥ بالمائة، بينما تستضيف دول أخرى أقل من ٢ بالمائة.
في قبرص، تقدم أكثر من ١٢٠٠٠ سوري باللجوء منذ عام ٢٠١١، من بينهم حصل حوالي ٨٥٠٠ على الحماية الدولية، وبشكل أساسي حالة الحماية الفرعية (٩٦.٤٪) مع منح الباقين وضع اللاجئ.

ويعد الفقر والبطالة من أكبر التحديات التي يواجهها اللاجئون السوريون، والتي تفاقمت خلال جائحة كوفيد-١٩.
يعيش أكثر من ٧٠ في المائة من اللاجئين السوريين في فقر، ويقدر تقرير صادر عن البنك الدولي -المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن مليون لاجئ سوري إضافي، إلى جانب ٤.٤ مليون فرد من المجتمعات المضيفة لهم في الأردن ولبنان والعراق، قد دُفعوا إلى براثن الفقر في أعقاب ذلك مباشرة، وأصبحوا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية -بما في ذلك الحصول على المياه النظيفة والكهرباء والغذاء والدواء ودفع الإيجار.
كما عرّضهم الانكماش الاقتصادي لمخاطر متعددة تتعلق بالحماية، مثل عمالة الأطفال، والعنف القائم على نوع الجنس، والزواج المبكر، وأشكال أخرى من الاستغلال.
بحسب المفوضية السامية للاجئين فإن أكثر الدول المصدرة للاجئين هي:
1. سوريا ٢٧٪
2. فنزويلا ١٨٪
3. أفغانستان ١١٪
4. جنوب السودان ٩٪
5. ميانمار ٥٪
دول أخرى ٣١٪
والدول الخمسة الأولى مجتمعة مسؤولة عن ٦٩٪ من اللاجئين في العالم.
أكثر الدول استضافة للاجئين هي:
1. تركيا ٣,٨ مليون
2. كولومبيا ١,٨ مليون
3. أوغندا ١,٥ مليون
4. باكستان ١,٥ مليون
5. ألمانيا ١,٣ مليون
يشار إلى أن اللاجئين الأوكرانيين لم يتم إضافتهم للإحصاءات بعد في ظل الصراع المحتدم هناك.
-------------------------------------------------------------------------------------------
تداعي أفكار عن ثقافة الاستسهال
محمد صالح الفتيح
(عن صفحته على الفيسبوك)


بالمناسبة، مشكلة (أو كارثة) سورية لا يمكن تعليقها فقط على الحكومة (أو النظام لمن يحب هذه التسمية). مشكلة سورية هي مشكلة اجتماعية بمعنى أنها تخص المجتمع برمته. لا توجد ثقافة عمل حقيقية، لا توجد ثقافة إنتاج. قلة قليلة لديها استعداد للعمل بالزراعة أو الصناعة أو المهن اليدوية. وأي شخص لديه أدنى إطلاع اقتصادي سيدرك سريعاً أن بلداً متخلفاً من الناحية التكنولوجية مثل سورية، ولا يمتلك ثروات طبيعية هائلة، لا يمتلك سوى أن يركز على القطاعات الإنتاجية. ولكن في سورية، بشكل تدريجي منذ مطلع السبعينات، وبشكل فاقع منذ مطلع التسعينات، التركيز الرسمي والشعبي هو على القطاعات الخدمية أو اقتصاد الخدمات: بدايةً بالفنادق والمقاهي والمطاعم ومنشآت الترفيه المختلفة، مروراً بالأسواق التجارية (التي تبيع المستوردات بشكل رئيس)، وصولاً منذ مطلع الألفية إلى محاولة دخول عالم تقديم الخدمات المالية، وهناك أيضاً تقديم الخدمات الطبية والإعلامية. المسألة لا تقتصر على المستثمرين فحسب، يمكنكم النظر مثلاً للدورات التدريبية التي تقدمها بعض المعاهد في دمشق، خصوصاً نكتة دورات التنمية البشرية وما شابه، كلها تسوق لهذه الدورات على أنها تساعد في دخول قطاع الخدمات. بالمقابل ما حجم الدورات التدريبية على لغات البرمجة أو على الرسم الهندسي أو البرامج الخاصة بإدارة المشاريع الصناعية؟

هناك هوس سوري مزمن وواضح باستنساخ التجربة اللبنانية. ولكن قطاع الخدمات يحتاج أولاً وأخيراً لزبائن، سواء داخليين أو خارجيين. الحالة اللبنانية كانت حالة استثنائية. لبنان قدم الترفيه والتعليم وفرص التسوق للمجتمعات العربية المغلقة، ووفر الخدمات المالية للدول العربية التي لم تكن تمتلك هذه الخدمات (مثل دول الخليج) أو التي ضيقت على المؤسسات المصرفية المحلية بذريعة التأميم والاشتراكية في الستينيات (مصر وسورية والعراق مثلاً). استثنائية لبنان انتهت منذ مطلع التسعينات مع الطفرة التي حققتها دول الخليج وانتشار الجامعات والمصارف في الدول العربية. فعلى من يعول السوريون في رهانهم على قطاع الخدمات؟ لمن يبنون هذه الفنادق والمصايف والمطاعم ودور الترفيه ولمن يبنون هذه "المولات"؟ السوريون في الداخل تحت خط الفقر، والسوريون في الخارج يشكلون كتلة حديثة النشوء لا تمتلك التراكمات المالية لتمويل اقتصاد خدمات كامل يعتاش منه عشرين أو ثلاثين مليون نسمة في الداخل.

كل مركز محلي أو إقليمي أو دولي لتقديم الخدمات يحتاج لزبائن يعملون في الإنتاج الصناعي والزراعي: في أوروبا هناك عدد قليل من مزودي الخدمات: بريطانيا هي مركز الخدمات المالية والتعليمية، وسويسرا مركز خدمات مصرفية، ومونتي كارلو مثلاً هي مركز ترفيهي، وحول هذه المراكز هناك ألمانيا كمركز صناعي عملاق، وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا تمتلك مزيجاً من الاقتصادات الصناعية والزراعية. وهونغ كونغ هي مركز الخدمات المالية للصين، وماكاو هي مركز خدمات الترفيه للصين. وفي الولايات المتحدة، لاس فيغاس هي أحد أبرز مراكز الترفيه، ونيويورك مركز خدمات مالية. فعلى من، في الداخل أو الخارج، يراهن السوريون؟

هناك ثقافة استسهال مهيمنة ومترسخة في سورية. ويمكن ملاحظتها في أبسط تفاصيل الحياة، حتى خارج نطاق العمل. أتذكر هنا مثلاً بعض من كان يأتيني لطلب النصيحة حول تعلم الإنكليزية فيقول: هل يكفي الاستماع للأغاني "الأجنبية" لإتقان الإنكليزية؟ أو من يسأل عن نصائح في التمرين وبناء الأجسام، فيقول: هل تناول "البروتاين" بدون تمرين يعطي عضلات؟ وهل يكفي شرب الخل للتخلص من الدهون؟ حيث ما ننظر سنجد ألاف الأمثلة على ثقافة الاستسهال من أبسط تفاصيل الحياة الشخصية واليومية للعلاقة بالآخرين وصولاً للإنتاج والعمل. وهذه الثقافة هي ما يراهن عليه أرباب الفساد.
اعتذر عن الإطالة ولكن "يُمَل".
------------------------------------------------------------------------------------------------
اللحظة الإيرانية الفاصلة
محمد سيد رصاص
"وكالة نورث برس"،14 الأحد 82022
في يوم الاثنين الماضي قدم جوزيب بوريل، مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، مسودة اتفاق لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام2015إل ى الطرفين الأميركي والايراني، بعد محادثات غير مباشرة توسط فيها بوريل متنقلاً بين فندقين أقام فيهما الوفدان في فيينا وقد قال الوسيط الأوروبي لاحقاً الكلمات التالية: "إنه عرض الرزمة الكاملة الواحدة...لا تستطيع الموافقة على الصفحة كذا وترفض الصفحة كذا. يجب عليك أن تقول نعم أولا".
من خلال مؤشرات عديدة، يبدو أن واشنطن موافقة على المسودة فيماهناك تسريبات إعلامية عبر مواقع ألكترونية قريبة من "مجلس الأمن القومي الأعلى"الايراني، الذي هو المرجع الذي يقرر الموافقة عليه أوينصح "المرشد "علي الخامنئي بالموافقة عليه أولا، عن أن طهران تريد "تعديلات ولن تتعامل معه كنص نهائي"، وهناك تلميحات روسية باعتبار موسكو من موقعي اتفاق 2015المسمى اتفاق"5+1" تقول بأن "المفاوضات تستأنف عندما يحصل اعتراضات على النص "، الذي قال بوريل بأن الإجابة عليه هي فقط في حدود "أسابيع".
هنا يجب استذكار قول الرئيس الأميركي جو بايدن ،أثناء زيارته لإسرائيل الشهر الماضي عن "أننا لن نتفاوض مع ايران للأبد "،ويبدو أن هناك استعجالاً أميركياً للاتفاق ،الذي بدأت محاولات إحيائه منذ شهر نيسان2021في فيينا مع جولة يتيمة في الدوحة في ظل أزمة الطاقة العالمية عقب الحرب في أوكرانيا من حيث كون ايران قادرة على تقديم ملايين البراميل يومياً من النفط الجديد للسوق وهو ما يساعد على تخفيض الأسعار ما يؤثر على انتخابات الكونغرس الأميركي النصفية في تشرين الثاني القادم ومن حيث أن هذا يحرم الرئيس الروسي من مليارات الدولارات التي تصب الآن في الخزينة الروسية منذ الارتفاع الكبير لأسعار النفط مع الحرب في أوكرانيا هذا إذا لم نذكر أن ايران "متفًق معها غربياً" هي البديل الأقوى عن الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي وهو تفكير كان موجوداً بقوة عند باراك أوباما عندما عقد اتفاق 2015مع طهران وعلى الأرجح أن تشجع فلاديمير بوتين على الوجود العسكري الروسي في سوريا منذ يوم30أيلول2015أي بعد شهرين ونصف من عقد اتفاق"5+1"هو في أحد أهدافه الرئيسية من أجل منع أن تكون سوريا معبراً لأنابيب الغاز الإيراني إلى أوروبا إضافة لمنع المشروع القطري القديم للغاز من أن يمر بالأراضي السورية عبر البحر أوعبر تركيا لأوروبا.
الآن هناك لحظة إيرانية فاصلة تتطلب قراراً استراتيجياً من القيادة في طهران. في هذا الصدد يجب تذكر كلام كمال خرازي،مستشار "المرشد"الايراني لمحطة "الجزيرة" عقب أيام من زيارة بايدن للمنطقة،عن أن ايران قد "أصبحت دولة عتبة نووية"،مثلما كانت باكستان والتي عندما قامت الهند بتجربة نووية في الأسبوع الأخير من شهر أيار1998ردت عليها إسلام آباد بتجربة نووية مماثلة بعد أيام قليلة لتقول "بأننا نملك القدرة على صنع قنبلة نووية عندما نريد "ولكننا نقف "على العتبة من ذلك "،وهو ما يوحي بخيارات جديدة في طهران ستدرس بجدية بكل ما تعنيه هذه الخيارات من رفض المسودة الجديدة التي قدمها بوريل وبالتالي عدم العودة إلى إحياء الاتفاق النووي مع واشنطن ،في وضع سيجعل ايران في وضعية كوريا الشمالية التي أعلنت قبل سنوات عبر تجربة نووية بأنها قد أصبحت دولة نووية من دون اتفاق ،لا ضمني مثل إسرائيل وباكستان والهند ،ولاصريح مثل باقي الدول النووية،وعلى الأرجح أن هناك أصواتاً في القيادة الإيرانية ترى أن هذا سيجعل طهران في وضع أقوى دولياً وإقليميا من الوضعية التي سينتجها الاتفاق المقترح من بوريل والذي هناك مؤشرات كثيرة على أنه صناعة أميركية ويبدو أن زيارة بوتين الأخيرة لطهران كانت من أجل تشجيع الإيرانيين على عدم توقيع الاتفاق في ظل اتجاه أميركي لمجابهة استراتيجية كبرى مع الروس والصينيين ستكون فيها دول مثل ايران والهند وتركيا وجنوب أفريقيا أساسية في تحديد الكثير من تفاصيل التوازن الدولي في صراع ثالوث الولايات المتحدة- الاتحاد الأوروبي-اليابان ضد الثنائي الصيني- الروسي. ويمكن أن يكون هناك في طهران من سيقول بأن اللعب على صراع كهذا سيجعل طهران في وضع أقوى، ومن سيقول بأن توقيع اتفاق يجلب انفتاحاً اقتصادياً واجتماعياً على الغرب سيجعل غالبية في المجتمع الإيراني منجذبة بالنمط الحضاري الغربي، مماسيجعلها تتجه نحو الضغط من أجل نظام سياسي جديد متصالح مع الغرب الأميركي-الأوروبي تماما كماجرى في الاتحاد السوفياتي بعهد البيريسترويكا بالثمانينيات بعد سنوات قليلة من وفاة ليونيد بريجنيف الشيوعي المحافظ الذي عقد اتفاقيات التعايش السلمي مع واشنطن بالسبعينيات.
بالتأكيد سيفكر الايرانيون، وهم مخترعوا الشطرنج وصانعي السجاد، بدقة في أي من الخيارين هو الأربح، وعلى الأرجح هم الآن أمام لحظة فاصلة لن يستطيعوا المناورة كثيراً أمامها للعب على الوقت، وهي بالتأكيد أصعب وأدق لحظة واجهتها القيادة الإيرانية منذ يوم 11شباط1979عندما وصل الخميني للسلطة في طهران. وهذا القرار الايراني، سواء كان بقبول عرض بوريل أوبرفضه، سيحدد مستقبل الشرق الأوسط وربما العالم.
تسعى الولايات المتحدة لطمأنة الحلفاء الآسيويين مع تزايد جرأة الجيش الصيني

"نيويورك تايمز"،582022
بعد ساعات قليلة من سقوط خمسة صواريخ صينية على المياه اليابانية بالقرب من تايوان، وجد وزيرا خارجية الصين واليابان نفسيهما قريبين بشكل غير مريح من بعضهما البعض، في غرفة الانتظار لحفل عشاء ليلة الخميس في اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا(آسيان) في كمبوديا.
وجه وانغ يي وزير الخارجية الصيني التحية للصحفيين قبل دخوله الغرفة وبقي لمدة ثلاث دقائق ثم خرج إلى موكبه. وكان قد ألغى بالفعل خططا لعقد اجتماع ثنائي مع نظيره الياباني في العاصمة الكمبودية بنوم بنه بعد أن وقعت اليابان على بيان صادر عن مجموعة دول السبع تعرب عن قلقها بشأن "تصرفات بكين المهددة". لا يبدو حتى أنّ الاجتماع كان ليكون عرضياً؛ إذ قال شهود إن السيد وانغ غادر ولم يعد.
في جميع أنحاء آسيا، كان ينظر للاجتماع أعلاه على أنه علامة أخرى على البيئة غير المستقرة والخطيرة التي ظهرت منذ زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لتايوان هذا الأسبوع.
استمرت التدريبات الانتقامية للجيش الصيني يوم الجمعة حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تدعي الصين أنها خاصة لها. وحاول المسؤولون الأمريكيون مرة أخرى إظهار أنهم لن يتعرضوا للترهيب من قبل الصين، وحشدوا الدول الأخرى للتنديد بأفعالها، بينما يبحثون عن طرق لتهدئة التصعيد. ومع ادعاء القوتين العظميين بأن جهودهما التي تشمل تايوان كانت معقولة، أشارت التوترات المتصاعدة إلى تسارع مخاطر نشوب صراع أوسع، ربما يشمل المزيد من البلدان.
وتعتزم الولايات المتحدة تسليح تايوان بشكل كبير ومنح أستراليا تكنولوجيا لدفع الغواصات النووية وربما نشر المزيد من الصواريخ في جميع أنحاء المنطقة، حيث يخشى العديد من المحللين والمسؤولين من أن القوة العسكرية المتنامية للصين ستجعل سياسة حافة الهاوية أكثر شيوعا وتنوعا. تعطي عروض مثل تلك التي تم عرضها هذا الأسبوع تلميحا إلى استعداد بكين في التمادي في منطقة من العالم ذات أهمية اقتصادية هائلة، والتي تزداد عسكرة وقربا من الأسلحة الفتاكة.
وقال بوني لين، مدير مشروع الطاقة الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية:" نحن ندخل فترة تكون فيها الصين أكثر قدرة ومن المرجح أن تستخدم القوة لحماية مصالحها، وخاصة المصالح التي تعتبرها أساسية وغير قابلة للتفاوض مثل تايوان". وفي الوقت نفسه، أشارت بكين لتايوان واليابان وغيرهما إلى أنها أكثر استعدادا للتصعيد ضد حلفاء الولايات المتحدة أكثر من استعدادها للتصعيد ضد الولايات المتحدة نفسها.
إذا كان الهدف النهائي هو دفع الولايات المتحدة على الهامش في آسيا، كما يعتقد الكثيرون، يبدو أن الصين تعتقد أن تخويف أو إغراء دول أخرى بعيدا عن العلاقات الأمريكية سيكون أكثر إنتاجية من التحدي المباشر. حتى قبل زيارة بيلوسي، بدأت الصين في تحديد حدود السلوك العسكري المقبول عندها، خاصة تجاه ماتريده من حلفاء أمريكا.
في مايو، اعترضت الطائرات الصينية بشكل خطير رحلة مراقبة أسترالية في المجال الجوي الدولي فوق بحر الصين الجنوبي، وأطلقت مشاعل وأطلقت حزمة من القشر في محرك الطائرة الأسترالية.
وفي الشهر نفسه، أجرت الصين وروسيا مناورات مشتركة فوق البحار في شمال شرق آسيا بينما كان الرئيس بايدن يزور المنطقة، وأطلقت الطائرات الصينية بمواجهة طائرات كندية منتشرة في اليابان، مما أجبر الطيارين على القيام بمناورات لتجنب الاصطدام.
تذهب الإجراءات حول تايوان إلى أبعد من ذلك -حيث أطلقت الصواريخ الصينية على مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان لأول مرة وصواريخ أطلقت فوق المجال الجوي التايواني. تحمل هذه التحركات الهجومية بالمجمل ما يعتبره الكثيرون في المنطقة رسالة متعددة الطبقات من قادة الصين: أنتم ضعفاء، والصين لن تردعها الولايات المتحدة.
سعى وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن لمواجهة هذه الحجة يوم الجمعة في خطاب أمام نظرائه في جنوب شرق آسيا في كمبوديا.
ووفقا لمسؤول غربي حاضر، قال السيد بلينكن، متحدثا بعد السيد وانغ من الصين، للفريق في مجموعة (آسيان):"إن بكين لم تسعى إلى تخويف تايوان فقط، بل وأيضا جيرانها". واصفا رد الحكومة الصينية على زيارة سلمية قامت بها بيلوسي بأنها استفزازية بشكل صارخ، وأشار إلى سقوط الصواريخ الصينية بالقرب من اليابان وسأل: "كيف سيكون شعورك إذا حدث هذا لك؟ ” وقال بلينكن في مؤتمر صحفي: "سنلتزم مع حلفائنا وشركائنا، ونعمل مع المنظمات الإقليمية ومن خلالها لتمكين الأصدقاء في المنطقة من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم دون إكراه.”
هناك بعض الأدلة على ذلك. وكان مسؤولون أميركيون كبار يزورون آسيا بشكل متكرر هذا العام، ويعملون على شراكات موسعة مثل الاتفاق الأمني المسمى أوكوس مع أستراليا وبريطانيا، ويعلنون فتح سفارات جديدة في العديد من الدول الجزرية في المحيط الهادئ.
لكن الشكوك حول عزم الولايات المتحدة لا تزال شائعة في آسيا. وقد جعل رد فعل عنيف ضد التجارة الحرة داخل الولايات المتحدة قادة الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء في وضعية المترددين في الضغط من أجل أي اتفاقات تجارية طموحة في المنطقة، على الرغم من مناشدات الدول الآسيوية. الأمر الذي يُعتبر إغفال صارخ مع نمو النفوذ الاقتصادي للصين.
ويقول بعض المحللين في واشنطن إن الإدارات الأمريكية الأخيرة "تفرط في عسكرة" قضية الصين لأنها تفتقر إلى خطط اقتصادية جريئة.
ويرى آخرون الركود في العلاقة ما بين الأفكار الدبلوماسية الأمريكية والتكيف العسكري. وأشار سام روجيفين، مدير برنامج الأمن الدولي في معهد لوي، وهو معهد أبحاث أسترالي، إلى أنه في حين هناك تسارع في صعود الصين، فإن الهيكل العسكري الأمريكي في المنطقة لا يزال دون تغيير جوهري منذ نهاية الحرب الباردة.
وقال" النظام الأمني بأكمله في آسيا قد انقلب في ذلك الوقت". "بالنظر إلى كل ما حدث، فإن الأصدقاء والحلفاء في المنطقة قلقون بشكل معقول "من تآكل مصداقية الردع الأمريكي.”
يبدو أن التناقض في واشنطن بشأن زيارة بيلوسي لتايوان -حيث اقترح كبار مستشاري الأمن في البيت الأبيض إلغائها -يؤكد أنه حتى الولايات المتحدة ليست متأكدة من مكانتها. وبعد سنوات ترامب، فإن احتمال انسحاب رئيس أمريكي آخر من آسيا ليس بعيدا أبدا عن أذهان قادة المنطقة.
إنهم يعرفون ما تريده الصين: أن تحكم تايوان وأن تبقى الدول الأخرى بعيدة عما تؤكد بكين أنه شؤونها الداخلية. وبالنسبة للعديد من البلدان في جنوب شرق آسيا، يبدو أن استيعاب ذلك أسهل مما قد تطلبه الولايات المتحدة، مثل تمركز القوات، أو السماح بالوصول البحري، أو وضع صواريخ بعيدة المدى على أراضيها.
وقالت أوريانا سكايلر ماسترو ، الزميلة في معهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية بجامعة ستانفورد:" إن الاعتبار رقم 1 هو كيفية الرد على الصين ومدى قربها من الوصول إلى الولايات المتحدة". إنهم لا يريدون "أن يجدوا أنفسهم بعيدا جدا في المقدمة.”
ويمكن لإندونيسيا ، التي من المتوقع أن يكون لها رابع أكبر اقتصاد في العالم حوالي عام 2030 ، أن تلعب دورا أكبر في تشكيل العلاقات الإقليمية ، لكنها لم تبد اهتماما كبيرا بالخروج من موقف عدم الانحياز.
تشكل فيتنام معضلة مستمرة بالنسبة للأمريكيين: استوعب المسؤولون الأمريكيون تاريخها الطويل من العداء تجاه الصين ، والذي تفاقم بسبب النزاعات الإقليمية المستمرة في بحر الصين الجنوبي ، لذلك يمكن أن تكون شريكا طبيعيا. لكن بعض المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم يدركون أن القادة الفيتناميين لا يريدون تجاوز السياج للانضمام إلى أحد القوتين العظميين دون الأخرى.
وتمثل كمبوديا مأزقا آخر. إن النفوذ الاقتصادي للصين ملموس في جميع أنحاء البلاد، وقد وافق القادة الكمبوديون مؤخرا على قيام الصين بتوسيع وتطوير قاعدة بحرية، مما أثار قلق واشنطن.
" هناك مزيج مما تنوي الولايات المتحدة القيام به، وومع سياسة الأخيرة مع مرور الوقت، فما يمكن تقدير مدى حجم القوة الصينية "، قالت السيدة ماسترو، " وهل يستطيعون البقاء خارج ما يحصل؟".
يبدو أن العديد من الدول تراهن على جيش أقوى. زادت اليابان ميزانيتها العسكرية بنسبة 7.3 في المائة العام الماضي وسنغافورة بنسبة 7.1 في المائة وكوريا الجنوبية بنسبة 4.7 في المائة وأستراليا بنسبة 4 في المائة، وفقا لبحث أجراه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
حتى مجتمعة، فشلت هذه الزيادات في مطابقة الإنفاق العسكري الصيني. إذ زادت بكين إنفاقها العسكري بنسبة 4.7 في المائة إلى 293 مليار دولار، أي أقل من 801 مليار دولار أنفقتها الولايات المتحدة، لكنها زادت بنسبة 72 في المائة عن إنفاقها قبل عشر سنوات.
سيستمر الذهاب في هذا الاتجاه في إثارة القلق ليس فقط في واشنطن، ولكن أيضا بين أقرب حلفاء أمريكا في المنطقة، أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان — وفي العديد من البلدان التي حاولت عدم اختيار جانب أحد الطرفين الولايات المتحدة أوالصين.
------------------------------------------------------------------------------------------------
حول الملكية
يوسف الطويل

لم يقدم الحزب الشيوعي السوري منذ تأسيسه دراسة دقيقة لنمط الملكية في سوريا والتغيرات التي طرأت عليه، إضافة إلى مدى وعمق ارتباطاته بالخارج، حيث تعتبر هذه الدراسة، وبشكل دقيق، مرجع حقيقي للعمل النضالي الشيوعي، وذلك في تحديد الحوامل الاجتماعية للأهداف المعلنة في البرنامج السياسي، إضافة لتحديد الرئيسي من الثانوي في أي مرحلة سياسية.
فلدراسة نمط الملكية أهمية نظرية وتطبيقية، فمن جهة يتم تحديد نسبة القوى الطبقية في التركيب الطبقي للمجتمع، ويتم تحديد حركة تلك القوى وأولوياتها أثناء مرحلة تاريخية معينة. فهذه الدراسة تقدم للعضو الحزبي مرجع نضالي سياسي، فأنها تغني الوعي الفردي للتنظيم، مما سينعكس على مجمل الوعي والتخطيط الجمعيين للحزب. فأن هذه الدراسة تؤدي إلى تحديد نسبة قوة الطبقة العاملة السورية وحجمها الحقيقي داخل التركيبة الطبقية في المجتمع، وشروط وجودها وعلاقاتها فيما بينها، مضاف إليه معرفة التقسيم الاجتماعي داخلها ،ومدى قدرتها على المساهمة الحقيقية في تحديد آفاق تطور المجتمع والبلاد ، والى أي مدى يمكن أن تساهم في الحياة السياسية ، وتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي ، وتقود هذه الدراسة إلى تحديد الرأسمال المتداول في المجتمع ، وإلى مدى توفر إمكانيات ومقومات النهوض الاشتراكي في البلاد في حالة اختمار المقدمات المادية للانتقال نحو الاشتراكية . و تحدد دراسة نمط الملكية الرأسمال الثابت والمتغير والكتلة النقدية في البلاد ، ومعرفة إمكانيات تصنيع الاقتصاد ، وتحديد نسبة الإنتاج البضاعي الصغير والمتوسط في الدخل القومي وانعكاسه على الدخل القومي ومساهمته في تحسين الاقتصاد الوطني ككل ، إضافة إلى تحديد قدرات البرجوازية الكبيرة ، سواءاً ذات النشاط الكومبرادوري أم الصناعي أم التجاري أم المالي، في قيادة عملية تحديث وتنمية رأسماليين في المجتمع والبلاد ، والوصول لرؤية سياسية دقيقة ومفصلة حول تقييم التحالفات السياسية وإسقاطاتها الطبقية أو الاجتماعية في المجتمع .
إن دراسة نمط الملكية يساهم في معرفة الرئيسي من الثانوي في كل مرحلة تاريخية ، ويوضح مدى مطابقة النظرية للواقع الموضوعي ، إضافة ، إلى أي يمكن مدى توظيف الإمكانيات الموضوعية في العمل السياسي الشيوعي ، وتوضيح علاقة الرأسمالية الوطنية بالخارج الدولي والإقليمي، وتحديد مصالحها التكتيكية والاستراتيجية ورؤاها وأولوياتها أيضاً في كل مرحلة سياسية ، وشروط و مدى قدرة البرجوازية الكومبرادورية على التحول نحو النشاط الصناعي الإنتاجي الوطني ، وبالتالي شروط توظيف إمكاناتها في تحقيق التنمية الصناعية والعلمية والتكنيكية للمجتمع والبلاد .
فدراسة نمط الملكية في البلاد سيعمق الخط السياسي للحزب بما يلائم الحاجات الموضوعية لشعبنا، وتتوضح تجاذبات السياسة في بلادنا بالنسبة لعضو الحزب، ويمكن العضو من استشراف المستقبل، وكيفية إنجاز التحرر الوطني والمهام المطلوبة وطنياً، بما يشبك الحزب في تحالفات استراتيجية ونوعية، يدفع العمل السياسي الشيوعي إلى آفاق أوسع.
وكون التناقض الرئيسي للمرحلة السياسية الراهنة هي إنجاز التسوية الوطنية لإنهاء الأزمة السورية ، كمقدمة لإنجاز مهام التحرر الوطني من الهيمنة الخارجية على السياسة السورية ، فأن دراسة نمط الملكية يوفر المقدمات والمنطلقات لتحديد التكتيكات المناسبة والتحالفات الضرورية في هذه المرحلة والمرحلة اللاحقة من مسار النضال الطبقي والوطني والديمقراطي ، ويحدد علاقات القوى في التوازن الطبقي مع بعضها البعض من جهة وبين بعضها والخارج الدولي والإقليمي من جهة ثانية ،ويوضح الفئات المستهدفة في خط الحزب السياسي والاجتماعي .
أن دراسة نمط الملكية في بلادنا لا يعني اتخاذ موقف سلبي من الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ، بل يتحدد هدفها في الدخول نحو بنية المجتمع وبناه الثقافية والمؤسساتية والإنتاجية ، ومعرفة المهام المطلوبة مرحلياً ، وكيفية تحديد التوقيت المناسب لإنجاز هذه المهام من الجانب الموضوعي من جهة والجانب الذاتي من جهة أخرى ، فدراسة نمط الملكية الخاص ببلادنا ومجتمعنا لا يحدد موقفاً سياسيا سلبيا أو إيجابيا للحزب من الملكية الخاصة ، بل هي عبارة عن تحليل منهجي وموضوعي لنمط العلاقات القائمة بين القوى المحركة للمجتمع السوري ، ولتحديد اليساري من اليميني ، ولعدم الازدواجية بين اليمين حينا واليسار حينا آخر ، أو لتقليص التقلبات اليسارية المتطرفة واليمينية المتطرفة للحزب في هذه المرحلة أو المراحل اللاحقة ،إضافة لتحديد المهام التي يمكن للحزب تحقيقها من خلال اعضاءه من جهة ومن خلال التحالفات السياسية النوعية من جهة أخرى في أي مرحلة سياسية محددة .
بناءاً على ما سبق ، فإنني أرى أهمية كبيرة لدراسة نمط وأشكال الملكية في البلاد ، واطلب مجدداً من قيادة الحزب الشيوعي السوري ( المكتب السياسي ) تشكيل لجنة تنظيمية لدراسة نمط الملكية في البلاد ، بالمشاركة الواسعة من قبل كافة أعضاء الحزب ، والجدير بالذكر ، أن هذه الدراسة ممكن أن تأخذ سنين عديدة ، وذلك يعود لمدى توفر المعطيات والمعلومات ، كخمس سنين أو اقل، كما قلت ، حسب توفر المعلومات لهذه الدراسة ، لأن هذه الدراسة تعد مرجع أساسي من مرجعيات النضال الشيوعي السوري ، فيجب على أساسها ، أن يتم تحديد المواقف السياسية والاستراتيجية والتكتيك ومدى مطابقتهم لحركة الواقع ، ومعرفة شروط تغيير هذا الواقع ، بالتالي ، شروط تحقيق المهمات المعلنة في البرنامج السياسي للحزب .
.
------------------------------------------------------------------------------------------------
مبدعون
وصيّة خيري الذهبي.

عثر الكاتب فارس الذهبي على نصّ الوصية التي تركها والده الأديب خيري الذهبي، الذي رحل عن دنيانا في منفاه الباريسي في الرابع من شهر تموز/ يوليو الماضي عن 76 عاماً. وخلال تشييع الأديب والمفكر الراحل إلى مثواه الأخير، قام الممثل السوري مكسيم خليل بقراءة نصّ هذه الوصية:
"قلبي الآن يتحول من جوزةٍ خضراءَ يانعةٍ إلى خشبٍ صلبٍ بنيِ اللون...
فإن حصلَ هذا. فاحرصوا على غسلِ جسمي بماءِ الفيجةِ البارد، وضعوا في عينيّ المُغمضتين برعمَي جوري يانعين أبيضين، وفي كفيّ المضمومتين، في اليمنى. حبّةَ حصرمٍ شامي، وفي اليسرى. حبةَ سكر.
قضيت عمري أسير في حواريها، وشوارعِها دون أن أدركَ أنها كانت تسير في عروقي ودمي.
سكنتني ولم أسكنها، أدهشتني ولم أدهِشها..
افرشوا فوق جسمي ورقاً من شجر الغوطة، وأسفلَه سجاداً دمشقياً مصنوعاً بأنوال القنوات.
وإن أردتم أطلقوا في جنازتي عصافيرَ أقفاصِكم.. الحساسين والكناري وعصافيرَ الجنة، أطلقوها جميعاً، من شرفاتكم، وأخبروا رعيانَ الحمائم، أن يفلتوا قطعانَهم في يوميَ الأخيرِ فوق الأرض، في سماءِ الشريفة، دعوهم يحومون ويحلقون، ليملؤوا ساحاتِ المدينةِ وشوارعَها وحدائقَها التي لا تطيق الأقفاص، ولتنثر كلُ سيدة بعضاً من القمح على رخامِ نافذتِها حصةً عن كل جمالِ طيورِ عشتار.
في الشام لا تبكوا ولا تحزنوا. بل ابتسموا وأنتم تتلون الرحماتِ وتقرؤون النعوات. فلربما أكونُ مع الحمائم الحرةِ في سماء باب توما، أو في جسدِ حسونٍ يقفُ على غصنِ شجرةِ زيتونٍ في العمارة أو مشروع دمّر...
افتحوا مياهَ النوافير، ورشوا ياسمينَكم بماءٍ بارد، رشوا المياهَ أمامَ بيوتاتِكم وفي الأزقةِ والحاراتِ العتيقة. وأنصتوا لرفيفِ اليمامِ في ساحاتِ الأموي في هنيهاتِ صمتِ الأذانِ المهيب.
فإن رأيتم عصفوراً صغيراً فوق فسيفساءِ الجنةِ في واجهةِ المعبدِ الأموي، فابتسموا واسقوني كأسَ ماءٍ بارد أو أطعموني حبةَ تينٍ انبلجت. فهذا يكفيني بعدَ أن عشتُ عمري في حبِ بلادي وحبِك".
*- السوري: خيري الذهبي.
من صفحة أصدقاء موقع " شرفات سوريا" الثقافي

حنا مينة في إسكندريون واللاذقية

عبدالله حنا
بتاريخ 25/12/2004 التقى كاتب هذه الأسطر مع الروائي المعروف حنا مينة في بيته بدمشق. كما أجرى كاتب هذه الأسطر لقاء ثانيا مع حنا مينه بتاريخ 31 – 7 – 2007. وسنضع بين قوسين ما نقلناه حرفياً عن مينة أما بقية النص فهو نقل غير حرفي أو ملخّص، وأحيانا توضيح لما تحدث به الروائي الكبير.

لم يكن الهدف من اللقاء معرفة حياة الروائي وأعماله، بل كان القصد التعرف على النشاط الشيوعي، الذي شارك فيه بحميّة الشاب حنا مينة، في كل من إسكندرون واللاذقية. وننقل ما جادت به ذاكرة ابن الثمانين عاما الروائي حنا مينة.
على أثر مذابح الأرمن في الأناضول في آذار 1915 التجأت أعداد كبيرة من الأرمن إلى إسكندرون، ومنها انتقلوا إلى جهات أخرى. لعب الجناح اليساري من الأرمن دوراً في تعريف الناس بالشيوعية. وترأس المنظمة الشيوعية الناشئة الأرمني أرتين ماخيام والعربي قاسم رضوان، الذي كان عاملاً في المرفأ. عام 1938 زار زكي الأر سوزي إسكندريون قادماً من إنطاكية وافتتح مكتباً لعصبة العمل القومي. وعندما اعتقلت السلطات الفرنسية الأرسوزي قامت مظاهرة في إسكندرون قُتل فيها الشيوعي عبد المسيح، وكان حنا إلى جانبه.
"افتتح الحزب الشيوعي في إسكندرون مكتباً علنياً أواخر 1936 في أجواء انتصار الجبهة الشعبية بفرنسا ومجيء مستشار فرنسي يساري إلى إسكندرون. في تلك الأثناء قدم خالد بكداش إلى إسكندرون في سيارة للنقل العام من نوع " فورد أبو دعسة ". " فخرجنا لاستقباله يتقدمنا أرتين ماخيام وقاسم رضوان. وفي اليوم التالي جرت حفلة خطابية في سينما روكسي خطب فيها ابن عبده يني من عصبة العمل القومي، ثمّ تلاه خالد بكداش فأدهش الناس وهم يسمعون خطبته. وأنا لم اسمع خطيبا مثل خالد بكداش. كان الحشد كبيراً والازدحام لا يوصف. وقد تمزّق بسبب الازدحام أول جاكيت ألبسه اشترته لي أمي ".
عام 1938 تمّت المؤامرة بين تركيا وفرنسا – حسب تعبير مينة – وأُعطي اللواء إلى تركيا، ودخل الجيش التركي إسكندرون. عام 1939، جرت هجرة الأرمن والعرب من لواء إسكندرون . وذكر مينة أنه كان ابن ستة عشر ربيعاً عندما هرب في أيلول عام 1939 من إسكندرون إلى اللاذقية عن طريق كسب. وخوفاً على الأرمن وضعت فرنسا بواخر لنقلهم من ميناء إسكندرون إلى أماكن أخرى. و" يمكن الرجوع إلى روايتي الفم الكرزي، التي تتحدث عن وضع الأرمن ".
التجأ إلى اللاذقية هربا من احتلال الأتراك لاسكندرون الشيوعيان أرتين ماخيام وقاسم رضوان. وحول قاسم رضوان وأصله من حمص لنقرأ ما جاء في تقرير الشرطة في حمص:

"أن اجتماعاً عقد في دار السيد قاسم رضوان بدعوة من السيد عبد الرحمن الترجمان الطالب في التجهيز ليلة 30 – 31 تموز 1939 حضره خمسة عشرة شخصاً من الشباب المنتمين للحزب الشيوعي، وأنهم تناولوا في اجتماعهم هذا حديث العامل وضرورة مناصرته ومصير البلاد السورية. وأن الشرطة نظّمت محضراً بحق صاحب الدار لإفساحه المجال لعقد اجتماع غير مرخص به في داره لإيداعه القضاء. هذا مع العلم أن صاحب الدار أي قاسم رضوان، لم يكن موجوداً أثناء انعقاد الاجتماع وأن مفتاح بيته كان مع السيد عبد الرحمن الترجمان".
)انظر إضبارة الداخلية في مديرية الوثائق التاريخية في دمشق. والتقرير مذيل بتوقيع محافظ حمص بتاريخ 25 آب 1939(. .
معنى ذلك أن قاسم رضوان لم يُقِمْ في اللاذقية إلا مدة قصيرة وحط الرحال في أوائل 1939 في حمص، حيث، على ما يبدو كان مكلفاً من الحزب بالعمل في حمص. ولنقرأ ما كتبه ظهير عبد الصمد في ذكرياته:
"فوجئت بطرابلس بوجود الرفيق قاسم رضوان. وهذا الرفيق لم أكن أعرفه سابقاً، وإنما كنت أسمع به من أحاديث وذكريات الشيوعيين القدامى في حمص. فهذا الرفيق كان من أبناء لواء إسكندرون، وقد انتسب إلى الحزب في أوائل الثلاثينيات، وكان مسؤولاً لمنظمة الحزب الشيوعي في لواء إسكندرون، وقاد نضال منظمة الحزب في اللواء ضد مؤامرة التتريك... وقد استقر الرفيق قاسم رضوان فترة في حمص يعمل في منظمة الحزب الشيوعي السوري فيها، وكان له إسهام ودور في تطوير المنظمة، ثم انتقل إلى لبنان. ولم يعد يسمع به أحد في حمص إلا من خلال الذكريات".
ويذكر ظهير أنه التقى بالمصادفة عام 1948 في أحد بيوت الشيوعيين بقاسم رضوان، الذي استقر في طرابلس وتزوج شيوعية لبنانية وأخذ اسماً جديداً وهو على صلة بالحزب الشيوعي اللبناني.
(نقلاً عن ظهير عبد الصمد: "بعض أضواء على تاريخ منظمتي حمص وطرابلس الشيوعيتين" في مجلة "دراسات اشتراكية" أيلول – تشرين الأول 1993، ص122).

لم يكن في مدينة اللاذقية عام 1939 شيوعيون. وكانت الناس تخلط بين المذهب الشيعي والشيوعية وتسمي الشيوعيين في البدء " شيعيين ". أوائل سنة 1940 جاء إلى اللاذقية عبد الجليل سيريس وهو رئيس الشيوعيين في حلب لتنظيم الشيوعيين في اللاذقية. "وأسسنا" -والكلام لمينة – " أول خلية شيوعية في اللاذقية " مؤلفة من حنا وعامل في الريجي وشخص من بانياس. وعندما بدأ الفرنسيون الفيشيون برئاسة الجنرال دانتز بملاحقة الشيوعيين طُلب من حنا مينة أن يذهب إلى كسب للمشاركة في قيادة الشيوعيين هناك تحت اسم " جواد ". وكانت المنظمة الشيوعية الأرمنية بقيادة الحداد اسحق حنانيان. وأردف مينة إن هذه الأمور موضحة في رواية "الفم الكرزي"، التي تُرجمت إلى الأرمنية.

بعد هرب الفيشيين والجنرال دانتز في صيف1941ودخول الفرنسيين الديغوليين مع الإنكليز توقفت ملاحقة الشيوعيين فعاد مينة إلى اللاذقية، وعمل حنا حمّالاً (عتّالا) في المرفأ، ومن تلك الحياة استوحى روايته " نهاية رجل شجاع ". "كان العمل الحزبي الشيوعي صعباً في اللاذقية. وشرعنا في تأسيس نقابات في المرفأ وفي شركة الريجي. وتفاصيل ذلك موجودة في رواية نهاية رجل شجاع ".

كان يصل إلى اللاذقية 25 عدداً من جريدة " صوت الشعب ". وكان حنا يبيع الجريدة الشيوعية علناً في الشوارع. ويمضي مينة قائلاً: كنت أبيع بين عشرة وخمسة عشر عدداً حسب التيسير. وكانت هناك صعوبة في توزيع الجريدة بسبب مقاومة الإقطاعيين. أزلام الإقطاعيين لاحقوني وضربوني بالخنجر ليلاً في أحد الشوارع وظنوا أنني قد مت. لم اذهب إلى المستشفى خوفاً من معاودة الاغتيال ".
"بعد حادثة محاولة الاغتيال هذه بمدة "– يمضي حنا مينة متحدثاً –" ذهبت إلى بانياس ومررت على صديقي أبو حبيب وهو صاحب دكان. عندما دخلت اصفرّ وجه أبو حبيب وخاف سوء العاقبة. كان في الدكان ثلاثة من زلم الإقطاع يشربون عنده، أذكر منهم يوسف خلاص. لم أتراجع وتذكرت قول الشاعر معين بسيسو: (الصمت موت، والقول موت، قلها ومت).
دخلت واتجهت إلى حيث يجلس زلم الإقطاع وعرّفتهم باسمي وبدأت أتحدث إليهم وشربت عرقاً معهم.
قالوا لي: أنتم ملحدون.
أجبت: نحن لسنا ضد الدين نحن نؤسس نقابات للدفاع عن العمال ونطالب بإصلاح الطرق.
قال يوسف خلاص: ... أخت اللاذقية ما فيها رجال تقتل حنا مينة. كنّا نظن حنا مينة رجّال كبير، فإذا به نحيل لطيف.
قلت: يا يوسف أنا أمامك اقتلني.
فأجابني بالحرف الواحد: لا لن أقتلك وعار علينا أن نقتلك بعد أن صار بيننا خبز وملح وعرق ".

ذكر حنا مينة أن الشيوعيين أخذوا ينشطون في بعض قرى اللاذقية. وكثيرا ما كان برفقتهم العلوي المذهب بدر مرجان المسؤول عن منظمة الشيوعيين في الساحل، وكان يأتي من طرابلس من باب التبانة. وبعد اللقاء مع الفلاحين والخروج من الاجتماع كان بدر يبقى معهم ويتحدث إليهم. ويقول مينة:
"كان بدر يحكي معهم خمس كلمات يفهمونها أكثر من أقوال كارل ماركس. وعندما أتى وهيب الغانم حكى معهم ست كلمات فقشّطنا من كان معنا من الفلاحين وراحوا مع وهيب ".

سنة 1947 جرت الانتخابات النيابية، وترشح وهيب الغانم ممثلا لحزب البعث. يقول مينة: " تلقينا تعليمات من الحزب (الشيوعي) في دمشق أعملوا حتى لا ينجح وهيب الغانم في الانتخابات ". وذهب مينة إلى بلدة كَسَبْ حيث للشيوعيين قوة بين الأرمن، وعمل مينة على منح أصوات الناخبين وكان عددهم كبيراً في كَسَب إلى أمين رويحة وبدوي الجبل ولم يفز الغانم عام 1947 بالنيابة. وبعدها أخذ بدوي الجبل يردد: الشيوعيون انتخبوني ليس حبّاً بي بل كرهاً بوهيب الغانم.

ذكر حنا أن من الشيوعيين المعروفين في اللاذقية آنذاك: طبيب الأسنان محمد الحاج حسين وأصله من جسر الشغور وقد تعرّف على الشيوعية أثناء دراسته طب الأسنان في فرنسا. عبد الرحمن مسبوت من اللاذقية. عز الدين نعيسة من ريف اللاذقية (بسناده). كما زار منظمة الحزب من دمشق نجاة قصاب حسن، الذي قام بزيارة محافظ اللاذقية برفقة عز الدين نعيسة، كما ورد في جريدة " صوت الشعب ". وقد تألف وفد اللاذقية إلى مؤتمر الحزب الشيوعي في بيروت أواخر 1943 أوائل 1944 من: د. محمد حاج حسين، عبد الرحمن مسبوت، حنا مينة، طبيب الأسنان كامل كساب. ولم تسعف الذاكر حنا في معرفة مشاركة نعيسة في المؤتمر أم لا.
وبعد مضي تسع سنوات على إقامة حنا مينة في اللاذقية قادماً من إسكندرون غادرها إلى دمشق عام 1948، حيث بدأ نجمه يصعد تدريجياً مع روايته (المصابيح الزرق) وعمله في الصحافة والسياسة، وكان له دور أساسي في تأسيس " رابطة الكتاب السوريين "، التي تحوّلت إلى رابطة الكتاب العرب. ومن ثمّ رحيله هرباً من " المباحث السراجية " وعودته إلى الوطن. وهو يحمل الآن على منكبيه ثلاثين رواية تُقرأ في سائر أصقاع العالم العربي ...

* * *

سالت حنا مينة عن كيفية هروبه أيام الوحدة بين مصر وسورية، فأجاب:
غادرت دمشق قبل أسبوع من اعتقالات الشيوعيين في ليل 31/12/1958. والسبب قدوم بعثة صحفية مصرية إلى سورية للكتابة عن فرح السوريين بالوحدة. فؤاد الشايب مدير الدعاية والأنباء طلب مني مرافقة الوفد المصري في جولته بسورية، قائلاً لي: إن هذا الطلب جاء من مصر وليس بمبادرة مني. قلت له: لن أذهب. فأجابني: يا حنا أن تنحني للعاصفة خير من أن تُكسر. أجبته: أفضل لي أن تكسرني العاصفة من أن انحني لها. مساء ذلك اليوم لم أنم في بيتي، وفي اليوم التالي غادرت إلى طرطوس. وبوسائلي الخاصة عبرتُ سراً النهر الكبير الجنوبي بواسطة شخص حملني على ظهره خائضاً في الماء. ومن إحدى قرى عكار سافرت بالسيارة إلى طرابلس ومنها إلى بيروت. وبمساعدة الدكتور جورج حنا وموافقة الحزب الشيوعي غادرت إلى الصين، وهذا مفصّل في رواية " الثلج يأتي من النافذة " ...
***
وفي ختام اللقاء دوّن حنا مينة بخط يده على الورق الذي انقل حديثه عنه الفقرتين التاليتين:

"كرّست كل ما كتبت في سبيل الفقراء والبؤساء والمعذبين في الأرض ولمّا أزل".
"أنا لست متواضعاً ولا مغروراً والصفتان سيئتان في رأييِ. والكتابة هي اللذة الكبرى والرذيلة الكبرى ولا خلاص منهما سوى بالموت ".

الجامعة الماركسية الدولية

رامز باكير

هذا العام، لاقت فعالية الذي أطلقتها (المنظمة الماركسية الأممية) نجاحاً كبيراً، حيث حضر الآلاف من ١٤٤ بلداً، منهم من حضروا افتراضياً أو ضمن مجموعات. وتم جمع حوالي المليون دولار من إجمالي مساهمات الحضور .

وعقدت الفعالية في فترة ما بين 23 و26 تموز/يوليو2022. وتم تسجيل ما مجموعه 7333 شخصًا -بزيادة وقدرها أكثر من 1000 مشارك عن عام فعالية 2020. من بوليفيا إلى بلجيكا؛ ومن فيتنام إلى فنزويلا؛ ومن باكستان إلى بيرو وحتى من سوريا: توافد العمال والشباب الثوريون على أكبر مدرسة ماركسية استضافتها المنظمة الأممية للماركسيين على الإطلاق. حيث استمع وشاهد الحضور المحاضرات والمناقشات التي كانت على أعلى مستوى سياسي. وتم جمع مساهمات من الرفاق تقدر ب€825,000، جنيه استرليني،والتي ستخصص الآن لشراء مكتب أممي جديد في لندن.

وتم نشر صورة من قبل بعض الرفاق تظهر تسلقهم الجبال في قمم باكستان وبلوشستان من أجل الحصول على تغطية قوية بما يكفي للمشاركة بهذه الفعالية، مظهرين أن الالتزام الثوري في جميع أنحاء العالم بتعلم الأفكار الماركسية لا يقهر.
أما في بريطانيا، فحضر الرفاق حفلات المشاهدة في جميع أنحاء البلاد -من لندن إلى إدنبرة؛ ومن بريستول إلى نورويتش -حيث شاركوا بالعديد من المحادثات الحية والسمينارات وساهموا في عدد من الجلسات. وكان هناك متسع من الوقت قبل وبعد وفي فترات الراحة للمناقشات غير الرسمية والتواصل الاجتماعي.
وتمت ترجمة الجلسات والمحاضرات إلى الإسبانية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية والروسية والأردية والصينية والعربية، مما جعل من هذا الحدث حدثًا أُمميًا حقيقيًا فريداً من نوعه. وشملت محاضرات الجامعة قضايا كوضع الاقتصاد في تناقضات الرأسمالية، المادية التاريخية، الماركسية والفن، الغزو الإسباني للأميركتين، والثورات الأوروبية عام 1848، وفلسفة التنوير، والتفسير الماركسي للتضخم، وآخر التطورات في سيريلانكا وأوكرانيا والشرق الأوسط وغيرها الكثير. قدمها الرفاق من الشباب والكتاب والأكاديميين، «كالان وودز» و «روب سيويل» وغيرهم.

في عالم يمكن أن يبدو معقداً وفوضويًا بشكل متزايد، خاصةً مع تسارع تداعيات الأزمات الكبرى التي نمر بها، لم يكن هناك وقت أفضل بل وأهم من وقتنا هذا لدراسة الأفكار الثورية للاشتراكية العلمية، وإقامة فعالية كهذه بأهميتها وحجمها، لبناء وإطلاق القوى الماركسية الثورية الكامنة، وللتذكير دائماً بأن المهمة الأساسية لا تكمن في فهم العالم وتأويله وحسب، ولكن بتغييره فعليّاً!










زوروا صفحتنا على الفايسبوك للاطلاع و الاقتراحات على الرابط التالي
http://www.facebook.com/1509678585952833- /الحزب-الشيوعي-السوري-المكتب-السياسي
موقع الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي على الإنترنت:
www.scppb.org

موقع الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي على (الحوار المتمدن):
www.ahewar.org/m.asp?i=9135








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء