الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتب أندريه ميهايلوف في برافدا تحت عنوان معايير مزدوجة في أفضل حالاتها

ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر

2022 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


معايير مزدوجة في أفضل حالاتها: روسيا في أوكرانيا مقابل إسرائيل في غزة


تحت هذا العنوان كتب أندريه ميهايلوف في صفحة جريدة برافدا الروسية:
في 24 أغسطس ، عقد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان اجتماعا مع نظيره الإسرائيلي إيال هولاتا في واشنطن. وبحسب الخدمة الصحفية للبيت الأبيض فقد ناقش المسؤولان قضايا التعاون بين البلدين. وقد شدد سوليفان على التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيزها ، والدفاع عن نفسها ضد أي تهديد ، حسبما جاء في الرسالة الواردة من الخدمة الصحفية للبيت الأبيض " من المصادفة أن يعطي هذا المسؤول الأمريكي نيابة عن رئيسه الضوء الأخضر لتل أبيب للقيام في قطاع غزة بنفس الأعمال التي يقوم بها الجيش الروسي في أوكرانيا."
سياسة المعايير المزدوجة:
المعايير المزدوجة لواشنطن بعيدة كل البعد عن كونها خبرا عابرا فعلى سبيل المثال ، تدعم الدول الغربية أوكرانيا ضد العملية الروسية الخاصة ، لكنها لا تدعم حق الفلسطينيين في الدفاع عن النفس عندما تهاجم إسرائيل غزة. حدث ذلك في 5 أغسطس ، عندما قتل 17 طفلا فلسطينيا. إذ أوضحت الخارجية الروسية ذلك في بيان تم نشره لأول مرة على حساب السفارة المصرية. تضمن البيان صورة لتغريدة نشرها رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لاپيد في الثالث من أبريل عن مقتل مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية
في تغريدته تلك ذكر لاپيد: "من المستحيل الشعور بعدم المبالاة في تجاه الصور المروعة من مدينة بوتشا بالقرب من كييف بعد مغادرة الجيش الروسي لها. إن إيذاء السكان المدنيين عمدا جريمة حرب وأنا أدينها بشدة"
وقد أشار دبلوماسيون روس إلى تناقضات واضحة في "أكاذيب يائير لاپيد في أبريل حول أوكرانيا ومحاولات إلقاء اللوم والمسؤولية على روسيا لمقتل من قتلهم النازيون بوحشية في بوشا" وبين دعواته لقصف وضرب المناطق الفلسطينية في قطاع غزة"
"أليست هذه الحالة هي ازدواجية في المعايير ، وتجاهل وازدراء كاملين لحياة الفلسطينيين؟"
قضية الكيل بمكيالين ذات أهمية خاصة في ضوء الهجمات الأخيرة على قطاع غزة إذ يزعم الغرب بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص أن أوكرانيا تعاني من "هجوم روسي وحشي مثقل بجرائم حرب" وبنفس الوقت تؤيد صراحة عمليات القصف والإعدامات الإسرائيلية للفلسطينيين العزل. جدير بالذكر أن المجتمع الدولي لم يدعم إسرائيل في هجماتها الدموية الأخيرة على غزة ففي الواقع ، سئم الكثيرون من النزعة الحربية في الدولة اليهودية.
هذا و أعلن عدد من منظمات حقوق الإنسان وحتى الكنائس أن إسرائيل "دولة فصل عنصري" علاوة على ذلك ، رفض الناخبون الديمقراطيون العاديون في الولايات المتحدة نفسها دعم إسرائيل الغير مشروط وعرّفوها على أنها عنصرية وغير ديمقراطية
كما ان هناك انقسام في إسرائيل نفسها, فعلى سبيل المثال عارض العديد من الشباب في إسرائيل استخدام الأسلحة النارية والقنابل لقمع الفلسطينيين والشباب هناك لديهم خلاف قوي حول ما يشكل بالضبط "حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن النفس"
الضحايا الأبديون وجماعات الضغط الخاصة بهم:
ومع ذلك ، فإن السلطات الإسرائيلية لا تستسلم. لقد استمرت في الخطاب الذي يصور اليهود على أنهم ضحايا أبديون ويشيرون إلى الهولوكوست لجعل أي انتقاد لإسرائيل غير قانوني وقد برعوا في ذلك بالفعل. فكندا على سبيل المثال واقتداءً بألمانيا وعدد من البلدان الأوروبية الأخرى، كرست المادة 319 "بشأن الضحايا الأبديين" في قانونها الجنائي
في المملكة المتحدة ، هناك متنافسان على منصب رئيس الوزراء - لز ترس (وزيرة الخارجية) وريشي سوناك (مستشار) - يلعبان الورقة الإسرائيلية اليهودية بكل قوتهما زاعمين أن أي انتقاد لإسرائيل "متجذر في معاداة السامية . " في الوقت نفسه ، يدعم كل من ترس وسناك الخط المتشدد ضد روسيا في أوكرانيا. كما يدعون إلى ممارسة الضغوط المفرطة على إيران التي أعلنتها إسرائيل عدوها الإقليمي. كلاهما يدعم استخدام حق النقض البريطاني في الأمم المتحدة لحماية الدولة اليهودية من الانتقاد.
إسرائيل ليست المثال الوحيد على المعايير المزدوجة
فيلب أي جيرالدي أستاذ العلوم السياسية الأمريكي الذي يرأس مجلس المصلحة الوطنية في الولايات المتحدة، قال إن السياسي الوحيد الذي يشير باستمرار إلى "نفاق الزعماء الغربيين" هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فقد طرح بوتين سلسلة من الأسئلة التي اقترن بعضها ببعض ، وأظهرت نفاق واشنطن وبعض الأوروبيين بشأن ما يشكل جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية ، كما كتب جيرالدي في تعليق لـموقع يدعى انتي وور دوت كوم. من ضمن هذه الاسئلة:
- هل هناك عقوبات على إسرائيل لقتلها عدد لا يحصى من النساء والأطفال الفلسطينيين؟
- هل هناك عقوبات على الولايات المتحدة لقتل النساء والأطفال الأبرياء في العراق وسوريا وأفغانستان وكوبا وفيتنام؟ هل هناك عقوبات لسرقة ثروات هذه البلدان كالماس والذهب؟
- هل هناك عقوبات على فرنسا والولايات المتحدة لمقتل معمر القذافي وتدمير ليبيا؟
يكفي القول بأنه لم تغادر أي شركة غربية إسرائيل بعد تلك الهجمات على غزة. كما لم يتم فرض عقوبات على إسرائيل

ألمصدر: https://english.pravda.ru/world/153801-double_standards/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة استراتيجية- بين فرنسا والسعودية.. لماذا الآن؟ | المسائ


.. من هي الأسماء التي يمكن أن تخلف ميشال بارنييه؟




.. هل تنجح واشنطن وتل أبيب في تحييد نفوذ إيران في الشرق الأوسط؟


.. مراسل الجزيرة: قوات المعارضة تحاول فرض طوق على مدينة حماة




.. مشاهد لزيارة قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني لقلعة ح