الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صِراع الإسلام السياسي الشيعي في فيما بينهم ، ماذا يُريد مقتدى الصدر؟

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2022 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


كيف يُمكن قراءة تغريدة مُقتدى الصدر ، علينا الغوص بالتفاصيل و تجزئة كٌل فقرة من فقرات البيان على حدى

"يظن الكثيرون بما فيهم السيد الحائري (دام ظله) أن هذه القيادة جاءت بفضلهم أو بأمرهم" يُشير مقتدى بذلك الى أن قيادة الجماهير المنضوية تحت لواء التيار الصدري و التي لها مجاميع مُسلحة تُسمى ب سرايا السلام (جيش المهدي سابقاً) ، لا تستمد شرعيتها من المرجع الحائري الذي يٌقيم في قُم . ثم يتابع مقتدى بالجزم ب "كلاّ" "إن ذلك بفضل ربي أولاً ومن فيوضات السيد الوالد قدس سره... الذي لم يتخلّ عن العراق و شعبه." أي أن ليس للحائري أي دور في أن يستمد مقتدلى شرعيته و الدعم الجماهيري الذي يحضى به ، بل انه يضيف بأن الشرعية تأتي من فيض والده محمدد صادق الصدر، على حد زعمه . يتابع في البيان " و على الرغم من إستقالته فإن النجف الأشرف هي المقر الاكبر للمرجعية كما هو الحال دوماً" أي ما معناه أن مقر المرجعية الشيعية في قٌم هو صغير الشأن مقارنة بالنجف التي يٌقيم بها مقتدى ، معنى الكلام بطريقة أٌخرى أن إقامة الحائري في قٌم (التي لا تحضى بالثِقل الروحاني و التأريخي هو الحال عليه مع النجف) لن تؤهله للتسلط السياسي ، ففي نهاية المطاف النجف تحضلى بثقل أكبر. يٌتابع مقتدى بالقول "و أنني لم أدّع يوماً العصمة أو الإجتهاد و لا حتى (القيادة) إنما أنا آمر بالمعروف و ناهي عن المٌنكر و لله عاقبة الأمور..."
صحيح أن مٌقتدى ليس مٌجتهداً لكنه دائماً ما أشار الى أنه المتحكم في الأمور فيما يخص المجاميع المٌسلحة التي تخضع له بالإذعان أي أنه مولاهم متحكم مٌطلق في أقدارهم و مصائرهم ، فإن كُل شخص مٌطلع على الشأن السياسي العراقي يعرف حق المعرفة هذه الحقيقة ، كما أن مقتدى في مٌناسبات كثيرة قال فيها بأن جيش المهدي غير مٌلغى بل أنه مٌجمد ، و هذه المجاميع المٌسلحة طوع إرادته. ماذا يقول جماهير مقتدى عنه (مقتدى)؟ الجواب : السيد القائد ، قد يكون صحيح انه لم يدّعي القيادة لكنه إدعى الولاية.
يٌتابع " ما أردتٌ إلا أن أٌقوم الأعوجاج الذي كان سببه القوى السياسية الشيعية بإعتبارهم الأغلبية و ما أردت إلا أن أقربهم الى شعبهم و أن يشعروا بمعاناته عسى أن يكون باباً لرضى الله عنهم... و أنىّ لهم هذا." هنا أشارة صريحة لمفهوم الأغلبية و الاقلية على الأساس الطائفي الذي تكرس بعد عام 2003 ، و ان مٌقتدى يٌحمل مسؤولية الفشل الى الكٌتل السياسية الشيعية التي هو ذاته ساعد في تشكيل حكومات عديدة بالتعاون معها ، هو ذاته اليوم يحملها الإدانة و يٌعزي اليها أسباب الفشل الذريع الصارخ. عن مُعاناة أي أٌناس يتحدث مقتدى الصدر وهو يعيش حياة بعيدة عن واقع جماهيره البائسة . بعد عام 2003 و على حين غرة أصبح مقتدى الصدر أبيقورياً حاله حال السياسيين الذين صحبوا الدبابات الأمريكية.
يٌتابع مقتدى في بيانه " و على الرغم من تصوري أن إعتزال المرجع لم يك من محض إرادته.. وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضاً.. إلا أنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية فإنني الآن أعلن الإعتزال النهائي و غلق كافة المؤسسات إلا المرقد الشريف و المٌتحف الشريف و هيئة تراث آل الصدر الكرام.. و الكٌل في حِلّ مني.. و إن متّ أو قتلت فأسئلكم الفاتحة و الدعاء. و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين سائلاً العلي القدير أن يثبتنا على نهج الشهيدين الصدرين (تقدست أرواحهم الطاهرة). إبن الشهيدين الصدرين مقتدى الصدر"
في الجزء الأخير من البيان يٌشير مقتدى الصدر الى أن إعتزال المرجع الحائري جاء بضغط من أعلى هرم في السٌلطة الإيرانية ، و البيان الذي صدر عن الحائري هو بيان تحت تأثير الضغط.
"الكُل في حِل مني" أي أنه أطلق يد الميليشيات ، و هذا واضح أشد الوضوح ، كما أن إعتزاله للسياسة كما جاء في البيان ما هو إلا إيعاز لأتباعه بالتحرك و هذا ما شهدناه من مواجهات بالأسلحة المتوسطة و الثقيلة خلال اليومين الماضيين داخل المنطقة الخضراء.
"و إن مٌتّ و إن قُتلت" ، أن مقتدى ضالع في معركة تكسير العضام مع قادة الميليشيات التي تتبع علي خامنئي ، و على رأس هذه المجاميع هو نوري المالكي رئيس الوزراء السابق.
اليوم الموافق 30.08.2022 خرج مقتدى الصدر عبر شاشات التلفاز ليقول بأن القاتل و المقتول في النار ، مشيراً لِما حدث داخل المنطقة الخضراء من إشتباكات بالأسلحة بين الميليشيات . الغريب أنه يكتب بياناً في تغريدة له يدعو فيها بالرحمة للشهداء على حد تعبيره.
على أرض الواقع ليس من الصعب على من خَبِر المشهد السياسي في العراق أن يٌشخص من هو مٌقتدى الصدر ، فهو كغيره (مقتدى) من السياسيين يتمتع بحس براغماتيكي ، و هو واحد من المٌنتفعين مما يجري من فساد في العراق ، لانه جُزء من هذه المنظومة ، لا يجب التعويل على تغيير بإقتلاع أحزاب إسلامية بلكمة من أحزاب إسلامية أٌخرى ، لأنهم مهما أختلفوا على المناصب سيسارعون الى طاولة الحوار من أجل عدم التفريط بإمتيازاتهم . إن ما فعله مٌقتدى الصدر مع قادة الإطار كما فعله مع ثورة تشرين و إستخدامه لمصطلح "جرة أٌذن" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة