الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنعترف ونعتذر ..!!

هرمز كوهاري

2006 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تعالوا نعترف كلنا ونعتذر .. يا كتاب الديمقراطية .. يا مروجي النظام الديمقراطي العلماني ... يا ساسة علمانيين ... يا رؤساء الاحزاب الديمقراطية الذين هرعوا من الخارج حاملين معهم إبتكارات جديدة وطرق جديدة في إقامة الانظمة الديمقراطية الحديثة ليجربوها عندنا في العراق ...يا متفائلين جدا بمستقبل العراق الديمقراطي .. ، يا مصرّي على عدم إقامة أي نظام في العراق ألا نظاما ديمقراطيا ، وأعترف أني كنت أحدهم ! بل ربما أكثرهم تفاؤلا بقيام الديمقراطية النموذجية في العراق !! بقيام نظام يتجاوز الانظمة الديمقراطية الموجودة في العالم والتي ستحدث وستطور الديمقراطية.. معتقدا أن العراقيين كلهم جربوا الانفراد في الحكم أو النفوذ ، بدأ من إنقلاب بكر صدقي الى سطو البعث على السلطة في 1968 ثم مدينة واحدة ثم عشيرة واحدة ثم عائلة واحدة ثم شخص واحد !! كلها فشلت ،إذا فلابد من إقامة ديمقراطية حلا للمشاكل التي نتجت عن الانفراد بالسلطة . !!

.وإن هذا النظام الديمقراطي العراقي الذي بشرنا به في الداخل وفي جميع أنحاء العالم سنخشى عليه لا من شيئ إلا من حسد الحساد! لأننا سنكون موضع حسد من قبل أكثر الانظمة الديمقراطية في العالم !! وخصصنا له العناوين العريضة الطويلة على الصفحات الاولى من الجرائد الإلكترونية وغيرها ، البارزة بروز القمر في ليلة مقمرة .. وبروز الشمس عنما تتخلص من الغيوم السوداء الداكنة !

عندما قلنا : إننا سنقيم نظاما ديمقراطيا متطورا جدا ! الى درجة بات حكام سويسرا والسويد وغيرهما من الدول خائفين وقد يهددوننا تلك الدول بالحرب إذا لم نرسل لهم دستورنا وخاصة ديباجته الديمقراطية جدا !! كما فعل الخليفة مأمون ، عندما هدد إمبراطور الروم بإعلان الحرب عليه إذا لم يرسل كتب الفلاسفة ليترجمها أو ليعربوها السريان الذين كانوا يتقنون اللغة الاغريقية !!

.كما خلقنا خوفا ورعبا في كل أوروبا وخاصة السياحية منها ، لأنهم تصوروا أن العراق الديمقراطي الذي صورناه للعالم ، سيجذب كل السياحة اليه ، حتى أكثر من أسبانيا وفرنسا وتايلند ! ولأنهم تصوروا أننا سنقيم بلاجات على طول سواحل دجلة والفرات والاهوار ويقضون كل المليونيرية عطلاتهم و ربما شهر العسل في ربوع العراق الديمقراطي ، وسنجعل الاهوار مدينة سينمائية تضاهي هوليود والهند .

ونعترف أننا كنا متفائلين جدا ومبالغين كثيرا ، ومتهورين أكثر من اللازم ، ومتحدّين الظروف بالغ التحدي والتصميم والصمود ،في حين كانت تجربة زرع الديمقراطية في العراق كمثل ، الزارع ،الذي ورد في الانجيل ، الذي يقول :
" خرج الزارع ليزرع ، بينما هو يزرع وقع بعض البذار على الممرات فجاءت الطيور وإلتهمته ،ووقع بعضه على أرض صخرية رقيقة التربة فطلع سريعا لأن تربته لم تكن عميقة ، ولكن لما أشرقت الشمس ، إحترق ويبس لأنه كان بلا أصل ، ووقع بعض البذار بين الاشواك فطلع الشوك وخنقه ...."

وهكذا فبذار الديمقراطية التي بذرها الكتاب والساسة الديمقراطيين ، منه وقع على صخور العمائم ! فيبست وماتت بالفتاوى ! والتي وقعت على الطريق إلتهمه الارهاب الخارجي والداخلي ، والبذور التي وقعت بين أشواك الرجعية والتخلف والعشائرية والقومجيون والبعثيون ، لما خرجوا أولئك من جحورهم خنقوه .! ولم يسلم منه إلا القليل ، الذي لا يكفي لمعيشة الزارع أو يسد كلفة حصده وجمعه فتركه يموت !!.

كما علينا أن نترك التحدي ، تحدي الجارة إيران ونعتذر لها و نقول لهم بأننا في العراق" بطّلنا بطّلنا يا ناس !! " بطّلنا بناء الديمقراطية مرشدوها العلمانييون لا المعممون ، ولم ننوي إقامة مسابح ، كالبلاجات مختلطة ! ولا نشترط على النساء السابحات في المسابح المختلطة ونزع حجابهن ، ولا نسبقهم بالوصول الى القنبلة الذرية ، أول قنبلة ذرية للشيعة !!

ولا نتحدى بعد اليوم ، بل نعتذر للجيران أهل آل السعود ونقول لهم : بأننا في العراق توقفنا من مشروع تأسيس ديمقراطية فيها كل سواق للسيارات والتاكسات
من النساء ..!! وأن ديمقراطيتنا سوف لن تكون " الدين لله والوطن للجميع " بل ديمقراطية عمادها شيوخ العشائر بملابسهم العربية ، الاصيلة .
ولا نتحدى بعد اليوم الجارة الشقيقة في العروبة والرسالة الخالدة، سوريا ، ونطمئنهم بأننا سوف لا نبني في العراق ديمقراطية خالية من العروبة ذات رسالة متطورة متجددة ليهدأ بالهم وتستقر أحوالهم !!

ولم نتحدى بعد اليوم ، بل نعتذر لكل أوروبا كفرنسا وألمانيا وغيرهما من البلدان المتطورة ، عندما قلنا أننا سنتفوق عليهم في ديمقراطيتنا وفي تطورنا العلمي والتقني ،و لكي نزيل عنهم الخوف والرعب بأن تحرُرُنا من صدام لم يكن لخوض سباق العلم والمعرفة والتطور التكنولوجي فنزاحم صناعتهم مصدر عيشهم وحياتهم ، ولم نتحدى روسيا بعد اليوم ، بأننا سنبي محطات فضائية أكبر وأخطر إستراتيجيا من محطتهم العالمية المشتركة مع أمريكا .

بل لنترك التحدي الديمقراطي ، التحدي الذي أدخل الخوف والرعب ، في نفوس الجيران وكل الخلان !! عندما أكدنا و قلنا باننا سنعيد مجد بلاد النهرين وأنه سيكون منارا وسباقا للعلم والمعرفة كما كان في عهد أجدادنا السومريون اللذين إكتشفوا الحرف والعجلة والزراعة وأقاموا المعجزة الحضارية الاولى في زمانهم لا بشهادتنا بل بشهادة الغيرنتيجة جهودهم وأبحاثهم وحفرياتهم ونحن نقرأ عنهم " كالاطرش بالزفة " ، والكلدنيون اللذين سبقوا غيرهم في الشريعة وسبوا اليهود وجعلوا من بابل قبلة العالم ، والآشوريون الذين بنوا إمبراطورية في الشرق الاوسط وهدموا هيكل سليمان ، والعباسيون الذين جعلوا من بغداد قبلة العلم والعلماء وبنوا أرقى الجامعات في زمانهم .

وعلينا أن نطمئن جيراننا وأصدقائنا وحتى أعدائنا ، ومن أصبحوا أعدائنا بعد أن كانوا أصدقائنا ونزيل عنهم الخوف والرعب وتبدلت احوالهم من عدم راحة البال وخوفهم على العيال !! وما سببنا لهم من إشكال و " تخربط " الاحوال ، ونعتذر ! ونقول لهم :

إننا تركنا الديمقراطية يا ناس يا عالم !! وقررنا ألا نبني نظاما ديمقراطيا إستفزازيا !! سوف لم ولن نتكلم عنه أمامكم ولا وراءكم !، لأننا لانريد إستفزازكم َ! بل فقط :

إننا نريد أن نقيم في العراق ،دولة مسالمة مستقرة يعيش شعبها بسلام وأمان بعيدة عن تدخل الجيران ! ،فقط نريد للشعب العراقي توفير الغذاء والماء والضياء والدفء والكفء .. نريد له العمران والتطور بدون التحدي والتهور .. نريد التحديث والتجديد .. ولا نريد رسالة التخليد ..نريد وجوها وشفاها مبتسمة وعيونا ضاحكة ، لا وجوها متعبة ومحمرّة من اللطم والبكاء يوميا على الضحايا والشهداء .

هل هذا تستكثروه علينا يا أشقائنا في الدين والعروبة وأصدقائنا في أوروبا وأمريكا وكل العالم ؟؟ لا نريد بعد اليوم إستفزازكم وجرح مشاعركم ولا إثارة أعصابكم و " بهدلة " !! أحوالكم ،بتكرارنا كلاما إستفزازيا " ، العراق الديمقراطي العلماني المتطور المتنور!! كما كانت أعصاب جمال عبد الناصر والعروبيين القوميون أصحاب " القضية المركزية " ولا شيئ قبل القضية المركزية " كانت تستفز أعصابهم من شعار الزعيم عبد الكريم قاسم ، عندما كان يؤكد على " الجمهورية العراقية الخالدة " ولم يقل القطر العراقي كما كانوا يتمنون !.

ونترك لكم تسمية نظامنا الذي بيناه أعلاه لكم !! سمّوا هذا الذي نريده للعراق ، سلاما وإستقرارا وحرية ورخاءا لكافة أفراد الشعب العراقي ، ووطن حر وشعب سعيد ! سموه ما تشاؤون !! ، كما يقول نقولا حداد في كتابه ، الذي سماه " الكتاب المقدس " قال فيه : " هناك قوة خارقة في الكون ، سميها الخالق ، سميها المغناطيس ، سميها الكهرباء ، أو سميها ما تشاء "!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني