الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تابع لموضوع (ما هي الماركسية ..؟)

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


إن الماركسية علم أولاً وليست أيديولوجيا وهي علم للتاريخ ثانياً وبالتحديد لهذا فهي تدرس القوانين الموضوعية لحركة التاريخ والتوبير في هذه النقطة حور المنهجية الماركسية لتصبح منهجية التراكم فقط مما جعل الرؤيا تنتمي إلى الاتجاه الاقتصادي في تحليل التاريخ الراهن وتحديد المستقبل .. لهذا اعتبره المفكر الفرنسي روجيه غارودي مجدد للستالينية .. إنه مجدد النزعة الاقتصادية في الستالينية المستمدة من بعض الاتجاهات في الأممية الثانية التي كانت تفصل في المنهجية الماركسية بين مقولة التراكم الكمي الذي يفضي إلى تغيير نوعي والتناقض والنفي النفي مستلهمة المقولة الأولى ومسقطه المقولة الثانية مما جعله يشط بالتحليل إلى تأكيد إطلاقية القوانين الموضوعية بمعزل عن دور العامل الذاتي (علاقة الذات بالموضوع) وبهذا أصبحت الماركسية هي علم التطور الموضوعي للتاريخ فقط.
على الضد من هذه الفكرة وأساساً على الضد من الستالينية تحددت الماركسية في صيغة تصور (إنساني) وهي بالتالي نزعة إنسانية وليست علماً أو فلسفة أو حتى أيديولوجيا .. وهنا فصم ماركس من جديد ولكن بشكل معكوس حيث أهمل ماركس الناضج / العالم لمصلحة ماركس (الشاب) وخصوصاً بالاستناد إلى الكتابات الأولى له ليتحول ماركس إلى إنساني بفضح اغتراب الإنسان في ظل علاقات الإنتاج الرأسمالية وفي ظل كل سلطة استبدادية (السلطة الاشتراكية بالتحديد) في هذا سقطت البيروسترويكا وسقط وجودها حيث جرى افتعال تناقض في الماركسية بين الطبقي والإنساني للتأكيد بأن الميل الطبقي في الماركسية كان على حساب الإنساني وبالضد منه وليبدو الميل الطبقي كقهر إنساني بالرغم من أن الماركسية أكدت بأن صراع الطبقات يهدف إلى إلغاء اغتراب الإنسان من خلال نفي استغلال الإنسان للإنسان وبأن إلغاء الملكية الخاصة الأساس لإلغاء الطبقات يهدف إلى تحقيق الحل الجذري لمشكلة الاغتراب لأنه يهدف إلى إلغاء مبدأ الاستغلال وبالتالي ليس من الممكن فصم الميل الطبقي عن النزعة الإنسانية في الماركسية إلا إذا كان الهدف من هذه المعارضة بين الطبقي والإنساني هو نفي الميل الطبقي في الماركسية لمصلحة إنسانية لا تعني سوى تكريس الاستغلال أي تكريس الميل الطبقي معكوساً بتجاوز الصراع الطبقي والتأكيد على الإنساني بين الطبقات المستغِلة والمستغَلة (المالكة والمنتجة).
4) المستوى الرابع :
الماركسية لم تتشكل من فراغ فقد أفاد ماركس من الأبحاث الاقتصادية البورجوازية وخصوصاً من الاقتصاد السياسي الانكليزي (آدم سمث) ومن الفلسفة الألمانية (هيغل) ومن الاشتراكية الفرنسية (سان سيمون) ومن الفكر الليبرالي البورجوازي (فيما عدا الفكر الليبرالي) هي مصادر الماركسية الثلاثة حسب قول لينين لكن ماركس لم يحقق تراكماً فيها فقط بل حقق تغيراً نوعياً ليشكل منها نظرية جديدة وبالتالي أنتجت هذه المصادر الأربعة بنية واحدة .. كيف تحقق ذلك ؟ لاشك في أنه اعتمد مرتكزاً من أجل تحقيق التطوير فيها يؤهل لتأسيس نظرية جديدة ولكن لابد من الإشارة إلى أن هذا التغيير النوعي لم يتحقق دفعة واحدة فجأة بل إن ماركس حقق تراكماً في هذه الحقول أهله في لحظة محددة لأن يحقق التغيير النوعي .. وهنا تقع كتابات ماركس (الشاب) ورأس المال هو هذه النقلة النوعية ولاشك .. لكن ذلك لا يلغي التراكم السابق بأي حال من الأحوال ولا يعني أيضاً أن كل ما كتبه ماركس قبل هذه النقلة وبعدها يعتبر صحيح وحين يشار إلى تحقيق هذا التغيير النوعي فهو المركز الأساسي الذي بدونه لربما كان ماركس مفكراً بورجوازياً .. لاشك في أن قيمة هذه المصادر الأربعة تكمن في تأكيدها الشمول في الماركسية بمعنى أنها تبحث في أمور الطبيعة والمجتمع والفكر بصفتها بنية

يتبع ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |


.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي




.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة


.. الشرطة تعتقل طالبا مقعدا في المظاهرات الداعمة لفلسطين في جام




.. تساؤلات في إسرائيل حول قدرة نتنياهو الدبلوماسية بإقناع العال