الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول بضعة كلمات حول السلام في الشرق الأوسط

سيوان محمد

2006 / 9 / 27
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


لا شك أن الجميع شاهد ويشاهد سلسلة الجرائم اليومية ضد المجتمعين اللبناني والفلسطيني على يد المؤسسة والدولة العنصرية الاسرائيلية، فبرنامج القتل والتشريد اليومي للأطفال والنساء والشيوخ وحملات الاعتقال ومن ثم حرب تدمير البنية التحتية في لبنان بحجة أسر أسيرين من قبل حزب الله بلغت أعلى درجات الاستهتار بحياة البشر والقيم الانسانية منذ إنهيار تجربة الحكم النازي! وكل هذه الأحداث والأحداث الآتية التي قد لا تقل عنها شيئاً أصبحت أمراً معاشاً غنياً عن التعريف ويوماً بعد آخر تزداد الأمور سوءاً ويزداد حجم معاناة الجماهير في المنطقة سواء جماهير فلسطين ولبنان أو الجماهير الاسرائيلية في ظل سيادة وهيمنة الرجعية واليمين المتشدد على الأفق السياسي للمجتمع. ويأتي كل هذا في الوقت الذي أصبحت هتافات الدول لحشد الأحاسيس القومية والرجعية لاحتواء الموقف المتأزم والمتصاعد أمراً عقيماً ولن يجلب إلا أوضاعاً أكثر تطرفاً وتعقيداًواستهتاراً بالإنسانية من كلا الجانبين. وبالرغم من الاجتماعات الطارئة والقمم التي تعقد لوزراء الخارجية العرب والقرارات والبيانات التي تصدر عن تلك الاجتماعات، إلا أنها لم تغير شيئاً وأصبحت أرشيفاً فوق رفوف مكاتب الجامعة العربية وهي لن تتغير مستقبلاً ما لم تترك الأمور للجماهير من كلا الطرفين لتقرير مصيرها ومستقبلها وفق مبادئ وقيم إنسانية ومدنية عصرية تليق بكرامة الإنسان. وكل ما تحاوله تلك الحكومات وخصوصاً العربية هو حشد الرأي العام العام الغربي في أمريكا واوروبا وأصبحت زيارة الوزير تلو الوزير هو الشغل الشاغل للانقاذ وفق ما تسمح به الإدارة الأمريكية كونها القوى الأولى في العالم الآن التي تتخذ دور الشرطي والطرف الرئيسي في أوهام السلام لدى الدول العربية والتي تتجنب أغلبها الدخول مباشرة لتشكيل ضغط ما بسبب علاقاتها مع اسرائيل نفسها وتعلب أمريكا دور السمسار المسموح له بالدخول الى هذه الدائرة الرخيصة على حساب الجماهير المحرومة من كلا الجانبين مستندة بذلك الى المبادئ التي أقرتها أمريكا لنفسها بعد أحداث الحادي عشر من ايلول وإطلاقها لحملتها المسماة ضد الإرهاب!!! والتي تترجمها كيفما يحلو لها في المنطقة وفق مصالحها واستراتيجيتها ومثالاً على ذلك التحركات الأخيرة بخصوص الحرب في لبنان والموقف المنحاز تماماً الى اسرائيل في الوقت الذي مازالت فيه مشاهد جثث الأطفال والنساء والشيوخ تحت أنقاض البيوت في المجازر الأخيرة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في لبنان حية في الذاكرة.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل إن أمريكا تحاول جهدها للحيلولة دون أن يكون هناك أي لجان تتقصى الحقائق والتحقيق في الجرائم التي ترتكب يومياً في فلسطين. وليس غائباً عنا الانفاق الكبير الذي تقوم به اسرائيل لاجل تزييف الرأي العام العالمي وتبرير جرائمها والترويج لها وربطها كجزء من الحرب الأمريكية ضد الإرهاب. وتظل الحقائق واضحة وثابتة للجميع وهي أن لا أمريكا تحارب من أجل القضاء على الإرهاب ولا طفلها المدلل (اسرائيل)، فالحقيقة واضحة جداً ولا تقبل التزوير. والمأساة أن أمريكا هي من يقرر في عالم اليوم من يجب أن يحاكم ومن هو بريء في الوقت الذي باتت حكومات الدول العربية عاجزة عن فعل أي شيء سوى الوساطة لدى الجاني وتحولت منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها الكارتونية عجلة مسيرة لتلك السياسات القذرة وتقوم على دحرجة الوضعية والحقيقة كيفما يحلو للحكم!!!
كم هي مهزلة حقيقية التي أسمها السلام في الشرق الأوسط. فالقوى الرأسمالية وسياساتها القذرة لا تتردد لحظة واحدة في ابتكار شتى الوسائل اللاإنسانية ورسم السيناريوهات السوداء لتوجيه ضرباتها المنظمة والمحسوبة ضد حياة وأفق الجماهير التقدمية والتحررية والمتعطشة منذ عقود للعيش بسلام وهناء، حيث كانت مخططاتها لاحتواء النظام البعثي المقبور والقرارات التي تبلورت إثر حرب الخليج عام 1991 والحصار الوحشي الذي راح ضحيته أكثر من مليون ونصف مليون طفل عراقي بسبب نقص الغذاء والدواء أخلت مكانها الآن للغطرسة الفاضحة والتهور والعسكرتارية خصوصاً بعد الجريمة الإرهابية في الحادي عشر من أيلول وكل ما يجري الآن باسم الحرب ضد الإرهاب!
ومن غير شك أن سبيل الحل والمخرج من دوامة الأوضاع الحالية يبدأ بحشد أكثر ما يمكن من القوى التقدمية والتحررية في العالم وتعرية وفضح هذه السياسات القذرة والمفبركة على الدوام من قبل القوى الرأسمالية السوادء وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل ومن يتحالف معها ضد تقدم ورفاهية الإنسان وضمان حياته وتطلعاته نحو عالم أفضل يليق بكرامته ووجودة كإنسان. الرأسمالية هي سر الإرهاب وهي التي ترعاه على الدوام ولا يوجد إرهاب يحارب الإرهاب إن صح التعبير. فجورج بوش واسامة بن لادن وبلير وصدام حسين ومن معهم ليسوا قادة النضال من أجل عالم آمن وحافل بالمساواة والحرية والتقدم وعالم مرفه. والتجربة أثبتت ذلك خلال عقود من الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال