الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي...و الزّعيم(5)

كريمة مكي

2022 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


هذا ما أراه أكبر إنجاز ل ʺبن عليʺ على الصعيد الشخصي و إن كان العام و الخاص يختلط دائما لدى الشخصيات العامة.
و لقد كتبتُ في هذا الصّدد،إثر سقوط النظام، مقالا عن ʺليلى بن عليʺ و عن عمليات القذف و السّحل الإعلامي التي تعرّضت لها باعتبارها امرأة بالأساس و ذلك في بلد يُشيد العرب و العجم بحقوق المرأة المحفوظة فيه و المُصانة مما جعلها، كما يقولون، في أعلى مكانة!!
يومها كان السُّخط و الحنق على ليلي و إخوتها على أشدّه، و كلّ متفرّج من الشعب الكريم مُمسك، من خلف شاشته، بسكّين الكتروني ليطعن ما أمكنه في المرأة التي سقطت، و ذلك في في تجسيد معاصر مؤلم و دامي للمثل التونسي الشهير: ʺإذا طاحت (سقطت) البقرة، كثرت السكاكينʺ.
في ذلك الحين كانت المعنية قد خرجت، مع زوجها، من البلاد و كانت ممنوعة، بأمر الأمريكان، من الكلام و من الدفاع عن نفسها و عن شرفها، و لكنّ هوجة الفايسبوك كانت وقتها قد اشتدّت و بلغت مداها، و لا صوت كان سَيَعْلُو، على صوت اللاأدب و اللاأخلاق!!
يومها لم أجد جريدة أو موقعا الكترونيا ينشر مقالي ذاك...فحزنت و حدّثتُ بذلك صديقتي الحقوقية الراحلة التي تعرّفت عليها بعد الثورة و دعتني لحضور ندوة عن حقوق المرأة أقامتها يومها بنادي الطاهر الحداد، و لكن موقفها تجاهي وقتها، عوض أن يُهوّن عليّ، عمّق حزني و آلامي، فحتّى هي و هي الحقوقية الكبيرة، استغربت منّي و قالت: و أنتِ هل جُننتِ؟؟؟من سيُخاطر بموقعه لأجلك و ينشر لك دفاعا عن ليلى الطرابلسي؟!!
قلت لها: أنا لا أدافع عنها، هناك القضاء و عدالته...أنا أدافع عن كرامة المرأة التي فيها...أنا أريد التنبيه للسقوط المُريع لقيمة المرأة من خلالها، إنّ الصمت على هذه الجريمة هو تواطؤ مع مرتكبيها و استحلال لإهانة و استباحة شرف و كرامة كلّ النّساء لمجرّد أنهن من جنس النّساء.
أليست ليلى الطرابلسي مواطنة تونسية لها حقوق و واجبات، ما لم تسقط عنها الجنسية؟؟
أهكذا تُخالف ثورة الكرامة أقوى أهدافها مباشرة بعد نجاحها في إسقاط الحكم الذي ثارت عليه ؟؟
أهذه هي ثورة الكرامة التي ثُرناها؟؟؟
أهذا هو عطر ثورة الياسمين!!
خرجت من نادي الطاهر الحداد، حزينة و متألّمة...
كانت الأزقة الضيّقة بالمدينة العتيقة تزداد ضيقا مع ضيق أنفاسي...و وجدتني في زمن الطاهر الحداد... أخطو خطاه و أبكي حظ حروفنا و أحلامنا و مداد أقلامنا!!
و رأيتني أمشي على نفس الحجر الأملس الذي مشى عليه منذ قرن كامل من الزمان،
و كأنّي رأيته يمشي أمامي واضعا شاشيته ʺالمجيديʺ على رأسه و ممسكا بأوراقه و كتبه في طريقه إلى العلم يوم كان يدرس بجامع الزيتونة و يفكر بغد أفضل للمستضعفين من التونسيين سواء كانوا من عموم العملة أو كانوا خاصّة من جنس من النساء.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال