الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة القضائية في خدمة النظام

نساء الانتفاضة

2022 / 8 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لطالما كان مجلس القضاء الاعلى ملاذا آمنًا لاحزاب النظام السياسي الحاكم في العراق بعد 2003، اذ كان القضاء يضفي غطاءا شرعيا على عمليات النهب والقتل والممارسات الارهابية بحق الجماهير المحتجة خصوصا في اكتوبر 2019.

بعد تفاقم الصراع بين قطبي النظام وهما التيار الصدري والاطار التنسيقي حول المناصب والمكاسب السياسية، يعلق مجلس القضاء عمله والمحاكم التابعة له والمحكمة الاتحادية بعد محاصرة مقره من قبل متظاهري التيار الصدري، مصورا نفسه المدافع عن الدولة ومؤسساتها والكل يعلم أن هذا القضاء هو مجرد واجهة تشرعن ما يقوم به النظام السياسي من عمليات تقاسم وتوزيع للحصص منذ عشرين عاما.

الجميع يعلم ان السلطة القضائية تابعة للنظام الطائفي القومي البرجوازي الفاسد، فلم نسمع او نرى يوما بان القضاء حاسب حوت واحد من حيتان الفساد منذ 2003 ، وحتى يومنا هذا لم يعاقب مجرم واحد من قادة مجازر الحرب الطائفية في العقد الماضي، كما انهم متفرجون لما حصل من ابادة للايزيدين في آب/ 2014 وما حصل من سبي للنساء وقتل للرجال والاطفال، والعمل على تهجيرهم وبيعهم كعبيد وسبايا. كما لم يحاسب اي من قادة المليشيات الذين غيبوا وقتلوا الآلاف من سكان المناطق المحررة من داعش.

على العكس تماما مما يحاول اطراف النظام وغيرهم من المنتفعين والمخدوعين تصويره من ان سلطة القضاء هي سلطة مستقلة وغير مرتبطة بالنظام، فالحقيقة الواضحة للعيان، ان القضاء في العراق مهمته الحفاظ على ديمومة النظام وبقاءه كما شُكل اول مرة من قبل الامريكيين، مجرد نظام محاصصي طائفي قومي مكوناتي يسرق وينهب ويقتل والقضاء فقط يتفرج ويتدخل من اجل البت في قضية هنا او مسألة هناك بحسب مصالح كل الاطراف ودون المس في جوهر النظام وطبيعته المحاصصاتية.

ان اول خيمة نصبت امام القضاء كانت لوالدة الثائر إيهاب الوزني والتي طالبت فيها بالكشف عن قتلة ولدها، فقامت قوات الشغب والقوات الأمنية حينها بطردها والاعتداء عليها وتدمير خيمتها دون مراعاة لسنها او فجع قلبها. كما حدثت قبل ذلك العديد من التظاهرات امام مجلس القضاء وتم قمعها بقوة.

ثلاث سنوات مضت على سلب حياة ايهاب الوزني المغدور والام ترى قاتله يتنعم بالحياة امام عينيها ولا مجيب لانينها الذي فتت الصخور، والقضاء هنا لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم. كل الأدلة كانت تشير إلى أطراف محددة كانت تقتل المنتفضين وتختطفهم وهي واضحة ومصورة بالصوت والصورة، لكن هذا القضاء لا يلتفت لان من يقتل هو النظام ومليشياته والقضاء ابن هذا النظام.

ان القضاء الذي يخاف محاسبة المسؤولين عن التغييب الذي حصل للشباب الابرياء، ‏والقضاء الذي صمت عن نهب البلد والفساد لعشرين عاما، ‏والقضاء الذي هدم خيمة والدة إيهاب الوزني لا يعتبر قضاءا منصفا فهو شريك في الجريمة واحد اركانها.

ان ممارسة قوى واقطاب النظام وعلاقتهم بالقضاء سواء الإطار او التيار او اي جهة كانت، هي محاولة لتجييره لصالحهم وليس الهجوم على القضاء من طرف والدفاع عنه من طرف آخر سوى محاولة لاستحصال اكبر كمية من الأموال والمناصب والقوة.

نساء الانتفاضة 23/أب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي