الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراث منصور وبراعة ترويض المفردة

عقيل الواجدي

2022 / 9 / 1
الادب والفن


القادرون على منحِ الأشياء وممّا حولهم الحياة نادرون في زمن تيبَّسَ كل ما فيه ، عوالِمٌ من الجماد بدأت تفرض حضورها وتصحُّرٌ يغزو النفوس فلا ظمأ بوسعنا ان نبلَّ ثناياه برشفة جمال ! آيلونَ نحو التساقط فلا نجد ما نتشبث فيه ، ولاشك اَحدُ اهم العوالم التي تصحًّرَتْ هو عالم الكتابة ، والشعرُ تحديدا ، تعجُّ مواقع التواصل بآلاف الذين يكتبون فلا تجد ما يُطفيء الظمأ او يحرك ساكنا في عالم ميت الاّ القليل النادر الذي ينبثق كعودٍ اخضرٍ في صحراء لا أمدَ لها ..
وضمن متابعاتي والاقرب ميولا الى تخصصي أجد لزاما – وعلى كل مختص – ان نسلط الضوء على القليل النادر مما يُكتبْ بحرفية ووعي وجمال 0
الشاعرة تراث المنصوري من أشهرٍ معدودة لفت انتباهي جميلُ ماتكتب فدفعني الى الكتابة عن بعض نصوصها في موقع ( الحوار المتمدن ) الرصين مُشيدا بجمالية ووعي ماتكتب .
اليوم لفت انتباهي نصٌّ وقفت أمامه طويلا ألتمس كل مساحة جمال فيه ، فحين تجتمع السلاسة دون تكلّف والوعي المُدْرك لما يُكتب يكون النص حينها بلغ من الجمال بما يُبهرُ ببساطةٍ القلوبَ الوالهة لكل مايستفزها
وها أَنا ذا
بدون عينيكَ
اَلتقي الصباحَ حزينة
اِستهلال ألطفُ من تفتّح وردة وأرقُّ من قطرة ندى تباغتُ الورد بانسيابها على خده ، حتى هذا الصباح الحزين لم يستطع ان يجرد الكلماتِ من جمالها ، ( العينان والصباح ) هما تَوْءَما جمالٍ يتخلى بغيابِ اَحدهما ، راقني الى حد بعيد كيف انسلت الشاعرة الى نصها بهدوء نسمة .
أجوب مساحات
الأبجديات
عاجزة أبحثُ
عن حروفِ لُغَةٍ
تجيدُ التعبير
فن الكتابة مرهون بقدرة الترويض للمفردة ، انصياعها بودٍّ كأنما عاشق يسعى لضم حبيبته بكل لهفته ، هكذا اجد كلمات شاعرتنا أنيقة في صياغتها ، بارعة في توظيفها .
وفي آخر المطافِ
لا تسعفني إلاّ دمعة
أذرفها شوقا
فتحرق الوَجْنة
من يقرأ النص بعين متأمل سيدرك أية حرفية تمتلكها شاعرتنا وهي ترسم اِحساسها لوحةَ شجن ، الغيابُ والحزنُ نَسْغٌ يمتد على مسار النص يمدّه بعاطفة صادقة تأسرُ الانتباه نحوه ، كم نحن بحاجة الى من يكتبُ بصدق متسلحاً بالوعي باذراً الجمالَ في فيافي عالمٍ بعثرتْ الريح وريقاته ، والاجملُ ان نجدَ قارئا يمنح النص بما يليق به من الاهتمام ، القراءة العابرة تفقدنا الكثير مما يمكن ان نجده ونتقصاه في نصوص راقية .
النص
وها أَنا ذا
بدون عينيكَ
اَلتقي الصباحَ حزينة
أقرأ كلماتِك الرصينة
أجوب مساحات
الأبجديات
عاجزة أبحثُ
عن حروفِ لُغَةٍ
تجيدُ التعبير
ولوجهكَ ترسمُ
صورةً دقيقة
وفي آخر المطافِ
لا تسعفني إلاّ دمعة
أذرفها شوقا
فتحرق الوَجْنة
كلماتُ الحبِّ
التي نرددها
لا تسعفُ أشواقي
الدفينة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا


.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض




.. أوس أوس: هتشوفونا بشكل مختلف في فيلم عصابة الماكس وكل المشاه


.. مؤلفين عصابة الماكس: الفيلم قائم على العائلة وأهميتها.. ومشا




.. لبلبة وأوس أوس ونجوم مسرح مصر يحضرون العرض الخاص لفيلم عصابة