الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرب محاموهم فتركوهم لمصيرهم الأسود ولمحكمة ضحاياهم العادلة

طالب الوحيلي

2006 / 9 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لدى سؤال لبديع عارف احد محامي دفاع الطاغية في قضية الأنفال ،استخف به رئيس المحكمة السابق حين قال له هل كنت نائما إثناء تدوين أقوال الشاهد ،وقد اعتذر هذا المحامي له كونه قد تعب من طول الجلسة،وحقيقة الأمر ان هذا الزميل كان غافيا طوال حكم الطاغية ،ولم يستيقظ إلا وهو يرى صداما وقد اخرج من جحره ليقف أمام القضاء العراقي ،وهو ما لم يستطع استيعابه فراح يدافع عن طارق عزيز وكأنه بطل قومي وهو لا يدري ما كان يعنيه هذا البائس من اهانة بالغة للشعب العراقي وحياته ،ثم حضر مرافعات قضية الأنفال منكرا تماما حجم الكارثة الإنسانية التي أحدثها صدام ونظامه وزمره التي لا محل لها في حضيرة البشر ولا حضارات الأمم ،وحين اتضحت لهذا المحامي وجماعته أبعاد الجريمة التي أحيل إليها موكليهم ،وهي لا تشرف احد في التوكل فيها ،كان يحاول التلاعب بالمشتكين الذين قضى الله سبحانه ان يمنحهم الفرصة المستحيلة بالوقوف وجها لوجه مع جلادهم وقاتل النفس البريئة ومخرب جمال كردستان وهاتك ستر العذارى بعد ان سلط كلابه البشرية لنيل منهن اغتصابا وتعذيبا وقتلا ولكل واحدة منهن قصص تدمي القلوب وتسيل الدموع ،الا دموع محامي دفاع صدام وشركائه فقد كانوا اشد قسوة من أولئك الجلادين لأنهم إما كانوا نياما او كانوا مغفلين كغيرهم من أتباع وأيتام الطاغية المهزوم.فلا شك الوقائع التي رواها المشتكون يشهد لها ويؤيدها كل من ابتلي بالخدمة العسكرية في منطقة كردستان ،ولعل أسماء القرى مألوفة لدى الكثير من منصفين او جاحدين ،فما يريد بديع عارف من إحراجه للمشتكين الذين أنطقتهم الحقيقة ولم تعيق وصولها رداءة الترجمة وعدم حرفيتها ،وبالرغم من المآخذ التي أشرت على القاضي العامري ،الا انه تمكن من الحد من طغيان محامي الدفاع إلا ان ذلك لم يمنع المحامي عارف من مطالبة المحكمة باغرب طلب في القضاء وهو اتخاذ الإجراءات القانونية بحق رئيس الادعاء العام في المحكمة واتهامه بتقديم شهود زور في الوقت الذي لم يحين له ذلك كون الامر مازال في مرحلة سماع اقوال المشتكين والمدعين بالحق الشخصي وهم ليسوا شهودا على كل حال ،فيما يعتبر الادعاء العام الممثل الشرعي للحق العام أي انه يمثل الهيئة الاجتماعية والمدافع عن حقوقها وليس طرفا محايدا كما يعتقد الزميل المخضرم الذي قاد جماعته للمغادرة من قاعة المحكمة تاركين موكليهم دون محام لهم سوى رحمة القضاء الذي ينبغي عليه ان ينتدب محامين للمتهمين وتلك هي قواعد القانون العراقي بل والتقليد القضائية في العالم اجمع ،اما الخاسر الأكبر في هذا التصرف الغير مسبوق او مسئول فهو صدام وبقية المتهمين اذ لا يمكن للمحكمة تعطيل جلساتها امتثالا لرغبات محامين كانوا اصغر حجما من المسؤولية او مستوى القضية والأدلة الدامغة التي تدين موكليهم ،مما الجأهم ذلك لمثل هذا التصرف البائس الذي رفضه حتى المتهمون كما يبدو من وقائع جلسة يوم الاثنين المصادف 25/9/ 2006هذه الجلسة التي تجلت فيها وقائع لا نظير لها في تأريخ القضاء العراقي ،حيث راى العالم النهاية الحقيقية للطاغية ووقوفه الذليل أمام القاضي العراقي محمد العريبي مجيد الخليفة الذي سبق وان طرده شر طردة من قاعة المحكمة لتطاوله على النظام ومحاولته أحداث الفوضى من اجل صرف أنظار العالم عن حقيقته البشعة ،فيما حاول تكرار هذا الموقف في الجلسة المذكورة ،فأراد رئيس المحكمة توضيح ما التبس على الطاغية ،وهو كونه متهم وان المحكمة عراقية تنظر في قضية دولية وهي الفصل بجريمة ضد الإنسانية ،لكن المتهم المذكور بدل الانصياع احتج على وقوفه في قفص الاتهام ،ولا ندري أي قفص آخر يريد ؟!!
فما كان من رئيس المحكمة سوى إصدار قراره بإخراج المتهم الذي بدت عليه علائم الارتباك لاسيما استفساره من المحكمة عن الطلب الذي يرمي الى تقديمه ،فلم يعبأ به وأصر على قراره المذكور، وللمحكمة ان تخرج من تشاء وتجلب من تريد ،وذلك حق قانوني لرئيس المحكمة لان الجلسات وضبطها منوطة برئيسها ولا ولاية لأحد عليه سوى القانون .
ومن الوقائع الأخرى ما وجهته المحكمة للقضية على ان يكون محل الفصل فيها هو جرائم الابادة الجماعية ضد الإنسانية بعد ان ركزت على قومية المجني عليهم وبذلك فهي محصورة بعرق معين مما يضعها في مصاف الجرائم الموجهة للتصفية العرقية ضد جنس معين ،بعد ان توفر فيها عنصر اخر وهو جرائم الاغتصاب التي ارتكبت ضد بعض النساء ومحاولة استعبادهن ناهيك عن جرائم قتل الأطفال والأجنة ،و الأقسى موت امرأة حامل وبقاء جنينها في بطنها وهو يتحرك لتخمد حركته فيما بعد ،او رؤية المشتكين الشهود جثث الموتى او القتلى وقد نهشتها الكلاب في نقرة السلمان ،فاين يقف بديع عارف وخليل الدليمي والمحامي الثالث الذي يفتخر بكرديته اما طفلة كردية ذبلت بعد ان كانت وردة يانعة ،وهي في نزعها الأخير تهمس لأمها بان لديها أمنيتان الأولى ان تعود الى السليمانية فترى شقيقها ،والثانية ان تنال قدح ماء بارد فتسلم أمرها الى الله وقد حرمت من هذه الأمنية ، انها طفلة في الرابعة من عمرها ايها الزملاء!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ