الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة لبنان

اسراء حسن

2022 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من المعروف ان ولادة الحكومات في لبنان هي غالبا ما تاتي بمولود معوق وهزيل يموت في شهوره الأولى، فقد أصبح البلد على حافة انفجار سياسي عنيف بسبب المعارك الرئاسية، إذ يبدو صعبا حسم الموقف وسط كل هذه الرمال السياسية المتحركة فضلا عن الاذرع الخارجية التي تزيد الموقف سخونة وتعقيدا، فالمصيبة عامة والدمار يطل براسه على الجميع في كل مكان...ولا عزاء للحمقى والضعفاء والاغبياء....ممن اضاعوا بلادهم بايديهم وسلموها لقمة سائغة لأعدائه.
نعاني من مرض العقدة السياسية المزمنة التي استقرت وتجذرت واصبحت في عداد المسلمات والبديهيات التي يصعب تحرير عقولنا من تاثيرها، تصاحبها نظرية المؤامرة الخارجية التي تعتبر السبب المباشر لكل الأزمات التي تعصف بها البلدان العربية بصورة عامة، باعتقادي الحل العملي الانسب لها يكون بمحاولة تحصين الداخل وزيادة مناعته ضد خطر الاختراق بما قد يلزمه من الاجراءات والتدابير والسياسات الوقائية القادرة على ان تفشل للمتآمرين الخارجيين خططهم لأن طريق العلاج الاضمن يبدأ من الداخل.
بأتت بيروت في مركز الزلزال المدمر كما لم يحدث لها في تاريخها، فهي بلآ رئيس دولة قريب من شعبه، بلا حكومة حاضرة فاعلة ومؤثرة، بلا اقتصاد و مؤسسات و سيادة وعمق عربي او اقليمي او دولي ، لبنان يقف في وجه العاصفة الجامحة التي تدمره وتنسف له استقراره وتشكل خطرا داهما على وجوده وحيدا محاصرا معزولا منبوذا من الجميع، بلد مستباح و ضائع و بلا حاضر أو مستقبل.. ويعتبر العنوان الابرز لعصر النكبة العربية الشاملة التي نعيشها الآن بعد ان ضاع الحلم وتبدد الامل وحل الخراب حيث يقف شاهدا بالدمار الشنيع الذي يفتك بشعبه ويحيل حياته الى كوابيس مرعبة على حقبة تاريخية عربية مظلمة سوف تلعنها الاجيال القادمة وتلعن كل من كانوا السبب فيها حكام ومحكومين على السواء.
في ظل الموت البطيء الذي يعاني منه اللبنانيون كل يوم ما زال سياسيون لبنان غارقين في غيبوبتهم وفي تآمرهم ضد بعضهم ليضحى البلد قاب قوسين أو أدنى من مشارف النهاية كدولة وطنية مستقلة وموحدة وقابلة للحياة.
عيب الشعب اللبناني انه صبر عليهم اكثر من اللازم، كان الاجدر عليه ان يقلب الطاولة ويطيح بهم الي غير رجعة وان يفرض ارادته بتغيير هذا المشهد السياسي بكل رموزه وبدون هذا التحول المنبثق من ارادة شعب لبنان بكل طوائفه واطيافه وشرائحه وطبقاته وفئاته في انتفاضة شعبية عارمة تضبط هذا الخلل الجسيم وتصحح هذا المسار المعوج ، فلن يجد اللبنانيون طريقهم نحو الانقاذ والخلاص حتي ولو بقوا في الانتظار لمائة عام أخرى من الآن..قد تكون هذه صرخة في واد ولن تجد صدي مسموعا لها في مجتمع طائفي منقسم علي نفسه بشدة كلبنان ، ولكن في ظل تفاقم الازمات وارتفاع حدة المعاناة وغياب الحلول العملية البديلة يصبح هذا هو الحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا