الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجلبي.. هل قتله بيته؟!

داود السلمان

2022 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


طويّت قضية أحمد الجلبي كصفحة في ذيل التاريخ، كما طويّت صفحات كثيرة أخرى لقضايا متعدّدة، و وعدت الحكومة بالتحقيقي فيها، حينها، ولم تحقق، وأنْ حققت فالنتائج لا ترضي العقل والمنطق.
كثير من المعنيين كانوا يرون أنّ الرجل قد أُغتيل، عن طريق اعطائه مادة سامة دُست له في الطعام، إذ كان مدعوًا لمأدبة خاصة له في منزل أحد السياسيين البارزين، وبعد عودته الى منزله شعرَ بمغص معويّ شديد نقل على إثرها الى المستشفى، ففارق الحياة من ساعته متأثرًا بمادة السّم التي دخلت أمعائه.
وكانت أبنته، حينها، صرحت للإعلام بأن أبيها قد أعطوه السم بهدف اغتياله، إذ قبل مغادرته البيت والذهاب الى الدعوة لم يكن يشكو من شيء في صحته. فأسكتوها بطريقة أو بأخرى، وأنهوا الأمر.
والحق يقال، الرجل كان يدّعي العلمنة وأنّه لا يشاطر رجال الدين ويذهب مذهبهم في التعاطي مع الوضع السياسي، على حدٍ رأيه، وأنّه يدعو الى دولة مدنية ترضي طموحات جميع ابناء الشعب العراقي، بحسب دعواه التي ثبت بطلانها.
وكانوا يقولون عن أنّه أغرى الامريكان، وضللهم بل وحثهم على احتلال العراق واسقاط نظامه، فأخذ المسؤولين الامريكيين مشورته وقبلوا رأيه، وبالفعل تم احتلال العراق.
وفي هذا الرأي ثمّة خطين متقاطعين، الأول يقول به والثاني يرفضه، لكن الحقيقة ظلت نائمة بأحضان التحقق، وعدم الرمي العشوائي بأهداف غير مضمونة النتائج.
ما يكذب دعوة الرجل المتضمنّة أنّه علماني هي تأسيسه ما يسمى بـ "البيت الشيعي"، فالسياسي الذي يؤمن بهذا المبدأ، مبدأ العلمنة، لا يمكن له أن يقوم بتأسيس نظام طائفي، يؤيد طرف على طرف آخر من الشعب، وهو يهدف الى حكم جميع مكونات الشعب! لأنه هذه الرؤية تناقض مبادئ العلمنة ولا تنسجم معها أبدًا.
فأعتد أن الرجل كان رجل دين بلباس مدني علماني، الغاية منه والهدف هو أن يوهم الناس للانخراط تحت مظلته لكسب اطراف كبيرة من المثقفين والعلمانيين والاكاديميين، وبالتالي خسر المعسكرين، وكان طموحه أن يشغل منصب رئيس وزراء للعراق، فلهم تسمح له الظروف، لأنها لم تكن في صالحه.
اختلطت عليه الأوراق، وكانت حساباته غير دقيقة، وتحليلاته لم تكن في محلّها، لربما ساذجة، أو شيء من هذا القبيل.
أثناء ذلك وهو يقود مؤتمره الوطني، واشرافه على شركاته الخاصة، وتوسع رقعة دائرته السياسية، استطاع أن يحصل على ملفات فساد لساسة كبار، ومن "بيته" الذي أسسه على أسس طائفية بهدف الاستيلاء على السلطة، كما أشرنا،. والطامة أنّ تلك الملفات كانت لشخصيات من ذلك البيت، وقرر أن يعلنها أمام كاميرات الإعلام لتصل للشعب ومنه الى القضاء، فعجّل ذلك "البيت" بالقضاء عليه قبل رفع تلك الملفات.
هذا ما يدور في أروقة بعض السياسيين، وكذلك لدى الشعب العراقي وخصوصًا من المتابعين عن كثب لما يدور في الداخل وفي الخارج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-