الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي...و الزّعيم(6)

كريمة مكي

2022 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بين قرن مضى و قرن أتى لم يتغير شيء هنا...الإطار المكاني هو بعينه، المدينة العتيقة حول جامع الزيتونة كما هي... البنايات القديمة... و الحوانيت القديمة... و الممرّات الضيقة و النوافذ الصغيرة!!
كلّ من خاطب القلوب بالمحبّة و بالصّدق سخروا منه و استهزؤا به و بدفاعه عن قلوب المظلومين و بخاصّة قلوب النساء!!
كلّ من كتب بدمه عن حق ʺأمّ الإنسان و شطر الأمّةʺ في الاحترام و التقدير ناله ما ناله من التسفيه و الإعتداء.
كلّ من دافع عن حق المرأة في أن تكون إنسانا كاملا و ليس شيئا من ضمن الأشياء، استنكروا قوله و عزلوه و أهانوه حتى لا يُلوّث بصدقه...طبيعة الأشياء!
كلّهم كانوا على حدّ سواء...
ألم يكن بورقيبة من معارضيك سي الطاهر؟!
من يُصدق أنّه كتبَ، في معارضة كتابك الأشهر: ʺامرأتنا بين الشريعة و المجتمعʺ، مقالا يدعو فيه إلى المحافظة على حجاب المرأة قائلا بالحرف، بأن الحجاب هو جزء من الهوية!! فكيف لك أن تدعو يا سي الطاهر يا طيّب، و أنت المحافظ التقليدي، إلى نزع الحجاب عن المرأة و فتح نوافذ العلم و التعلّم المغلقة أمامها لتُحسن تربية الإنسان!!
من يقول؟؟؟
بورقيبة دارس الحقوق و صاحب الثقافة الفرنسية الذي كان وقتها يناظل ضدّ الاستعمار، يكتب يومها مقالا شديدا ضدّ نزع الحجاب الذي طالب به الزّيتوني المحافظ الطاهر الحدّاد!!
يا له من تاريخ مقلوب على قفاه ذلك التاريخ الذي عن تونس الحديثة، في كُتبهم، كنّا قرأناه.
بورقيبة في مقابل الطاهر الحداد: تاجر الحكم في مقابل صاحب الكتاب!
يا لها من صورة عبثيّة... و ياله من مشهد سوريالي... فهل، يا ترى، رآه أنصار الزعيم كما نحن اليوم نراه؟؟!!
آن الأوان، في وطني اليوم، لإعادة الحق لصاحب الكتاب: صاحب كلمة الحق...
آن أوان إعادة كتابة تاريخنا المكذوب،،،
آن أوان إعدام التاريخ المكتوب... بالحبر الكذوب.
وقَفَ بورقيبة المتنوّر مع كلّ أعداء الحق ضدّك، سي الطاهر، و عارضك، بخبث شديد، و استنكر دعوتك لنزع الحجاب عن المرأة و قال أنها تضر بعادات المجتمع و تقاليده و أنّ هذا المجتمع ليس مؤهلا بعد لتقبل هذه الدعوة و مباركتها، و لكن مع الاستقلال تهيّأ المجتمع فجأة و صار بورقيبة ينزع بيده، السفساري، من على رؤوس النساء...و يُصوّرون عمله ذاك، في نشرة أخباره، على أنّها انجازا من انجازات الرّئيس!
لم يفهم بورقيبة دعوتك لتحرير المرأة...و أنّى له أن يفهمها... وقف المسكين عند ʺويل للمصلّينʺ.
تصوَّرك تدعو لنزع غطاء الرأس فطبّقها بحذافيرها فجاءت مُسقطة و مستفزّة للأنظار و ذلك هو الفرق الشاسع بين الفكرة الأصلية الأصيلة التي يحويها الكتاب و الفكرة المقلّدة المسروقة التي يعرضها زعيم التجّار.
لم يفهم بورقيبة أنك تدعو إلى إزالة حجاب التجهيل و أحجبة العصر عن عقل المرأة لترى نور الحق، فتنشأ نشأة سويّة و تُنشئ إنسانا سويّا... فهي المدرسة الأولى و الأخيرة في حياة كلّ انسان في كلّ زمان و مكان.
(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا