الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الوجه الآخر للحقيقة
ريتا عودة
2022 / 9 / 2الادب والفن
-1-
((طفلةٌ مَنْكُوبة))
رأيتُها تكتبُ رسالةً وتدفنُها في التُّرابِ فسألتُهُا عنِ السَّببِ.
أجابَتْ:
- أليسَ أبي في التُّراب؟! الأرضُ كفيلةٌ بايصالِ الرِّسالة.
-2-
(( الوردة))
في عيد الحبّ،
لم يكن لي حبيبا أهديه أو يهديني شيئا.
لا أدري لِمَ ألحَّت روحي عليَّ أن أشتري وردة.
في الطريقِ ...
قابلتُ فتاةً استوقفتني دموعُها.
سألتها: ما بكِ..!
قالت: حبيبي هجرني. لم يعد لي من يُهديني ولا حتّى وردة.
بسرعة...
تناولت وردتي اليتيمة وقدّمتها لها وأنا أقول:
- أنا أهديكِ.
حصدتُ ابتسامتها.
ثمَّ...
مضيتُ، في طريق العودة إلى الذاتِ، مبتهجةً كأنَّ حبيبا لي هو الذي أهداني أنا تلك الوردة.
-3-
(( في تلكَ اللحظة))
في تلكَ اللحظةِ الحاسمة، وأنت تتخبّطُ بين أمواجِ مَدٍّ وجَزر...
عينٌ لكَ على الموتِ وأخرى على الحياة.
في تلك اللحظةِ ، حين تقرر أن تقاومَ لتحيا.
في تلك اللحظةِ بالذَّات:
.
.
.
.
.
سوفَ يُشَقُّ أمامَكَ بحر.
-4-
((من أنا..؟!))
أشعرُ برغبة ملحّة للبكاء!
أبحثُ عن غيمة تمطرني كي أتحرّرَ من أثقالي وأعودَ إلى اتّزاني.
أحتاجُ أن أبكي وجع وطني قبل وجعي الشّخصي.
أحتاجُ أن أتخلَّص من ...
عفن التاريخ،
من خارطة القهر،
من مذلّة الأهل،
من تجويع،
من تركيع،
من حصار،
من دمار...
على امتداد الجسد العربي.
قيل:
(أنت ما تبحثُ عنه)..
ما دمتُ أبحثُ عن البكاء،
فَ...
.
.
.
.
.
هل أنا دمعة!
-5-
((امرأة معنّفَة))
أين تذهبُ الكلماتُ التي تطلقها أفواهنا..؟
أينَ تذهبُ تلكَ الطلقاتُ التي تستنزفُ كرامةَ الوردة..؟
تراها تخدشُ الهواءَ، أيضا؟!
تراها، كما تلوي عنق الوردة، تلوي عنقه..!!
-6-
ستمْتَحِنُكَ الحياةُ مرَّةً...ومرَّةً... بذاتِ المِحنةِ المُرَّةِ التي أشْقَتْكَ.
في اللحظةِ التي يميلُ فيها ميزانُ القُوَى لصَالحِكَ، سوفَ تأخذُكَ في طريقِ الآلامِ إلى مِحْنةٍ أكثرَ شِدَّة.
سوفَ تَجِدُ النُّورَ.
سوفَ تَتَجَدَّدُ.
-7-
كلَّما مررتُ بوردة، أخبرتني عن عظمةِ اللهِ بلغةِ العِطْرِ.
-8-
لا تبحثْ عنِ العشقِ.
هو العشقُ...
يبحثُ عنِ العَاشِقِ
ليأتيَ بهِ
إلى المَعشُوقِ
الذي يحملُ في روحِه
الكثيرَ.. الغزيرَ..
مِنْ رُوحِكَ.
-9-
كنتُ بذرةً صلبَة وكنتَ لي تلكَ القطرةَ التي وصلتْ عُمقَ التربّة فحوّلتني إلى شجرةٍ مكتملةِ البهاءِ والأنوثة.
-10-
تأمّل كيفَ يُزهرُ البرعمُ من تلقاءِ نفسِه بعدَ ليلٍ طويل.
تأمَّل كيفَ سوفَ يعرفُ قلبَكَ طريقَهُ إلى اليَقَظَة.
-11-
شطرتني الأحزانُ نصفَيْن: نصفٌ يُحِبُّ الحياةَ ونصفٌ آخَر...
أيضًا يُحِبُّها.
-12-
لنْ تدركُكَ الشَّمسُ إلاَّ عندما يموتُ سيّءٌ ما دَاخلَكَ فتحيَا أنتَ.
__________
#ريتا_عودة/حيفا
2.9.2022
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى