الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب يطلق النار على رجليه

كريم المظفر

2022 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


خطوة روسية مفاجئة ، ستقلب كل الموازين الاقتصادية في الغرب ، الذي يقف اليوم على أبواب شتاء ، يتوقع له الكثيرون ان يكون قاسيا بكل أوجهه المناخية منها وصعوبات الحصول على الطاقة ، وارتفاع أسعارها التي بدأت مبكرا حتى قبل حلول فصل الشتاء ، فإعلان شركة غازبروم الروسية إيقاف عمل خط السيل الشمالي1 بشكل كامل ، بعد اكتشاف عطل تقني خلال صيانة التوربين الخاص بالخط ، وتأكيدها أن العطل لا يسمح بتشغيل الخط بشكل آمن ، سيشعل بورصات الغاز بشكل كبير ، ويربك المشهد الاقتصادي والاجتماعي ..
الشركة الروسية ، قدمت كل الإيضاحات الفنية ، والتي طبعا لا تهم المواطن الغربي العادي ، فكل ما يهمه اليوم هو خفض اسعار الغاز ، والتي بدأت تلتهب حتى قبل قرار شركة غاز بروم الروسية الجديد ، فالشركة تؤكد ، وجود عطل في التوربين الوحيد الذي يعمل في خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-1"، وتم إيقافه تماما حتى يتم تصحيح الخلل ، وقالت "غازبروم" في بيانها ، إنه وخلال أعمال الصيانة الروتينية على وحدة ضخ الغاز في محطة بورتوفايا، والتي نفذت بالاشتراك مع ممثلي شركة "سيمنس"، تم الكشف عن تسرب زيت بمزيج من مركب مانع للتسرب عند موصلات التوصيلات الطرفية من خطوط الكابلات لمستشعرات سرعة الدوار ذات الضغط المنخفض والمتوسط.
وأوضحت الشركة أنه تم تلقي تحذير من الخدمة الفيدرالية الروسية للرقابة بأن الأعطال والأضرار المكتشفة لا تسمح بالتشغيل الآمن الخالي من المخاطر لمحرك التوربينات ، ومن الضروري اتخاذ التدابير المناسبة وتعليق تشغيل التوربينات ، وكذلك في منطقة خط الكابلات في صندوق الأطراف الخارجي لنظام التحكم الآلي الخاص بالمحرك ، ووحدة معالجة الرسومات خارج غلاف الضوضاء والحرارة ، وأشارت إلى أنه تم تحديد نفس المشاكل وهي تسرب الزيت في ثلاث توربينات أخرى ، ولا يمكن تصحيح هذه العيوب إلا في المصنع في كندا ، و أثناء أعمال الصيانة لوحدة ضاغط الغاز Trent 60 GPA رقم 24 لمحطة ضاغط Portovaya ، التي تم إجراؤها بالاشتراك مع ممثلين عن شركة Siemens ، تم اكتشاف تسرب زيت بمزيج من مركب مانع للتسرب .
وفي الوقت الذي تعرقل فيه العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، أعمال صيانة توربينات "سيمنس" المثبتة على خط أنابيب "السيل الشمالي-1" ، فقد اكدت " غاز بروم " أنه تم إرسال خطاب بخصوص الأعطال التي تم تحديدها والحاجة إلى إصلاحها، إلى الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سيمنز كريستيان بروخ ، وحتى يتم تصحيح الأخطاء في تشغيل المعدات، تم إيقاف نقل الغاز عبر "السيل الشمالي-1" بشكل تام ، كما وأعلنت شركة "سيمنس" أنه ليس لديها حاليا عقد لإجراء أعمال إصلاح لخط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-1"، لكن الشركة مستعدة لتنفيذها ، وقال ممثل الشركة أن "سيمنس" للطاقة أحيطت علما برسالة شركة "غازبروم" بشأن الأعطال وإيقاف تشغيل "السيل الشمالي-1" ، واعتبرت "سيمنس" أن النتيجة التي توصلت إليها "غازبروم" ليست سببا لإيقاف تشغيل "السيل الشمالي-1".
في غضون ذك ، تواصل الدول الغربية على خلفية العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا، السعي للحد من إيرادات روسيا من صادرات الطاقة، وتبنى الاتحاد الأوروبي بالفعل مجموعة حزم من العقوبات، بما في ذلك حظر إمدادات الفحم والنفط، وفي الوقت نفسه، أدى انقطاع سلاسل التوريد إلى زيادة حادة في أسعار الوقود والغذاء في أوروبا والولايات المتحدة ، ووفقا لبيان وزير المالية الياباني ، فقد اتفق وزراء مالية مجموعة السبع على وضع سقف لسعر النفط الروسي خلال مؤتمر عبر الفيديو ، وأعلن شينيتشي سوزوكي أن تحديد سقف لأسعار النفط الروسية سوف يسهم في استقرار إمدادات الطاقة لدول مجموعة السبع ، ونقلت صحيفة نيكي عن الوزير قوله: سقف الأسعار سيقلص إيرادات روسيا، وسيساهم أيضا في ضمان استقرار إمدادات الطاقة لكل بلد من بلدان مجموعة السبع ، بالإضافة إلى ذلك، أكدت وزارات المالية في دول مجموعة السبع عزمها حظر النقل البحري للنفط والمنتجات النفطية الروسية ما لم يتم شراؤها بسعر محدود ، وأكدت دول مجموعة السبع أيضا أنها، بالإضافة إلى القيود المفروضة على النفط، ستطور آليات من شأنها أن تسمح للدول الضعيفة بالحفاظ على الوصول إلى أسواق الطاقة، بما في ذلك من روسيا.
من جانبها زعمت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أن الحد من أسعار النفط الروسي سيسرع من تدهور الاقتصاد الروسي ويقلل التضخم في الولايات المتحدة ، وأكدت يلين عزمها بالتعاون مع زملائها في مجموعة السبع على تحديد سقف لأسعار النفط الذي توفره روسيا للسوق العالمية ، في حين نقلت وكالة كيدو اليابانية عن مسؤول في وزارة المالية اليابانية أن النفط الذي يتم استخراجه من مشروع "سخالين ــ 2" لا يندرج ضمن تحديد أسعار النفط الروسي، ويتضمن مشروع سخالين -2 عدة حقول تقدر احتياطياتها القابلة للاسترداد بـ 150 مليون طن من النفط و 500 مليار متر مكعب من الغاز ، حيث تمتلك شركات التجارة والاستثمار اليابانية ميتسوبيشي وميتسوي 12.5 ٪ و 10 ٪ في المشروع، على التوالي.
نائب رئيسة مديرية الطاقة في المفوضية الأوروبية، ميختيلد فورسدورفر، أشار الى أن المفوضية تدرس خيارات مختلفة للحد من أسعار الغاز، بما في ذلك إدخال مثل هذه القيود على الواردات من روسيا، وعلى البيع بالجملة لهذا الوقود في محيط الاتحاد الأوروبي ، ووفقا لها، سوف يناقش وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي إدخال حدود لأسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي في اجتماع استثنائي من المقرر عقده في 9 سبتمبر الجاري.
وفي روسيا فقد حذر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، من تداعيات فرض مجموعة السبع (G7) سقفا لسعر برميل النفط الروسي، وقال إن الخطوة هذه ستؤدي إلى زعزعة استقرار السوق بشكل كبير ، وأضاف المتحدث ، أنه إذا فرض الغرب قيودا على سعر النفط الروسي، فإن الخام من روسيا سيتم بيعه إلى الدول التي تعمل وفقا لظروف السوق ، وأضاف تعلمون أن (نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر) نوفاك هو المسؤول عن اتصالات روسيا المتعلقة بالنفط مع "أوبك" و"أوبك+"، وصرح نوفاك بوضوح أن روسيا لن تورد نفطها إلى الدول التي ستنضم إلى مبادرة وضع سقف لسعر برميل النفط الروسي.
وفي السياق ذاته صرح نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن دول مجموعة "أوبك+" وكذلك الهند والصين لم تؤيد فكرة فرض سقف على سعر النفط من روسيا ، وقال "لم أسمع، على الأقل، من الصين والهند (أنهما دعمتا مبادرة وضع سقف لسعر النفط الروسي)، لم نسمع ذلك أيضا من منتجي النفط الآخرين المشاركين في السوق، ولو حتى دولة واحدة لم تدعم هذه العبثية التي تجري مناقشتها" ، واعتبر نوفاك فكرة وضع سقف على سعر برميل النفط الروسي بالأمر سخيف، محذرا في الوقت نفسه من أن خطوة كهذه ستدمر سوق النفط العالمية بالكامل ، وشدد على أن بلاده لن تقوم بتوريد النفط ومنتجاته إلى الدول التي ستدعم هذه المبادرة. وفيما يتعلق بإنتاج روسيا من الذهب الأسود، أفاد نوفاك بأن إنتاج روسيا من الخام يمكن أن يبلغ بحلول نهاية العام 2022 مستوى 520 - 525 مليون طن.
وخاطب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، الغرب بلغة تحذيرية ، من أن بلاده ستمتنع عن إيصال الغاز الروسي إلى أوروبا، إذا ما فرض الاتحاد الأوروبي سقفا لأسعار الغاز من روسيا ، وكتب مدفيديف ردا على ذلك "تقول العمة رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين إن (الوقت قد حان كي يفرض الاتحاد الأوروبي سقفا لسعر الغاز من خط الأنابيب الروسي)، وأقول إن الأمر سيكون مثلما حدث مع النفط، ولن يصل ببساطة أي غاز روسي إلى أوروبا".
وأصبح معروفًا أن الحكومة الإسبانية قد طورت مجموعة من التدابير للاستخدام الفعال والاقتصادي للطاقة ، فالآن في البلاد ، من المستحيل تبريد المبنى إلى درجة حرارة أقل من 27 درجة في الصيف وتسخينها فوق 19 درجة في الشتاء ، كما دعا رئيس الوزراء بيدرو سانشيز المسؤولين إلى التوقف عن ارتداء ربطات العنق لتوفير الكهرباء ، ولم يشرح بالتفصيل الروابط بين إزالة الملحق وتوفير الكهرباء ، لكن يقترح أن الهدف من الاقتراح هو تقليل استخدام مكيف الهواء ، وفي المانيا دعا المسئولين الالمان المواطنين ، عدم الاستحمام اليومي ، والاكتفاء بالمنادي الورقية المبللة لتنظيف الجسم ، في حين طوابير المواطنين في هولندا وبلغاريا وبولندا تتزايد على شراء الحطب في الشتاء ، وهنا نستذكر القول المأثور " جنت على نفسها أوربا - عفوا براغش )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا