الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظاهرة العراقية محاصرة في عنق الزجاجة

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إن أي متتبع للوضع السياسي على الساحة العراقية يلاحظ أن القوى السياسية من مختلف الطوائف والأجندة السياسية وإن اختلفت ألوانها وأشكالها تعتبر الخلافات والمتناقضات على الساحة السياسية العراقية تحل بين القوى المختلفة والمتصارعة عن طريق الجلوس حول طاولة الحوار والمفاوضات والجميع متفقون وملتفون في هذا الرأي والاتجاه ومع احترامي للجميع إن جميعهم قد انحشروا في البحث في حلقة فارغة كالمثل القائل (الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة) وليس هنالك مخرج للقضية العراقية المتشابكة في العصيان إلا مخرج واحد وهو (الحل بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة) إن الإخوان الذين يدعون إلى الصلح والتراخي من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات قد تناسوا أن الظاهرة العراقية المتناقضة أصبحت مرض عضال لا يمكن علاجه إلا بقوى جديدة تحمل راية الإصلاح والتغيير لأن المشكلة العراقية سببتها وخلقتها تراكمات طيلة الفترة ما بعد عام/ 2003 إلى الآن ونحن في عام 2022 من السلبيات أفرزتها التوافقية والمحاصصة الطائفية والفساد الإداري والفقر والجوع والتسول والبطالة وانفلات السلاح واقتصاد ريعي وشعب مستهلك غير منتج وجهاز وظيفي ضخم خلق الفضائيين والمحسوبين والمنسوبين وتفشي ظاهرة المخدرات والانتحار والعنف الأسري.
إن الإحصائيات تشير أن نسبة الفقر في العراق قد بلغت 25% وهذا يعني أن نحو أحد عشرة مليون عراقي يعيشون تحت مستوى الفقر وما تزال المحافظات الجنوبية تتصدر معدلات الفقر وفي مقدمتها محافظة المثنى بنسبة 52% وتليها محافظة القادسية 49% ثم محافظة ذي قار 48% ثم تأتي باقي المحافظات تباعاً بنسب مختلفة وقد وصلت نسبة الفقر إلى 40% في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى أما في بغداد فبلغت نسبة الفقر 14% وإقليم كردستان 13% وفي كربلاء والنجف 18% ومن الغريب أن يكون بلد غني كالعراق يعاني أهله من الفقر والعوز والجوع حيث ينتشر المتسولون من الرجال والنساء حتى الأطفال بالرغم من ثرواته الكبيرة التي استحوذ عليها حيتان الفساد الإداري وبعد عام/ 2003 اختفى نحو 450 مليار دولار من خزينة الدولة وقد أصبحت خزينة الدولة خاوية واقتصاد العراق منهك مما جعل العراق يواجه الأزمات الاقتصادية التي وقع أثرها الكبير على الفئات والشرائح الكادحة والفقيرة وكل هذه الأسباب أدت إلى انفجار ثورة الجوع والغضب التشرينية عام/ 2019 التي أدت إلى سقوط سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح واستمرت سنة ونصف أتبعتها ثورة الإصلاح والتغيير عام/ 2022 وخلقت ورائها سبعة وعشرون شهيد ومئات الجرحى ولا زالت الأزمات والفوضى مخيمة بكابوسها على صدور العراقيين ولا زال الأحزاب والكتل السياسية التي سببت هذه المآسي والكوارث طيلة الفترة الماضية تتشبث ببأس وإصرار على التمسك بنظام الحكم.
إن القوى السياسية التي تتوسط وتحاول جميع القوى المختلفة على طاولة الحوار والمفاوضات قد تناست في مشروعها جماهير الشعب الغاضبة تقف على أبواب ثورة عارمة في حالة عودة الأحزاب السياسية والكتل مرة أخرى إلى سلطة الحكم.
على ضوء هذه الأحداث والتطورات لم يبق إلا منفذ واحد للخروج من أزمات ومشاكل العراق هو اللجوء إلى حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة بعد ستة أشهر والشعب هو المفصل وهو الذي يصدر حكمه عن طريق بطاقة الانتخابات وصندوق الاقتراع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا