الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن في الاستراتيجية السعودية_الإيرانية

علي صادق

2022 / 9 / 3
السياسة والعلاقات الدولية


مع انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي زادت حدة الصراع بين السعودية وإيران مع تباين مواقف كلا من الدولتين لهذه الثورات، سعت كلاً منهما لاحتوائها سواء من خلال تقديم الدعم او معاونة النظام او المعارضة ، فيما يتعلق بالثورة اليمنية في عام 2011 فقد كانت السعودية حاضرة وبقوة من خلال المبادرة الخليجية، إذ كانت السعودية قوة فاعلة وقادرة على التأثير في القرار اليمني منٌذ امد بعيد من خلال علاقاتها بمشايخ القبائل اليمنية والشخصيات المؤثرة على الساحة اليمنية وذلك بفعل التقارب الجغرافية والقومي والتاريخي والثقافي والأعراف المشتركة، أما إيران فكان حضورها ضعيف ويقتصر على دعم الحوثيين الذين كانوا إنذاك خارج السلطة ويمثلون نسبة صغيرة في المجتمع ، لكن وصول الحوثيين الى السلطة في 21 إيلول 2014 بفعل الاحتجاجات والأعمال التي قاموا بها في صنعاء وبعض المحافظات وانتقال الرئيس هادي الى عدن وتفرد الحوثيين بالسلطة في صنعاء ، عد هو نقطة التحول في وتيرة الصراع بين السعودية وإيران حيث بدأ الصراع يتخذ طابعاً عسكرياً بعد ان كان الصراع يدار بالوكالة ، واضحت السعودية التي تعتبر الحوثيين اليد الطولى لإيران تشعر بالقلق ، لذلك اتخذت قرار التدخل العسكري في اليمن فيما أسمته عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 , بينما اتخذت إيران على عاتقها الدفاع عن حلفائها الحوثيين من خلال تأييدها لثورتهم وتحركاتهم وتدعمهم اعلاميا ورفض التدخل العسكري السعودي في اليمن

**اليمن في الاستراتيجية السعودية

تنطلق السياسة السعودية تجاه الجمهورية اليمنية من مجموعة محددات التي تشكل توجهات ومنطلقات للسياسة السعودية في اليمن، إذ تمثل اليمن بالنسبة للملكة العربية السعودية العمق الاستراتيجي نظراً للتقارب الجغرافي بين الدولتين، حيث ترتبط اليمن بالسعودية بشريط حدودي بري طويل وثلاثة منافذ رئيسية، ونظراً للتقارب الجغرافي والثقافي والامتداد التاريخي بين البلدين وماتمثله اليمن من أهمية استراتيجية بالنسبة للسعودية، فأن الاخيرة تنطلق من توجهاتها تجاه اليمن من " أن أمن اليمن من أمن المملكة" وان تطور الاحداث في الساحة اليمنية ينعكس وبشكل مباشر على السعودية،ومن هذه المنطلقات تسعى المملكة العربية السعودية إلى التأثير في القرار اليمني بما يتلائم مع سياستها وبما يخدم مصالحها لذلك فأنها تسعى بكل ما أوتيت من قوة الأن تؤثر في القرار اليمني واستخدام كافة وسائل المملكة ، ويعود الاهتمام السعودي باليمن لعدة أسباب أهمها أن اليمن تعتبر الفناء الخلفي للسعودية لذلك من الطبيعي أن تتأثر السعودية بالأحداث الداخلية وعدم الاستقرار في اليمن نتيجة القرب الجغرافي بين البلدين، لذلك تسعى السعودية ان يكون لها اليد الطولى في القرار اليمني من خلال التأثير في صنع القرار اليمني ومحاولتها ان يكون تحت نفوذها من يصل الى السلطة

**اليمن في الاستراتيجية الإيرانية

تتحرك الجمهورية الإيرانية تجاه اليمن من عدة منطلقات وأهداف تسعى إلى تحقيقها وذلك تحقيقاً لأهدافها الكبرى على المستوى الأقليمي ، فإيران تدرك أهمية الموقع الجغرافي اليمني والذي يمثل مكسب بالنسبة لها من جوانب عدة ، الاول: من حيث كون اليمن تملك موقع جغراقي يجعلها تتحكم بالملاحة البحرية الدولية من خلال إطلالها على البحرين العربي والأحمر وسيطرتها على باب المندب ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للسياسات الدولية ، وإنطلاقاً من الموقع الجغرافي اليمني المميز تسعى إيران ان يكون لها موطئ قدم في البحر الاحمر وخاصة في باب المندب للسيطرة على المضايق الاستراتيجية ولكي يكون لها تواجد تحسباً لأي حرب ، والثاني : ان اليمن تمثل العمق الاستراتيجي بالنسبة للسعودية العدو اللدود لإيران وبالتالي فأن تواجد إيران في الناحية الجنوبية للسعودية عن طريق حلفائها الحوثيين يمثل مكسب لإيران تظل تهدد وتستفز به المملكة العربية السعودية وقد تساوم به للتواجد في منطقة أخرى.فإيران ترى في اليمن مجالا حيويا لنظام الولي الفقيه ,وسلوكها قائم على رؤى جيواستراتيجية ,وتاريخ اليمن ارتبط بالتشيع لآل البيت وأغلب الدول التي نشأت في التاريخ الإسلامي كانت تؤسس شرعيتها على فقه التشيع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا