الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواطن الإرهاب الجديدة

رحيم العراقي

2006 / 9 / 28
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


أشرف على تأليف هذا الكتاب الجماعي الضخم كل من الباحثين جان مارك بالنسي وآرنو دولاغرانج، والأول حائز على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، وأما الثاني فهو نائب رئيس تحرير جريدة «الفيغارو» الفرنسية للشؤون الخارجية.
وقد ساهم في تأليف الكتاب ما لا يقل عن عشرين باحثاً مختصاً في مختلف المجالات. وفكرة الكتاب هي التالية: بعد ان انتصر الغرب على الاتحاد السوفييتي، والمعسكر الشيوعي اعتقد أن كل المخاطر قد زالت وان الحياة السعيدة المطمئنة قد ابتدأت، ولكنه لم يعش أكثر من عشر سنوات في حالة راحة وهدوء، فالواقع انه سرعان ما ظهر خطر جديد لا يقل أذى عن الخطر الشيوعي:
هو خطر الاصولية الراديكالية. واكتشف الغرب عندئذ مدى الخطأ الذي وقع فيه عندما ساعد ابن لادن والمجاهدين الافغان على مقاومة الشيوعية والغزو السوفييتي، فقد انقلب الأصوليون على الغرب ودبروا له في معسكراتهم بأفغانستان ذاتها أكبر ضربة إرهابية حصدت ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص دفعة واحدة، وكان ذلك صبيحة (11) سبتمبر من عام2001 وهكذا ابتدأ القرن الحادي والعشرون بالدم.
وعندئذ اكتشف الغرب الأوروبي ـ الأميركي ان مرحلة الطمأنينة والأمان قد انتهت وانه دخل في حرب لا هوادة فيها مع التيارات المتطرفة في العالم الإسلامي، فقد أثبتت الحركات الراديكالية أنها قادرة على ضرب الغرب في الصميم وقد ضربته.والكتاب يرصد أهم مناطق الصراع والتوتر في العالم، وفي طليعتها يقف بالطبع الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وهذه المناطق المتوترة مرتبة بحسب خطورتها على النحو التالي: القاعدة من افغانستان الى العولمة، المملكة العربية السعودية، العراق، ايران، تركيا، سوريا، اسرائيل ـ الأراضي الفلسطينية، مصر، الجزائر، المغرب الأقصى، الصحراء الغربية.
اما المنطقة الثانية للتوتر والصراع فتتمثل بأفريقيا السوداء وهنا نلاحظ الترتيب التالي بحسب خطورة التوتر أيضاً:
ساحل العاج، نيجيريا، غينيا الاستوائية، التشاد، هل وصلت القاعدة الى الصحراء الأفريقية، السودان، الصومال أوغندا، بوروندي، الجمهورية الديمقراطية للكونغو، زمبابوي.
وأما فيما يخص آسيا فنلاحظ ان مناطق التوتر والصراعات المحتملة فيها مرتبة على النحو التالي: الصين كوريا الشمالي، الفلبين، اندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، انتاج المخدرات غير الشرعية والمتاجرة فيها، أفغانستان، باكستان، كشمير، الهند، نيبال، سريلانكا.وأما فيما يخص أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي فتشمل المناطق المتوترة التالية: هاييتي، كولومبيا، بوليفيا، فنزويلا.
وأما فيما يخص أوروبا فإن مناطق الانفجار والتوتر هي التالية: بلاد الشيشان، جورجيا، صربيا، وكوسوفو، البوسنة، الشبكات الجهادية الأصولية المنتشرة في أوروبا، القومية الباسكية.
هذه هي مناطق الصراع الأساسية في العالم بحسب مؤلفي الكتاب، والآن لندخل في التفاصيل يقول مؤلفو الكتاب ما معناه: عندما غزا الجيش السوفييتي أفغانستان في 27 ديسمبر عام 1979 كان ذلك يعني اننا دخلنا في مرحلة جديدة من مراحل التاريخ.
فالحركات الأصولية الجهادية اتخذت طابعاً دولياً أو عالمياً بدءاً من تلك اللحظة، هذا في حين انها كانت ذات طابع محلي أو اقليمي قبل ذلك.
وقد ساهم في تعبئة الجهاديين وإرسالهم أفواجاً الى أفغانستان رجال الدين في السعودية بشكل خاص، وكان على رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي المملكة.
وقد اعتبر رجال الدين ان محاربة الشيوعيين في أفغانستان هو فرض عين على كل مسلم. فمن لم يستطع ان يذهب بنفسه للقتال هناك ينبغي عليه ان يساهم بماله، وبأي وسيلة أخرى، وعلى هذا النحو انتشرت العقيدة الجهادية الراديكالية في شتى أنحاء العالم العربي والإسلامي.
ثم يردف المؤلفون قائلين وبدءاً من تلك اللحظة أصبحت أفغانستان أو قل من الأولوية أعطيت لها دون ان يعني ذلك ان فلسطين قد انتهت قصتها أو اهملت، ولكن أصبحت تحتل المرتبة الثانية لا الأولى.
وقد وجدت الأصولية السنية مرتعاً خصباً في أفغانستان مثلما ان الأصولية الشيعية وجدت لها مرتعاً في إيران بعد ثورة الخميني.وقد ذهب الى أفغانستان ما لا يقل عن عشرة آلاف أو خمسة عشر ألف مجاهد لمقاتلة الشيوعيين والجيش الأحمر وكان معظمهم من العرب.
ولذلك دعوا بالأفغان العرب أو المجاهدين العرب وكانوا قد جاءوا أساساً من المشرق العربي والمغرب العربي تلبية لنداءات دينية آنذاك. ثم يقدم المؤلفون المعلومات الإحصائية التالية عن البلدان العربية والإسلامية ففيما يخص المملكة العربية السعودية يقال لنا ما يلي: تبلغ مساحتها (2149690)كم2 وهي مساحة ضخمة جداً وأماعدد السكان فيبلغ عشرين مليون نسمة.
ويمكن القول بأن نسبة تتراوح بين 85%-90% من السكان ينتمون إلى الإسلام السني في مذهبه الحنبلي أساساً، ولكن هناك نسبة مهمة تنتمي إلى المذهب الشافعي في إقليم الحجاز وإقليم عسير وأما البقية أي 10-15% من عدد السكان فينتمون إلى الإسلام الشيعي ومعظمهم متواجدون في منطقة الإحساء المليئة بالبترول وهناك أقليات زيدية وإسماعيلية موجودة في جنوب المملكة على الحدود المتاخمة لليمن.
وأما عن إيران فيقول مؤلفو الكتاب ما يلي: ان مساحة هذا البلد الإسلامي المهم تبلغ (1648000) كم2، أي أكثر من نصف مساحة السعودية ولكن عدد السكان يبلغ (69) مليون نسمة: أي أكثر من ثلاثة أضعاف سكان المملكة العربية السعودية.
من بين هؤلاء السكان يوجد 46% من العرق الفارسي، و10% من العرق الكردي، و23% من أصل تركي، الخ وأما فيما يخص الدين فإن 80% من شعب إيران ينتمي إلى المذهب الشيعي، و15% إلى المذهب السني الذي يضم أساساً الأكراد، والتركمان، والعرب وهناك أقليات صغيرة جداً تنتسب إلى الزرادشتية، أي دين إيران القديم، وإلى المسيحية واليهودية.
ثم يضيف المؤلفون قائلين: وأما البلد الآخر المهم في المنطقة فهو تركيا وتبلغ مساحته (779000) كم2، أي أقل من نصف مساحة إيران ولكن عدد السكان يعادل عدد سكان إيران بالضبط: أي (69) مليون نسمة.
ونسبة 75% من سكان البلاد هم من العرق التركي، أما نسبة 20% فهي من العرق الكردي، وأما نسبة العرب والسريان فتبلغ 2% فقط أما بالنسبة للتوزيع الديني والمذهبي لسكان تركيا فهو على النحو التالي:
80% ينتمون إلى الإسلام السني في مذهبه الحنفي غالباً ولكن نسبة الشوافعة لدى الأكراد مرتفعة وهناك نسبة 20% ممن ينتمون إلى الإسلام الشيعي في مذهبه العلوي وأما البقية فأقليات صغيرة جداً كالأرمن (000. 60)، واليهود (000. 20) والمسيحيين (أكثر من مئة ألف نسمة).
والصراع في تركيا قد يجري على أساس عرقي (تركي ـ كردي) أو على أساس مذهبي (سني ـ شيعي أو علوي) ولكن انضمام هذا البلد إلى أوروبا سوف يخفف حتماً من صراعاته الداخلية ويجعله واحة للتسامح والعلمانية والديمقراطية في الشرق الأوسط وقد يصبح نموذجاً يحتذى لكل جيرانه.
وأما فيما يخص مصر، وهي البلد الكبير الآخر في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى تركيا وإيران فيقول المؤلفون ما يلي: إن مساحتها تبلغ أكثر من مليون كيلومتر مربع: أي نصف مساحة السعودية تقريباً ولكن عدد سكانها ضخم (76) مليون نسمة وبالتالي فهي أكبر بلد في منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد السكان .
وأما من ناحية الدين فإن المسلمين يشكلون 94%، والمسيحيين الأقباط 6%، ولكن البعض يقولون بأن الأقباط يشكلون عشرة في المئة من عدد سكان مصر وهناك أقلية يهودية صغيرة جداً في القاهرة والإسكندرية.
والمشكلة الأساسية التي قد تسبب بعض التوترات والصراعات في مصر هي مشكلة الأصولية الراديكالية التي تشعر بحساسية خاصة وعدوانية تجاه الأقباط ولكن الدولة المركزية قوية وقادرة على تطويق أي صراع طائفي في البلاد، فالجيش المصري قوي وكذلك الشرطة والبوليس السري ومع ذلك فقد حصلت مشاكل عديدة ولا تزال.
وأما في المغرب العربي فالبلدان الكبيران هما:
الجزائر، والمغرب الأقصى وهما متساويان تقريباً من حيث عدد السكان (32 مليون، 30 مليون على التوالي) ولكن مساحة الجزائر ضخمة وتزيد على مساحة المغرب بخمس مرات وربما أكثر والمشكلة الأساسية في الجزائر هي الأصولية الراديكالية التي تحارب النظام منذ سنوات عديدة .
وقد سقط ضحيتها أكثر من مئة ألف قتيل وهناك مشكلة أخرى تخص الصراع العربي ـ الأمازيغي، فالبربر يطالبون بحقوقهم واستقلالهم الذاتي واحترام هويتهم اللغوية
وأما المشكلة البربرية في المغرب الأقصى فهي أكبر وأهم لأن عدد البربر هناك يتجاوز نسبة 50% من عدد السكان، وبالتالي فالمشكلة الأساسية التي ستواجه هذين البلدين في السنوات المقبلة لن تكون دينية أو طائفية وإنما عرقية لغوية بحسب رأي مؤلفي هذا الكتاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ