الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياء الصدقات

عادل الفتلي

2022 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اصرت زوجتي على تادية الخمس كواجب شرعي معلق بذمتها وعليها ان تدفعه لترتاح ويطمئن قلبها وبعد حساب وتدقيق ومراجعة مايترتب عليها وفق ما تعتقده وتؤمن به اخرجت مبلغا من المال لتهبه الى مايسمى باولي الامر للتصرف به كيفما شاؤوا فهذا ماجبلنا عليه كمجتمع شيعي وليس لنا سوى السمع والطاعة والانصياع وبخلافه نكون خارجين عن الدين والملة – بعد نقاش واخذ ورد معها وحوار لايخلو من شطحات من الجدل اقتنعت ان تمنح ثلث المبلغ لمكتب الزكاة والخمس والصدقات في عتبة الجوادين والثلث الاخر للفقراء والاخيرمنح لمن هو بحاجة له من الاقربين كونهم اولى بالمعروف- لاانكر ان هذه القسمة منحتني شيئا من الرضا افضل مما يمنح كامل المبلغ للمكتب المذكور ولو كان الامر بيدي لما قصدت المكتب بشيء- تذكرت هذا وانا اشاهد على موقع اليوتيوب كيف يجمعون الاموال من داخل اضرحة الائمة الاطهار كل اسبوع ويعلنون انها مليارات الدنانير من كل ضريح فضلا عن مبالغ الزكاة والخمس والصدقات التي قد تكون اكثر بكثير وهي كذلك-- والمشهد يدعوني للتساؤل عن مصير هذه الاموال- من الموكل عليها واين تذهب—اخشى من ان يسخر مني احدهم ويستفز معلوماتي ويدعي ان للفقراء نصيب وانا على يقين لو منح الفقراء نتفة من هذه المبالغ لاختفت مظاهر الفقر والعوز من بلاد مابين القهرين واصيب سكانها بنعمة التخمة والترف –لم تقف تساؤلاتي الخبيثة عند هذ الحد ولن تكتفي بهذا القدر من الوقاحة والانحراف العقائدي بل تتوجه الى كبار التجار وصغارهم وفئة الميسورين ممن من الله تعالى عليهم بنعم واسعة وخيرات شاسعة مافائدة تجشمهم عناء الذهب والاياب من والى مكاتب المراجع ووكلائهم لتادية ودفع مايترتب عليهم من حقوق شرعية لايشكرون ولايحمدون عليها وهم يسلمونها الى موظفين المكاتب او الاوقاف بينما عيال الرب سبحانه من الفقراء هم اقرب اليهم ومااصدق دعواتهم لمن يذكرهم ويقصدهم ومااعظم فرحهم وبشاشتهم بوجه من يتفقدهم ومااقرب تضرعاتهم الى الباريء جل وعلا ومن اكرم منه سبحانه لمن سعى وتكرم بما فاض عليه بشيء من عطاياه – اما للمشككين والناعقين وببغاوات الخلق ممن ركنوا ادميتهم وعقولهم واحنوا ظهورهم ليكونوا مطايا من استغل جهلهم ليمرر من خلال حمقهم ماربه ويوسع باستعبادهم مكاسبه فيملي عليهم مايملي من الاساطير والخرافات ويلوث رؤوسهم الخاوية باعتقادات وانحرافات لااساس لها في الملة والدين ويبرا من اقوالها وافعالها الاولين والاخرين من المؤمنين والصالحين وماهي الا سلعة تتداولها بعض منابر السوء والدكاكين –
اينكم من رواية علي بن اليقطين في زمن الامام زين العابدين عليه الصلاة والسلام والذي نوى الحج وتاهب له وامام جوع الايتام وامهم التي صادفهم في طريقه الى بيت الله الحرام منحهم متاعه ومايحمله من مال وعاد لاهله دون ان يكمل مسيرته للحج وعندما انتهى موسم الحج وعاد الحجيج الى ديارهم قال احدهم رايت ابن اليقطين معلقا باحبال الكعبة حاجا فسمع الامام بحكايته ومافعله مع الايتام قال عليه السلام قولته المشهورة – ماحج هذا العام الا انا وناقتي وعلي بن اليقطين- هذه الرواية المثبته السند في اشهر واغلب كتبنا خير دليل ان الله تعالى غني عن العالمين يفضل رحمة العبد ومشاعره الصادقة اتجاه الاخرين خاصة الفقراء منهم على العبادة في محراب والصيام في شهر اب وتلاوة الكتاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس