الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسات في تاريخ العرب الحديث للدكتورأحمد عزت عبد الكريم

عطا درغام

2022 / 9 / 5
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يضم هذا الكتاب ست دراسات في تاريخ العرب الحديث تنوعت موضوعًا وزمنًا ومكانًا.ولكنها مع ذلك ينتظمها إطار واحد هو إطار التاريخ العربي الحديث منذ بدايته علي بداية العهد العثماني حتي وقتنا الحاضر.
فإذا كان الفصل الأول ،وهو الشرق وعلاقته بأوربا يبدأ منذ الصراع العربي- البرتغالي والأسباني في المغرب العربي وفي البحار الشرقية، وفي النصف الثاني من القرن الخامس عشر،وما صحب فلك الصراع من دخول البلاد العربية-في الشرق والغرب- في حوزة الأتراك العثمانيين،فإن الفصل الأخير من هذاالكتاب وهو الفصل الخاص بالمعالم الرئيسة في تاريخ الفلسطينية يتتبع تاريخ هذه القضية- وهي قضية العرب الكبري- حتي اليوم.وبين هذه وذاك. بين بداية التاريخ العربي الحديث،وفي أوائل القرن السادس عشر وامتداده علي مدي القرون الأربعة الأخيرة حتي اليوم.تتناول فصول الكتاب دراسات منوعة من تاريخ العرب الحديث في المشرق وفي المغرب.
أما في المشرق بدأ الكتاب بدراسة عامة لعلاقات بلاد الشرق العربي بأوربا فيما بين القرنين السادس عشر وأواخر القرن الثامن عشر من ناحية العلاقات التجارية والسياسية والثقافية.وقد اختار الكاتب هذا العصر لأنه يصور الحقبة التي طبعها الحكم العثماني للولايات العربية بطابعه الخاص،وميزها بسمات خاصة قوامها سطحية الحكم والإبقاء علي المؤسسات والمقومات المحلية،وتحديد مجري العلاقات الخارجية لهذه الولايات في اتجاه خاص، لا يقوم علي العزلة الكاملة ولا علي الانفتاح التام،ولكنه حريص علي أن تسير العلاقات في نطاق محدود، لا يتبع إلا القليل من التأثيرات والاتصالات المتبادلة
فكان أثرها لهذا محدودًا وارتضي الفريقان هذا النوع من العلاقات حتي تطورت أوربا الغربية وبدات حركتها التوسعية الكبري منذ أواخر القرن الثامن عشر.فلم تستطع هذه العلاقات المحدودة أن تصمد للتجربة الجديدة، فكان الغزو الأوربي للشرق العربي،مبتدئا بحملة بونابرت علي مصروالشام، ودخلت علاقات الشرق العربي بأوربا في طور جديد.
ولعل الدراسة الخاصة بنهضة مصر في القرن التاسع عشر،وهي الدراسة التي تضمنها الفصل الرابع من هذا الكتاب تصور خروج إحدي الولايات العربية- وهي مصر- من نطاق العلاقات المحدودة إلي نطاق أرحب واوسع وأشد تعقيدًا وأضخم تأثيرًانوهو نطاق الاتصال بالغرب الأوربي في التجارة والسياسة والثقافة وغير ذلك من أسباب الحياة .وبيان الآثار التي ترتبت علي ذلك، وخاصة في النواحي السياسية فإن الغرب الأوربي لم يكن مستعدًا لان يقدم لمصر- ولا لغيرها ثمارتجربته دون أن يتقاضي الثمن، وهو لا يقل عن بسط النفوذ والاستعلاء والسيطرة والاستغلال حتي يصل إلي ذروة المأساة بالاحتلال العسكري.
ولم يكم هذا الأمر مقصورًا علي بلاد الشرق العربي،وإنما شاركت فيها بلاد المغرب العربي،وعرض الكاتب من تاريخ هذه النيابات ماثلًا ما يصور علاقاتها بأوربا في حقبة مبكرة من تاريخ التوسع الاستعماري،واختار المسألة الجزائربة موضوعًا للدراسة في الفصل الخامس.وتصور هذه الدراسة تطور العلاقات بين نيابة الجزائر منذ بات تشق لنفسها طريقًا خاصًا نأت به عن السيطرة العثمانية المباشرة، وبين أوربا وهي علاقات كانت تتسم بالحذر بل بالعداء من الجانبين.
وإذا كانت نيابة الجزائر قد استطاعت- في ظل هذه العلاقات أن تحتفظ بكيانها، بل وتخرج من الاصطدامات- المتوالية منتصرة- فإنها منذ السنوات الأولي من القرن التاسع عشر عجزت عن مدافعة القوي الغربية الكبري في مسيرتها نحو الاستعمار.وكانت النتيجة وقوع الجزائر في حوزة الاستعمار الفرنسي في سنة 1830.
وقد خصص الكاتب بلاد الشام في العهد العثماني بفصلين الأول وهو الفصل الثاني من الكتاب عن "التقسيم الإداري لسورية في العهد العثماني" ،وتتبع فيه سياسة العثمانيين في حكم البلاد،والأقسام الإدارية التي أنشأوها.ولما كلن لبلاد الشام من حيث أوضاعها ونظمها المحلية-وضع خاص يقوم علي مشاركة العصبيات الإقطاعية في الحكم والتنظيم والإدارة هو وضع لا تستثنيه الدراسة تمامًا إلا بمقارنته بولاية أخري كمصر مثلًا، فقد تطرقت الدراسة إلي العصبيات الإقطاعية في بلاد الشام وتقسيماتها وعلاقانها بالسلطة الحاكمة.
وأفردت الدراسة لدمشق ومجتمعها في القرن الثامن عشر فصلًا خاصًا هو الفصل الثالث، واعتمدت الدراسة علي وصف أحد أبناء دمشق لهذا المجتمع في عصره ،وهو أحمد البديري الحلاق.
وقد خصص الفصل الأخير لتناول القضية الفلسطينية متتبعًا المعالم الرئيسية في تاريخها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي