الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة - مررت من هنا-: فيلم الاثارة الذي يطرح مواضيع تتعلق بالفوارق الطبقية والعنصرية

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2022 / 9 / 5
الادب والفن


مراجعة " مررت من هنا": فيلم الاثارة الذي يطرح مواضيع تتعلق بالفوارق الطبقية والعنصرية
I CAME BY- 2022


فيلم الأثارة ( مررت من هنا ) إخراج الايراني "باباك أنفاري" الذي شارك في كتابته مع نامسي خان قصة الفيلم عن الشاب توبي (جورج ماكاي) و شريكه جاي ( بيرسيل أسكوت) صديق الطفولة ، وهما فنانان لرسوك الغرافيتي ، بملابس سوداء ووجوه مقنعة يقومان بتسلق المباني في الليل ، يقتحموا بيوت ألاثرياء اويرسموا علامات على جداران داخل منازل النخبة الثرية في إنجلترا. وهذه الرسومات أو الأشارات تمثل شكل من اشكال الاحتجاج على عدم عدالة توزيع الثروات وبمعنى اخر وجه من أوجه الصراع الطبقي لكون الشباب يعانون من البطالة ، وتذكرنا هذه الوسيلة بطريقة وأسلوب الفنان المعروف (بانكسي ). القصة تتطور حين كان يعمل جاي في منزل القاضي السابق السير هيكتور بليك (هيو بونفيل) المعروف بمناصرته لقضايا اللاجئين وكذالك مساندته للاعمال الخيرية والانسانية ، بغفلة يقوم العمل جاي بسرقة كلمة المرور ل(شبكة الواي فاي ) المطبوعة على الراوتر ويرسلها الى صديقه توبي للتخطيط لأقتحام المنزل وليكون الهدف التالي للعمل الغرافيتي، ولكن ظهور الحبيبة طالبة القانون ناز ( فارادا سيثو) مطرودة من اهلها بسبب اكتشاف حملها على باب ( جاي) يغير من فكرته في المشاركة في الاقتحام ، لذا يضطر توبي تنفيذ العملية لوحده . يعيش توبي مع والدته ليزي (كيلي ماكدونالد) ، وتكون علاقتهما متوترة بسبب طبيعة ، توبي المتمردة والغاضبة، الذي يعتقد نفسه بأنه باتمان مرة ، وروبن هود مرة أخرى ويتجسد ذالك في مشهد محطة المترو حين يسرق توبي محفظة الرجل الغني وعند إعادته اليها يحصل على مكافاة يمنحها الى المتشردة الجالسة في المحطة مرفقة بابتسامة زهو وانتصار .
من الواضح أن هذه السمة من صفاته تتعارض مع أهداف حياة جاي أيضا عندما يكشف أنه على وشك يصبح اباً ويحاول أن يعيش حياة أمنة ومستقرة مع صديقته ناز (فارادا سيتو). لذلك يقرر عدم المجازفة والعمل مع توبي ، وبهذا يفترقان للحظات ، أصبح هيكتور هدفا لروبن هود في العصر الحديث ، توبي نيلي (جورج ماكاي) ، الذي يستخدم علبة طلاء رذاذ بدلا من القوس والسهم التقليديين. وتتمثل مهمته في اقتحام منازل الأغنياء والفاسدين، وترك رسائل منقوشة على جدرانهم المطلية بألوان وكتابة ( مررت من هنا ) ، وهو تذكير بأن أبراجهم العاجية ستكون دائما هدفا من قبل الطبقات المسحوقة الفقراء وشريحة الشباب العاطلين . توبي الذي لا يزال يعتمد على والدته ليزي (كيلي ماكدونالد) المنهكة ولكن المخلصة في خدمته ولتنظيف فوضاه في المطبخ بينما يسعى وراء ثأره ، سرعان ما تتضح صورة الشاب المتمرد والغاضب ولا يمكنه الاحتفاظ بوظيفة لفترة أطول من أسبوع ، ولكنه لا يحترم والدته ليزي ، في الواقع ، يعبث توبي بانتظام مع ليزي ، ويسرق جهاز التحكم عن بعد ( الريمون كنترول) ، ويرفض المساعدة في أعمال المنزل. هوهو مستاء من أن أفضل صديق له جاي لانه خذله طفلا لأنه إنسحب وقت نشر رسالتهم وقضيتهم ضد الطبقة البورجوازية من أثرياء انكلترا. هذا هو بطل الرواية .
يذهب توبي في مهمته بمفرده ، والتي تنطوي على اقتحامه منزل القاضي السابق السير هيكتور بليك (هيو بونفيل). المعروف شعبيا باسم "سانت بليك" وهو قاضي سابق في المحكمة العليا معروف بقبوله بانتظام التحقيقات نيابة عن اللاجئين. وبعد الوصول إلى هناك ، يشعر الشاب توبي أن القاضي بليك يخفي بعض الأسرار المظلمة خلف باب أحمر كبير و يكتشف سر خطير عن هذا القاضي والتي اسبغت عليه الصحافة صفة نصير المظلومين والضعفاء و اللاجئين ، عندما يقتحم توبي منزل بليك ويكتشف سرا مدفونا خلف صورة كبيرة يعثر على بابا يودي الى سراب وفي داخله رجل محتجز من فترة طويلة ، ويظهر الجانب المظلم من سيرة حياة هذا القاضي المجرم السفاح والعنصري بشكل مقيت والذي يصبح فيما بعد خطرا على حياته وحياة عائلته .
من خلال خلفية القاضي بليك العائلية تستنتج أنه يعاني من عقدة رهاب المثلية ، بسبب تعلق والده بأحد الشباب المهاجرين من المثليين ( من أصل أيراني ) ويقربه اليه على حساب زوجته التي تتنتحر بسبب سلوك ألاب الشاذ ، وتخلق تلك الحادثة عند القاضي عقدة الحقد والكراهية لكل اجنبي أولاً، ولكل شاب مثلي ثانيا ُ . وتتعاظم معه عند استدراجه الشاب الايراني المهدد بالطرد والابعاد بعد رفض طلب الاقامة الذي يعمل بالمساج ، يدعوه القاضي الى البيت ويفضي له باسراره العائلية وفي الأخر ، يكون مصيره مثل مصير توبي حين يقوم بقتله وتقطيع اشلاءه ورميها في حاوية الزبالة ، واختيار جعل السير هيكتور قاضيا (وإن كان متقاعدا قبل الأوان) ليس من قبيل المصادفة، حيث نرى أنه على الرغم من مبادراته تجاه المجتمعات المهمشة، لكن حقيقة الامر ، هو موشوم بالادانة والعار بسبب إضطهاده الضعفاء من طالبي اللجوء والأمهات العازبات والناشطات ذوات الميول اليسارية .
ينتقل الفيلم الى إلى والدة توبي (كيلي ماكدونالد) التي تزداد قلقا من أن إبنها البالغ من العمر 23 عاما بعد غيابه وإختفائه المفاجئ . يقودها سعيها للبحث عن ولدها الدخول إلى حياة صديقهجاي . كان للمخرج أنفاري والكاتب المشارك نامسي خان منعطف واحد آخر على الأقل في الغوص في حياة الام ليزي ، لأخذه بينما يجمع فيلمهما قصة أسرار بليك المظلمة ومصير توبي .الفيلم يحاول إظهار تأثير الإنترنت على الشباب العاطلين عن العمل وتشكيل وعيهم السياسي والطبقي ، في الجانب الآخر ، يكشف الفيلم تقدم البشرية وتطور التكنولوجيا اللذان يعملان في نهاية المطاف على توسيع الفجوة بين البشر مما يسمح أساسا للأغنياء بأن يصبحوا أكثر ثراء والفقراء أكثر فقرا.
فيلم الإثارة الجديد ( مررت من هنا) تناول الكثير من المسائل الحساسة والمهمة ، المواضيع التي تم طرحها في الفيلم موضوعات مهمة وانسانية ولكن طريقة سرد القصة كانت بشكل محبط اضاع الهدف الاساسي والفكرة الاساسية للفيلم . رغم أن المخرج كان لدية الكثير من الإمكانات في تطوير سرد الحكاية وثقل الشخصيات ، لكنه يضيع في مفاهيمه وأفكاره وشخصياته. ربما كان من الممكن أن يكون تأثير الفيلم أفضل لو تم تقديمه بشكل مسلسل قصير، مما يسمح لبعض الاحداث الفرعية والشخصيات بالمكان والزمان والتفاني في تطوير الشخصيات ورفع وزنها. في شكله الحالي ، تبدو الحبكة الفرعية حول الأم توبي (كيلي ماكدونالد) وطبيعة عملها ضرورية بعض الشيء ، وتصبح قفزة من بداية الفيلم و أيقاعة ، ويمكن أن تظهر كمحاولة لإضافة قصة خلفية بالقوة التي تعطي لسرد الحكاية بعداً أخر. حتى نقطة منتصف الطريق ، يعمل الفيلم بشكل جيد ولكنه يبدأ الايقاع ببطء حتى مراقبة الام توبي (كيلي ماكدونالد)) تبدو مصحكة وأقرب الى المهزلة بطريقة صنه المشاهد ودخولها الى قصر القاضي بليك .خط النهاية بعد ذلك ، مضيفا بعض التقلبات الجديدة إلى هذا النوع والقرارات الأنيقة للحفاظ على القصة جديدة ، لكنها ليست ثورية في النهاية ، وفي معرض حديثه عن الرسائل المحتملة التي ينقلها المخرج باباك أنفاري الحائز على جائزة بافتا، تحدث بطل الفيلم بونفيل قائلاً: "أعتقد أن أي رسائل إذا جاز التعبير، حول مجتمعنا و من يملكون ومن لا يملكون، هي للجمهور لتفسيرها" .
في الختام ، " مررت من هنا " هو دليل على أن المخرج الايراني باباك أنفاري لم يكتشف بعد موطئ قدمه كراوي قصص في الفضاء المتعلق بالرعب والغموض والإثارة. من الواضح أن لديه أفكارا جيدة. إنه يريد التحدث عن واقع الرجال البيض ذوي الخلفيات الاستعمارية الذين ما زالوا بنفس العقلية الى الاستعمارية والنظرة العنصرية أتجاه الذين لا يشبهونهم . يريد المخرج أن يتحدث عن رهاب المثلية و يريد التحدث عن ارتفاع معدلات البطالة في المملكة المتحدة ، إلى جانب الزيادة في عدد المؤثرين على على اليوتيوب التي تضر أكثر مما تنفع. ويريد أن يتناول معاناة اللاجئين وكيف يعانوا المهاجرين دائما من خطايا نظرائهم البيض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: تكريمي من الرئيس السيسي عن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: نفسي ألعب دور فتاة




.. كل يوم - دوري في جمال الحريم تعب أعصابي .. والمخرجة قعدتلي ع


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بنتي اتعرض عليها ب




.. كل يوم-دينا فؤاد لخالد أبو بكر: أنا ست مصرية عندي بنت-ومش تح