الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحطات الفضائية ما لها وما عليها

سيامند إبراهيم

2006 / 9 / 29
الصحافة والاعلام


نمسك الريموت ونقلب في المحطات الفضائية الكردية, لنطرد الملل والسأم من أنفسنا قليلاً, فلا تجد ما تصبو إليه نفسك في البحث عن مادة ثقافية أو برنامج علمي أو أغاني تتجسد فيها الرقي والجودة من حيث الكلمات واللحن والفنان الذي يمتعنا بصوته الشجي, بعيداً عن أولئك المطربين المؤدلجين والذي ما إن يمسك أحدهم بالمايكروفون حتى تقرف من النظر إلى كل شيء في شخصيته على المسرح, أو المكان الذي يغني فيه, وبعد دقائق حتى تبرز عروق دمه وتنتفخ أساريره, وهو يفشل في شدنا إلى شاشته التي لا تتوقف ليل نهار في إفساح المجال له في البروز ولا يستطيع الولوج إلى قلوبنا في وسماع شيء اسمه الفن, أجل الفن الذي يمتعنا بأغان تدغدغ قلوبنا, وتدواي أنفسنا المحتاجة إلى نغمات تبعث فينا الراحة.
والترفيه التي هي الوظيفة الجوهرية بحسب (تشارلس رايت) هذا الصندوق السحري الذي أمس جزء من حياتنا هذه العلبة الصغيرة التي ارتقت تكنولوجياتها إلى مراحل وتقنيات تفوق تصور الخيال في التنقل بثوان يعر ما يجري على وجه المعمورة,
يحق للمشاهد الذي يجلس أمام الشاشة التلفزيونات الكردية أن يبحث عن الجيد والمفيد في مشاهدة المحللين الأكفاء في الندوات السياسية, أولئك المحللين الذي يملكون ثقافة واسعة وعندهم حس عال من التحليل العلمي والمنطقي من تحليل الأمور برؤية عالية من المسؤولية وبعيداً عن العاطفة الكردية هذا من جهة البرامج السياسية الفقيرة لكن أن نمعن النظر في الجانب الني من عمل هذه المحطات فنرى التقليد الأعمى للأقنية العربية اللبنانية أو الخليجية من حيث مياعة حديث المذيعة في الرد على طلبات الجمهور من الوطن والمهجر, وثمة بعض من هذه المحطات تضع الفيتو على بعض الفنانين العمالقة مثل (شفان برور) بل نتسمر لساعات وساعات ونحن ننتظر هذه القنوات في إمتاعنا بإحدى أغاني شفان لكن لا حياة ولا صوت لمن تنادي, أنت في وادي وهم في وادي آخر, هم يحبسونك داخل منزلك ويفرضون عليك أشباه الفنانين الذي يملأ ون زعيقهم أرجاء منزلك,
البرامج الفنية نجدها تقلد البرامج الخليجية في استقطاب الجمهور, مذيعة تتغنج وتتدلل, وتدور في الأستوديو وتتلقى مكالمات مختفلة, تكثر الطلبات, وتمل وأنت تنتظر أغنية كردية محببة إلى قلبك, عشرات الكليبات الكردية صورت ببراعة فنية فائقة وذوق رفيع لكن القليل منها تقدم لك أغنية جميلة رائعة تهز وجدانك بكلماتها وتدخل مسامات قلبك بلحنها الرائع, ثمة محطة تبث أغان كردية من الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل, محطة تبعث الملل والسأم في قلبك, نفس الأغاني تتكرر
إن انعدام الأغنيات الجديدة وقلة المطربين الموهوبين وعدم تشجيع الفنانين الأكراد من قبل وزارة الثقافة في كردستان وحصر الدعم الفني لمطربين مؤدلجين في أوروبا هي السبب الذي لا تتقدم فيه الأغنية الكردية,
إنه واقع سيء يعيشه الاعلام الكردي في ظل سيطرة التوجهات الأيدلوجية على مسار هذه القنوات, ولابد من إعادة النظر في هذه البرامج, وتغيير بوصلتها نحو مزيد من الشفافية لكي ترتقي بالفن الذي تقدمه وتخدم المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة