الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثيرات العولمة على التدفق الإعلامي الدولي

حمدي سيد محمد محمود

2022 / 9 / 6
الصحافة والاعلام


في ورقة علمية متميزة للدكتور مجذوب بخيت؛ تناول فيها تأثيرات العولمة على التدفق الإعلامي الدولي، و مما ذكره في هذا الموضوع:
إن ظاهرة التدفق الإعلامي الحر Free Flow of Information بدأت تأخذ مكانهما دولية خلال الحرب العالمية الثانية، وهو الوقت الذي برزت فيه الولايات المتحدة الأمريكية كقوة مؤثرة في العالم ، وقد انعكست تلك القوة على ما تم إبرامه من معاهدات بين الدول أثناء وبعد الحرب ، مما أدى إلى صبغ تلك المعاهدات بالصبغة الغربية , ومن مركز القوة هذا استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تفرض نظامها الحر لتدفق المعلومات، ليصبح أساسا لتدفق المعلومات على المستوى الدولي ، وفي عام 1946م أصدرت الأمم المتحدة الإعلان الخاص بحرية تدفق المعلومات. "Declaration on Freedom of Information" تدفق المعلومات أحادي الاتجاه:

في ظل طموح الدول الغربية عامة ، والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص ، ورغبتها في بث ثقافتها و أيديولوجيتها ومراميها الاقتصادية، وفي ظل امتلاكها للآلة الإعلامية الحديثة، وتقنياتها المساعدة المتمثلة في الأقمار الاصطناعية وغيرها، ومن ثم ظهور القنوات الفضائية التلفزيونية، فإن كل هذه المعطيات جعلت المعلومات تسير في اتجاه واحد، من الشمال إلى الجنوب ، ومن الغرب إلى الشرق ، أي من الدول الغنية باتجاه الدول النامية، ومن ثم فإن إعلان حرية تدفق المعلومات قد صار أحادي الاتجاه.

وقد أكدت اليونسكو UNESCO أن المعلومات تتدفق في اتجاه واحد، وذلك في تقريرها الذي جاء فيه " إننا نعتقد أن ما يعرف باسم التدفق الحر للإعلام هو في حقيقة الأمر تدفق في اتجاه واحد، وليس تبادلا حقيقيا للمعلومات".
وتتعرض الدول العربية كغيرها من دول العالم الثالث إلى ذلك التدفق أحادي الاتجاه ، خاصة وأن للدول الغنية طموحات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والجزيرة العربية تملي عليها الآن يسير هذا التدفق صوب المنطقة على وجه الخصوص.

الاختلال في تدفق المعلومات :
إنه رغم هذا التدفق الهائل للمعلومات ، هناك عدم توازن في انسيابها ، ليس بين الدول الغنية من جهة والدول النامية من جهة أخرى فحسب ، إنما أيضا بين الدول ذات الأفكار والأيديولوجيات ، مثل ما حدث بين الدول الرأسمالية والاشتراكية، وهناك اختلال بين الدول النامية نفسها، حسب التفاوت بينها في القوة والمصالح و السياسات.
كذلك هناك اختلال کمي بين الدول النامية في المواد الإعلامية ، كالاختلال بين الأنباء السياسية من جهة، والأنباء الاجتماعية والثقافية والاقتصادية من جهة أخرى ، حيث يظهر طغيان الأنباء السياسية على غيرها.
كما أن هناك اختلال نوعي بين ما يطلق عليه الأنباء السارة والأنباء السيئة، إذ تغطي أنباء الدول الغنية الإنجازات والابتكارات ومظاهر التطور والتقدم، بينما تظهر أنباء الدول النامية من بوابة الأزمات، أو ما يسمى بأخبار الأزمات Crisis News ، كالحروب والانقلابات والمجاعات والفيضانات والزلازل ... الخ .
أما عن تدفق المعلومات على نطاق الدول العربية ، فهناك إمكانية لتدفق المعلومات بينها بشكل متوازن، فمن المفترض أن يشكل انتشار القنوات الفضائية فيها أرضا خصبة تحول دون أن يكون ذلك التدفق محليا ، لأن القرب الجغرافي بين هذه الدول ، والصلات الثقافية والدينية بينها ، واللغة، وحجم السكان ، كلها عوامل تؤهل لعدم الاختلال في تدفق المعلومات.
لكن عدم الاستقرار السياسي ، والتبعية الإعلامية ، والسياسية ، والثقافية ، والاقتصادية للغرب . في معظم الدول العربية . تجعل ذلك التوازن أمرا صعب المنال.

وختاما فإن التأثير الهائل للتدفق الإعلامي في تكوين صور للأحداث، متجاوزة الزمان والمكان، والذي يستفيد في المقام الأول من الفارق التكنولوجي الكبير، وبخاصة بين العالمين: العربي والغربي، وفي ظل تفوق الإعلام الغربي ووكالات أنبائه وقدرته الفائقة في عملية رصد الأحداث، وتقديم الأخبار، حتى أصبحت المصدر الرئيس الذي تسقى منه الحقائق، مع ما يحمله هذا الأمر من مخاطر عظيمة على الدول النامية بصفة عامة والمنطقة العربية على وجه الخصوص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا