الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغريدات على لسان الريح .. الشاعر واثق الجلبي وأرجوحة البيان في شظايا لسان

واثق الجلبي

2022 / 9 / 7
الادب والفن


تغريدات على لسان الريح .. الشاعر واثق الجلبي وأرجوحة البيان في شظايا لسان
قراءة / قاسم المعمار
واثق الجلبي كاتب وشاعر يستحق المتابعة والاعجاب بما يكتنزه من باع وافر وخصب في مخزونه الادبي صاحب النفس المرهفة وجمالية الكلمة وسموا المعنى وعمق الفلسفة الذاتية للتركيبة في السرد والايماء والانحناء له خصال متميزة في كتاباته ومقطوعاته الشعرية جمع الشتات وقرب الصورة عبر مطالعاتنا لما عادت به اصداراته التسعة في ارتشافات وشواطيء اللؤلؤ وتسبيحة عارية والفرزدق وقشرة الملح وكل انواع الحلي لا تفيد الموتى ويوسف لا يعرف الحب وشفاه الشطرنج وفقيه الطين.
- ففي الامس القريب اهداني صديق العمر الاديب والشاعر الملحمي الاثاري علي صباح ابراهيم مسك الختام الاصدار العاشر في شظايا لسان للجلبي سمان وسجق بمثابة صلة وصل ذاتية تضاف الى رصيدي المعرفي لهذه الشخصية الادبية عبر ديوانه الشعري الرائع هذا الذي يعده علامة على تثوير الشعر العمودي وبث الروح فيه من جديد فقبور القصائد يجب ان تجدد ويعاد ترميمها خدمة لاصالتها الانسانية. وهو القائل فيه الاستاذ الشاعر محمود الهاشمي..
دعاني واثق الجلبي بصوت رائق عذب
الى سفر من الاسفار لم نقرأه في الكتب
حروف زينت ألقاً من المرجان والذهب
- وحيما نطوف في ثنايا عشرات القطع والمنثورات الشعرية في هذا الديوان الذي بدأها بقصيدة (فؤاد) الرائعة السبك والغور .. منها ..
يصحوا الفؤاد
على يديكِ
تهزه ذكرى الرقاد
هو من شفيف الروح
بعض من أَلمِ
او سرب احلام الفتى
كالطيف مرَّ
ولم يكن ذكرى قلمِ
هل من جحيم ترتضيها الروح
هل من سعير ارتميها
كي تفرحي
كي تشعري
اني مُحيت
فشفاهك طعمي
وهل مات السكوت
فالله في روحي
انبعاث لا يموت
- هكذا تتصاعد وتائر العشق الروحي الادبي في تجلياته الشعرية المتوهجة القاً ما بين القريض والنثر في شطرها وعجزها وجزالة الحرف والكلمة وصدى معناها وسهولة تلقيها .. نعم انها قدرية هذا الكائن البشري اجده ضائعاً مسيراً حالماً بعيد في رؤوياه بعيد المنال قد قست دونياه في عتمتها وهو وجل الخوف وحسن الذريعة ومعاناة الزمن راح في حمى شظايا اللسان المتعثر .. انتابه الريح من كل جانب.. الربيع له صورة قاتمة كأصفرار الخريف ونوباته الهزازة للقلوب احاطته آسرة الموت وهالة القبور بمنجاتها..
اقولها بكل احاسيس القراءة ان لكل مقطوعة وقفتها كونها تحمل اكثر من حدث ورؤيا وملمح من بصائر الزمن وهالاته فلقد لمست الابداع والجمال الادبي متصدحاً بكافة اغراضه الشعرية من غزل واحوانيات وشجاعة وكرم ورثاء وبكائيات في منهجية هذا الفن الشعري بشقيه الحر وقافيته في الوزن.. اطلالاته تكتبها فلسفة البلاغة والتمحور والانتقالية في السرد والمغزى دالة على عمق ثقافته وتبصره الحالمة..
- كان هذا الشاعر دائم الاعجاب والتأثر بفحول شعراء العرب امرؤ القيس والفرزدق وبشار وابو نؤاس والمتنبي وابن هاني والشريف الرضي واخر العنقود الجواهري ففي ارتشافاته لعبق الكلام وحزن القلب وذاكرة العقل تأخذنا في بروزات بين الخلود والموت عبر هامشيات تعتريها فوضى الحياة تائهاً..
ينشد البصيرة والعدل والحرية..
اين هي يا ترى.. هو الثائر الجريح على مكائد الدهر الصارخ بوجه الظلام كأنه حامل سيفه في طريق ثورة الجياع .. وهو المنشد..
سئمت الحروف التي تقتل اغني فتبكي ولا أثمل
دعتني وكفي بها مقلة وصوت به الريح لا ترحل
ووجه كئيب وصمت كبا وطفل وجرح به مُثقل
اجرجر ثقلي بلا رفقة كأني وقوم بهم أثكل
حتى قوله ..
تساور قلبي شظايا لسان كأطياف ريح بها يغزل
فاقلع نفسي بأني الفتى وارضى بأني الذي يحمل
فإن ضيعوني بقيت يدا تطوق عمرا ... متى يسدل
في هذه الصدفة مع الاديب الاستاذ واثق الجلبي عبر هذا الاهداء القيم. الذي ومن خلال ما وجدت ما تحمله عقليته الثقافية الفذة من تحريك ادواته بدءاً من الحروف والمفردات والجمل في مسارات التوليفات البلاغية في التسبيه والتروية والبيان والاعجاز والسجع والكتابة والتضخيم والاستهلال فهو الملتقط والوافي والكاشف والمبدع انشد لكل شيء ماضياً غريداً استحسنته النفوس وطابت سريرتها لادراكه اللغوي ووضوح مقاصده. جاءت وقفات العديد من اصدقائه ثناءاً ودعة وعطاءاً مثمراً وتبجيلاً لانعطافاته الفكرية.
وعن قصيدته اقتلي قلقي يقول..
تعالي واقتلي قلقي عليك بحرمة الورق
تعالي واحفظي رجلاً رماه الوجد في الطرق
وغطى قلبه المملوء بنار الشوق والغرق
تعالي نسكب المديات في مضمونها الارق
ثم ينشد اخرى في قصيدته الا تذكريني..
الا تذكريني وانت النجوم
وانت كواكب هذي السماء
وانت
وانت
ربيع التمني وبوح الثمار
على مقلتيك يكون الندى
كطفل يتيم
يحاورك من شقيق المدى
وصوت ضلوعه ناي قديم
وقد اثارت اعجابي اطلالة على شظايا واثق الجلبي كتبها الدكتور هادي حسن حمودي في مفاتحة ديوان...
اذا عصفت بك رياح الهموم واستعرت اجنحة من الغيوم او النجوم. صنعت شظايا اللسان المجروح الكلمات والساعي وراء اللاهثين في عالم الصياغات الانيقة.
من الف جيل يقتفي
مرآك صانعة الندى
تلك المحاجر كالصقيع المر ينحتها الصدى
وعلى يديك حمامة
ماتت كأصداء الردى
وانا الغريق المرتجى
لا طوق فيه ولا بدا
- هنا لي تعقيباً على مفهوم (شظايا) مفردتها شظية الاتية فعلاً من التشظي اي التبعثر اثر التهشم والانكسار والتحطم المؤذي المدمر مادياً ومعنوياً اذن مفهومها هنا نوعان الاذى الاول جارحاً نازفاً دماً علاجه وشفاءه قد لا يأخذ زمناً طويل البقاء في حين الثاني (المعنوي) الخارج عن لسان البشر فيعتمد مدى فاعليته وتأثيراته النفسية في المتلقي عمقاً وتجريح بهدف اذلال وتضعيف الخصم اي التأثير القلبي والروح معاً في شخصية المقابل.
- ان شاعرنا الاديب الجلبي كان شجاعاً ورائعاً ومتوازناً بارقاً في قدرية الحق والانصاف عبر سردياته الشعرية التي مصدرها الروح النقية فرغم قصر بعضها الا انها حملت ثقلاً فلسفياً وادبياً مؤثراً وصوراً رائعة للتصدي والشموخ في هذه الحياة بالحق والارادة الحرة والتمثل بالقول المأثور (قل الحق ولا تخف) فانت اهلاً للابداع والمبدعين في وطننا الحبيب وايام حافلة بالمزيد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟