الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل حكاية فلم: لوعة الحُبّ

داود السلمان

2022 / 9 / 7
الادب والفن


اللقطة الأولى من الفلم تظهر حفلة زواج البطل من البطلة؛ أحمد مظهر يمثل دور الزوج، وشادية كانت بدور الزوجة.
طريقة الزواج، على ما يبدو، كلاسيكية، على الطريقة القديمة، فالكاتب لم يوضّح لنا كيف تعارف الزوج على الزوجة؟، وكيف تمت الخطوبة؟، بل يظهر إنّ الأمر محسوم منه، فجأة وعلى حين غرة.
الزوج يقابل زوجته، في أول يوم الدخول، ببرود تام، وعدم المبالات بأمر عروسته، وحتى بوضعها النفسي، وكأنها خادم جلبها لتخدمه وتقدّم له احتياجاته الخاصة، منذ الوهلة الأولى، إذ تلاقي اهمالًا بلا مبرر من زوجها، وفتور تشوبه حالة من الجفاء، وحتى في العلاقة الحميمية، فيما بعد، كان معها عنيفًا، ولا يشعر بها كإنسانة، لها مشاعر واحاسيس، وتروم منه كما يروم هو منها، كعلاقة زوجية تتبعها حقوق.
وتمر الأيام بلياليها، برتابة مقيتة، والحال على ما هي عليه، من البرود والفتور، فالزوج يسهر في كل ليلة مع أصدقائه، ويأتي بعد منتصف الليل، وفي جعبته الاهمال ذاته، وعم الالتفات إلى وجودها ككيان، ثم يقضي حاجته الجنسية كأي حيوان آخر، غير مبالٍ بسد حاجة الزوجة من العلاقة الحميمية على ما يرام.
فتضيق الزوجة منه ذرعًا، حتى فرغ قلبها من العاطفة ازائه تمامًا، وفي داخلها تشعر بحنان فائض إلى القلب الذي يعطف عليها ويبادلها الشعور ذاته، ويحسسها بأنوثتها الصارخة.
ونتيجة لهذا الفراغ، أخذت تتردد على عائلة صديقه، ويمثلَ دور الصديق هذا، عمر الشريف، وكانت عائلته مكونّة من ثلاثة أفراد: الأم والصديق، وفتاة ما تزال تلميذة. فيعجب بها، ويتعلق، منذ اللحظة الأولى، فتبادله هي الاعجاب ذاته، ثم يتحوّل هذا الأعجاب، على مدار الأيام، إلى حُبّ.
وصدفة تتعرّض العشيقة إلى جرح في قدمها الأيمن، فيسعفها عشيقها (عمر الشريف)، ويذهب بها إلى المشفى لأخذ الضماد والعلاج اللازم، وهكذا تتطور العلاقة، وتكبر شرارة الحُب بين القلبين، حيث يصل إلى الهيام، فأخذت تتردد عليه، وكانا يخرجان للنزهة وتبادل الاحاديث الغرامية، والكلام المعسول المنمّق، حتى تتطور العلاقة أكثر، فأكثر بحيث أخذ هذا العاشق الولهان، يزورها إلى منزلها، بعد غياب الزوج، وتبدأ شكوى الحنين، وآلام الهيام، واللهيب المتدفق، كالنار التي تسري في الهشيم.
ومن اللافت للنظر، أنهما لم يحصل بينهما ما يشوب علاقتهما أي شائبة، إذ لم يحدث بينهما كما يحدث بين العاشقين عادة (من لمس وقُبل وحضّن وتبادل مشاعر جياشة) مثل هذا لم يحصل أبدًا.
يريد الكاتب أن يعطينا درسًا في الأخلاق، وفي العلاقات الغرامية البريئة الصادقة، والحُب العذري النقيّ، فضلاً عن علاقة الصديق بصديقه، خصوصًا الصديق الحقيقي، الوفيّ لصديقه، واحترامه الخالص له، لم يمسس زوجته، وهي عشيقته التي حتفها القدر في طريقه فتعلق بها، فضلّ محافظًا عليها، رغم إنّ النار تشتعل بيدر اشواقه، وهو عاجز عن اطفائها.
هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر، أراد الكاتب أن يول: إنّ الحُب لا تحده حدود، ولا تقف في طريقه الرياح العاتية، مهما كانت قسوة وجبروت تلك الرياح؛ فالقلوب إذا أحبّت وتصافت لا تخشى جميع المحظورات، لأنّ لهيب الوجد أقوى منهما، وأكثر طغيانا.
وقبل نهاية الفلم، يشعر البطل بذنبه، ويعترف بحطئه، فيلوم نفسه ويعود إلى زوجته، ويدرك إنّه بحاجة إليها بقدر مما هي بحاجة إليه، خصوصًا بعد أن أخبرته بأنها حامل، فأنتفض فيه عرق الأبوة.
والنقطة الأخيرة المهمّة، أنّ الزوج لم يشك بصديقه طرفة عين، ولا بتلك العلاقة التي جرت بينه وبين زوجته، بل ولم يتهمها بشيء يخص اخلاصها له، أو ما يهدم سياج علاقتهما الزوجية، بمعول الجفاء.
وينتهي الفلم برجوع المياه إلى مجاريها، فيعيشا الزوج والزوجة، بسعادة غامرة.
الفلم من طولة أحمد مظهر، عمر الشريف، و شادية. قصة الكاتب جليل البنداري، واخراج صلاح أبو سيف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي