الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات وحلم يطير.... 2

ليلى الصفدي

2006 / 9 / 28
الادب والفن


إلى المطار...

سيارة الأجرة متجهة الى المطار والزمان يوم صيفي قائظ من أيام دمشق.. كلنا تجمعنا رغبة البكاء إلا السائق، فهو غريب اعتاد أن ينقل أشخاص متلعثمين بالفرح.. بالحزن.. بالعشق والكآبة، هو سيحافظ قدر الإمكان على حياديته من مزاج العالم المفرط في الانفعال، سيحاول أن يفرض مزاجه هو، وغالباً ما ينجح...

أذكره الآن كيف أخذنا عبر طريق أطول "على حسابه" ليقرأ لنا بعض أشعاره.. وليسمعنا بعضاً من أغان يحبها لفريد الأطرش..

لاغاني فريد الأطرش وأمي ذكريات... "أحبابنا يا عيني ما هم معانا" أغنية طالما رددتها أمي لأننا كنا دائما في حالة غياب.

هذه المرة نحن متجهون لنودع أخي مع زوجته وابنه البالغ من العمر سنتين ونصف، هو الآن يبلغ من العمر 14 عاما، أنا بالكاد أتذكر أخر مشهد له في سيارة الأجرة وهو يضمني ويقول لي شعرك حلو، أعرف أن هذا الكلام شخصي جدا وربما لا يعني أحدا، ولكن لا اعرف لماذا هذا المشهد بالذات يذكرني بالموت، إذا أمكن والتقيته ثانية وهذا ممكن جدا... لكني لن أراه ثانية وهو يتهجى نفس الكلمات بلغة عربية مكسرة، باختصار من كان عمره سنتان ونصف "مات"!، هذا شخص أخر.

غريبة... وغريبة:

"اختر الشكل الغريب من بين مجموعة الصور" لمن لا يعرفها: ثلاثة أنواع من الخضروات وتفاحة، ثلاثة من الحيوانات وخزانة، ثلاثة من المكعبات وملعقة، لعبة فيها منطق... أما أن تكونوا أربعة من البشر ويقول احدهم غريبة! فهذه غريبة.

لعبة أصبح لها وقعها الخاص عليّ.

لا اعرف كم يلزمهم من الوقت لتصبح بريئا من غرابتك؟؟ وكم يلزمني منهم لاكتسب صفة الأصالة؟؟

"منذ عام ونصف كان المكان ما يزال غريبا عني، والوجوه تتجاوزها الذاكرة سريعا، فهي لم تكن يوما من تاريخي، قبل عام ونصف كان يقتلني الحياد، كان يقتلني التردد بين بقاء أصيل وبين حلم عودة.

أن تنتمي لمكان لا يكفي أن تبني به بيتا جميلا وتزرع حديقة، أن تنتمي لمكان يجب أن تسمع آهاته، أن تقاسمه حزنه قبل فرحه، أن تشاكسه وتقاتله وتصالحه، عندها ستصبح جزءا من حاضره ومستقبله، وربما سيكون لك حصة من ماضيه حتى." كانت هذه مقتطفات من كلمة ألقيتها في حفلة قبل سنة تقريبا.

هذه سنتي التاسعة وأنا أحاول أن أكون ضمن مجموعة الأشكال المتجانسة وافشل/ أو ربما هم يفشلون...

حب:

ربما كنت محكومة بأمل مرضي عندما قررت أهم قرار بحياتي وهو أن أتخطى معبرا لمرة واحدة وباتجاه واحد، فعلا غريب.. من يقرر هكذا قرار!؟.

إذا غصت عميقاً ربما يكون هذا انتقاما من المعتم في طفولتي وشبابي، أو ربما ذلك الهوس المجنون والحنين لإيجاد وطن آخر، في العمق ربما يسكن الكثير، في الظاهر أنا كنت في حالة حب/ جنون، وكان سببا كافيا لأعبر العالم.

نحن موهوبون في استرجاع الألم، لكن هنا سأحاول أن أؤرخ لفرحي ولو ببضع كلمات:

أن تتبادل الحب مع شخص لسنتين وأنت لا تعلم قد تبدو اكبر الطرائف وأجملها،

أن نذهب نفس الرحلات ونحب نفس الأغاني.. ولنا نفس الأصدقاء، نضحك ونبكي معا ولكل منا حبيب وهمي.

كلما أصل لنقطة فرح اصمت، أنا في حالة حب.

يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع