الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرق إسعاد الشعب السوري

ضيا اسكندر

2022 / 9 / 8
كتابات ساخرة


- يصرّح مسؤولٌ بأن الحكومة ستعدّل (سترفع) أسعار الخبز، لأن الدعم لا يصل إلى مستحقّيه!
تشتعل وسائل التواصل الاجتماعي عدة أيام، منتقدةً هذه النيّة الجرمية اللئيمة. وتكفهرّ الوجوه..
يخرج إلينا مسؤول آخر، ويكذّب ما قاله المسؤول الأول. فيتنفّس الشعب الصعداء.
***
- يلمّح مسؤولٌ بأن الحكومة سترفع أسعار المازوت والبنزين والغاز (المتعلّقة بجملة لا تنتهي من السلع والخدمات) لأن الدولة تخسر كثيراً جرّاء بيعها دون التكلفة.
تقوم الدنيا ولا تقعد تنديداً بهذا القرار الجائر!.
وبعد عدّة أيام يخرج إلينا مسؤولٌ آخر وينفي الخبر.. فيبتهج الشعب.
***
- يصدر بلاغٌ عن الحكومة بأن كل من لا يحمل (البطاقة الذكية) سوف لن يقبض راتبه الشهري.
وبعد مضيّ فترة يكون الشعب قد انشغل بهذه القصة وأشبعها نقداً وتحليلاً وتفنيداً وتهكّماً. فيصدر قرار بإلغاء البلاغ السابق.. فيرقص الشعب فرحاً.
***
- تروّج الحكومة عبر تسريباتها بأنها سترفع رسوم الحصول على جواز سفر فوري إلى مليون ليرة. يثور الشعب وتمتلئ صفحات التواصل الافتراضي بالشجب والاستنكار. ويهتف الراغبون بالهجرة والطفش ولو إلى جزر الواق الواق: «لاااا.. لحدّ هون وبس!»
بعد أيام، يصدر قرار بأن الرسوم لن تتعدّى الـ 500 ألف ليرة. فيغتبط الشعب.
***
- يُشاع في الأوساط بأن جمركة الهواتف النقالة سوف ترتفع 100%. فيغضب الشعب ويهدد بمقاطعة شركتي م ت ن وسيريتل.. فيصدر القرار بعد عدة أيام بأن الجمركة لن تتجاوز الـ 50% من السعر الاسترشادي لقيمة الهاتف.
يتفاءل الشعب ويقول في سرّه: «لك منيح، الرمد أفضل من العمى.»
***
- تدوّي شائعة في سماء الوطن بأن أقساط التعليم الموازي سترتفع 200%. يستنفر الطلاب الحائزون على الشهادة الثانوية، ويهدد ذووهم بأنهم لن يخضعوا لابتزاز الجامعات ولن يسجّلوا أولادهم فيها..
بعد أيام تصدر القرارات بأن رفع رسوم التعليم الموازي ليس كما أشاع المغرضون الحاقدون. بل ستصل نسبتها فقط إلى 50%.
فيفرح الطلاب وأهلوهم بهذه المكرمة العظيمة.
وهكذا..
***
الغاية من كل ذلك باختصار: إشغال الشعب وإلهاؤه عن كل ما يجعله متوازناً باحثاً عن أسباب فقره وتعتيره. لتترسّخ لديه فكرة أنه مجرد إنسان بدائيّ غرائزيّ لاهث، يقتصر همّه الوحيد على تأمين لقمة العيش واتّقاء البرد والحرّ والظلمة.. وبأقلّ قدر من الكرامة الإنسانية. ليسهل تطويعه واقتياده وبقاؤه محكوماً جاهلاً ذليلاً إلى أطول فترة زمنية ممكنة.
وآه يا بلد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس