الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي...و الزّعيم(8)

كريمة مكي

2022 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أعود للمرأة التي حكمت قرطاج مع زوجها بعد حُكم بورقيبة لأقول بأنّي و لئن لم أجد أين أنشر ما كتبتُه يوم أن هتكوا عرض السيدة الأولى بعد أن غادرت الكرسي، فإني وجدت عزائي في زوجها الرئيس الرّاحل زين العابدين بن علي الذي يبقى أفضل من دافع عنها حتى و هو ممنوعا، بأمر الأمريكان، من الكلام !
تحمّل بن علي كلاما كثيرا في زوجته القوية الجميلة التي أحبّها و تحدّى الجميع في سبيلها...و لا شك أنّه قرأ كتاب حاكمة قرطاج الذي كتبته، قبل الثورة، أيادي فرنسية غير صادقة و غيرُ أمينة...و لكنّه بدّد أحلامهم جميعا و تمسّك بامرأته حتّى نزل قبره..
كان قادرا، و هو العسكري القوي، أن يُعوّضها بألف امرأة غيرها،،،و كان قادرا أن يسجنها أو يقتلها أو يتخلّص منها بأكثر من طريقة، و لو لفترة الثورة كما نصحوه، و لكنّه ظلّ مُتمسّكا بها و عاند الكلّ في سبيلها.
كان ”بن على” زوجا تونسيا أصيلا على عكس المفكّر الألمعي و محرّر المرأة الذي كان أيضا عاشقا لزوجته وسيلة بن عمّار تلك المرأة الناضجة الحكيمة التي تحمّلت من سلوك بورقيبة و تصرّفاته ما لا يتحمّله الحجر و اقرؤوا الحوار الذي أدلت به وسيلة بن عمار لصحفيّة فرنسية و صدر في كتاب -نسيت عنوانه الآن- و فيه حديث طويل عن معاناتها مع بورقيبة رغم أنّه كان- كما هو معلوم- يخافها و يخشاها و يحسب لها ألف حساب، و لكنه كان يخشى ضياع الحكم أكثر و لذلك استمع لمن قال له طلّقها ففعل...و كيف فعل؟؟؟؟
كان أوّل من خالف مجلّة الأحوال الشّخصية التي يعتبرها انجازه التاريخي الفريد و طلّقها غيابيا و دون علمها، فقد سمعت بتطليقها في الإعلام!!
طلّقها و كأنّه يقيل أحد وزراءه أو مستشاريه...
طلقها كما يفعل عندما يغضب على أحدهم فيجعله يسمع خبر إقالته من وكالة تونس افريقيا للأنباء ليُهينه أمام أهله و على الملأ و ليتمتّع فخامته و يتلذّذ... و هو يرى وزيره أو مستشاره، فريسة سائغة و لقمة شهيّة في الأفواه الحاقدة اللئيمة.
طلّقها كما يُحب كل رجل متنطّع حقود أن يطلّق زوجته و ليس كما تفترض منّا الأخلاق و الأصول.
طلّقها و كأنها لم تكن يوما حبيبته و شريكة عمره لأكثر من 40 عام،
طلّقها و كأنها ما كانت شريكة نضاله و أحكام سلطانه.
طلّقها بمنتهى المكر و الدناءة و كانت غائبة في رحلة علاج بالخارج،
طلّقها و كانت مسافرة بعلمه و بإذنه!!
لم يحترم شيبتها و لا أمراضها،
لم يحترم عمره و لا عمرها...
لم يصن الماء و الملح...لم يراعي العشرة الطويلة.
خان، في لحظة، كلّ الذكريات الجميلة:
(يتبع)

*في الحلقة السابقة تسرّب للنص خطأ، فجاءت عبارة التلاعب بالمشاهير عوضا عن التلاعب بالجماهير. فوجب التصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار