الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذرا عمر أميرلاي

ناهد بدوي

2006 / 9 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا اعرف لماذا يغلب لديّ الشعور بالخجل على الشعور بالغضب في هذه الأيام عما يحصل في بلدي سورية. واليوم أشعر أنني مدينه باعتذار لمخرجنا عمر أميرلاي على الإساءة التي تعرض لها من قبل أجهزة الأمن بسبب إنتاجه الإبداعي، لأنه أطلق صرخة تحذير في فيلمه الطوفان من الطريقة التي يربى عليها الأطفال عندنا، والتي تصنع منهم ببغاوات بدلا من أن تصنع منهم شخصيات قوية ومستقلة قادرة على إدارة البلاد عندما تكبر.
الحجة الأزلية: لماذا الآن بالذات؟ هذا السؤال الذي أطلق لمدة أربعين سنه لسد الطريق على أي محاولة إصلاح أو محاولة انتقاد. لكني الآن سأرد على هذا السؤال بسؤال آخر: ماهي الكارثة الفظيعة التي يمكن أن يؤجل من أجلها موضوع تنشئة الأجيال تحديدا؟ هل يوجد في الحياة ماهو أغلى من أطفالنا ومن مستقبلهم؟؟.
أنا لا أعرف عمر أميرلاي شخصياً ولكن سورية تعرف مبدعيها، لذلك نعرفه جميعا منذ أن عاد مع مجموعة من المخرجين السينمائيين الشباب الرواد في السبعينات. هؤلاء المبدعون الذين عادوا بعد أن انهوا دراستهم في الخارج، يحملون لنا فناً حقيقيا وأحلاماً كبيرة ورؤى جديدة. وحسب معلوماتي السينمائية غير المتخصصة، أنتج هؤلاء المبدعون أعمالاً مميزة، وكانوا جريئين في أعمالهم على كل المستويات الاجتماعية والفكرية والسياسية. لذلك أعتقد أن بلدي جديرة بأن تحتفي بهم وبغيرهم، وأعتقد أننا جديرون بأن تكون بلدنا من البلاد التي تكرم مبدعيها بدل أن تسيء لهم في بلدهم أو تشردهم في المنافي وقد صادفت الكثير منهم هنا في باريس.
في باريس أيضا رأيت الكثير من الأطباء والممرضات الفرنسيين وغيرهم ممن سبق وأن زاروا سورية، وعندما كانوا يعرفون أني من سورية كانوا يصرخون ويهنئوني على بلادي قائلين بلادكم جميلة ونحن نعشقها، وسنعود إليها حتما. أنظر إليهم مذهولة، ويختلط الفرح بالخجل والفخر بالدموع، فأدعوهم إلى زيارتي في بلدي. ولكني أخجل من أن أخبرهم عما فعلته سورية مع الفنان عمر أميرلاي وعما تفعله مع الخبير الاقتصادي عارف دليلة والكاتب ميشيل كيلو وغيرهم كثيرون.
ولكن لماذا علينا "نحن" أن نخجل؟ هل نتحمل "نحن" شيئا من المسؤولية عما يحصل؟ لا أعرف! أظن ذلك!. ولكني الذي أعرفه بشكل أكيد أنه آن الأوان لإعادة الاعتبار للمثقف والفنان والكاتب والمبدع. آن الأوان كي تحتفي بلادي بمبدعيها، لأنهم هم سفراءنا الحقيقيون إلى العالم، بدلا من أن تمنعهم من السفر!!!.
انني فعلا أخجل من أن يكون في بلادي أحد لا يعرف الحقيقة التي تقول بأن التاريخ سوف ينسى الحكام ويتذكر الشعراء. وإذا حصل وذكر التاريخ حاكما ما فانه سيذكره بأنه كان حاكما في عهد ذلك الشاعر أو المبدع أو المخرج السينمائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا