الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا سامي مهدي ...مازلنا نحفظ لك ذلك الجميل

نسيب عادل حطاب

2022 / 9 / 10
الادب والفن


حمل الينا الاسبوع الماضي خبر رحيل الشاعر سامي مهدي عن عالم الاحياء ليشكل هذا الرحيل مناسبة لاستعراض حياة الرجل وانجازه الشعري وانتمائه السياسي وطبيعة ارتباطه بنظام صدام حسين وسأعبر كل الاراء المتقاطعة لأشير الى اني كقاريء أرى في سامي مهدي شاعر متمكن من أدواته الشعريه وحرفيته فانا واحدا من متذوقي شعره باختصار ان سامي مهدي كان شاعرا غير مصنوع فهو كان سيحتل مكانه الطبيعي في الحياة الادبية الشعرية حتى من غير وجود النظام السياسي الداعم الذي كان ينتمي اليه الشاعر .. اما عن انتمائه السياسي فهذا شأنه وعلينا ان نحترم خياراته الشيء الوحيد الذي يهمنا هو هل كانت يداه تجيد مسك السوط وهل كانت ريشة قلمه قاتلة كنصل السيف ..لا اظن أن شاهدا أوضحية أو أحدا ما روى عنه ذلك فيما عدا تلك الرواية عن تصريحه احتفاظه بساعة المناضل سلام عادل حيث انه كان شاهدا على حفلة تعذيبه عقب انقلاب 8 شباط والتي لايمكن تصديقها لسبب بسيط وهو انه ليس من المعقول وعلى فرض صحة الواقعة ان تجد شخصا مثقفا وعاقلا ينسب لنفسه فعلا شائنا ويدرك انه شائن في مجلس وأمام ضيوف لايعرف مدى استساغتهم وتقبلهم لهذا الامرالذي لايدعو للتفاخر أصلا. .............................................
على امتداد الفترة التي اعقبت اقالة البكر و تسلم صدام حسين للسلطة والتي أستهلها بتصفية رفاقه واستبدال الولاء للحزب بالولاء لشخصه ومع بداية الحرب العراقية الايرانية بدأ الاعلام واجهزة الاذاعة والتلفزيون والمطبوعات تحصر نشاطها وتركزه في تمجيد القائد وسجاياه وبطولاته والتغني بحبه والوفاء له وبين التخويف والاجبار والرشوة صار لزاما على المغنيين مثلا تقديم اعمال غنائية واناشيد لتمجيد القائد وكذا الامر بالنسبة للشعراء الشعبيين الا ان عقدة صدام كانت في الشعر الفصيح اذ ان اغلب الرموز والقمم الشعرية الكبيرة استنكفت عن القيام بهذا الدور وفضلت استيطان المنافي والحرمان على الاساءة لنفسها الا عبد الرزاق عبد الواحد فقد انبرى للقيام بهذه المهمة بغبطة وليفرط في هذا الامر اكثر مماهو مطلوب منه اذ وظف شعره او كاد لهذه المهمة فهو يذكر في احدى مقابلاته التلفزيونية انه اصدر اثنتي عشر ديوانا في مدح قائده الفذ . على اننا سنكون غير معنيين بشعر عبد الرزاق هذا لو انه كان يلقيه كما يفعل اسلافه شعراء الكدية امام وفي حضرة الخليفة او الوالي وفي مجلسه فقط ..لكن وفي ايام اشتداد المعارك المجنونه حيث كان الدم العراقي يسيل مثلما يسيل ماء المزاريب والطرقات تزدحم بسيارات الاجرة التي تحمل جثامين الضحايا واخبار الاذاعات تنقل لنا اخبار المطحنة البشرية و كان كل اب وام و زوجة وأخت واخ مرعوبا يكاد قلبه يفلت منهمع كل طرقة باب وجرس تليفون خوف ان يحمل لهم ذلك اخبارا سيئة عن احبتهم في الجبهة كان عبد الرزاق عبد الواحد يقتحم علينا خلوتنا ورعبنا وحزننا ليزيد في هزيمتنا ويعيرنا بضعفنا و ليستفزنا بقصائد عصماء عن القائد الهمام وهو يضفي عليه ماهو اكثر من صفات الانبياء والقديسين وبما عرف عن عبد الرزاق من تمكن واجادة وجزاله في اللفظ وابداع في التصوير الشعري .......................................
خلال كل تلك السنوات المظلمة نادرا ما شاهدت سامي مهدي يتطوع ليقوم بهذا الدور مع ان سامي أبتدأ حياته بعثيا وأستمر على قناعته في حين ان عبد الرزاق بدأ شيوعيا لينتهي صداميا بامتياز .صحيح ان عبد الرزاق أكثر تمكنا وريادة وامتلاكا للمهارة الشعرية واجادة لنظم الشعر العمودي الذي يصلح للالقاء أكثر من الشعر الحر والمسترسل مما يطرب صدام ويجعله منتشيا جذلا ويزيد في احساسه بالعظمة والتفرد لكن شهية القائد و اجهزة دعايته واعلامه لكل عمل شعري او غنائي اوخطابي يساهم في تمجيد القائد كانت مفتوحه لاتشبع وكان بامكان سامي مهدي وهو البعثي ان يرسخ سلطته وموقعه في الحزب اكثر من خلال ذلك ويستلم ثمن نتاجه الشعري في مدح القائد اضعاف مضاعفه................
لااعرف كثيرا عن تاريخ وتفاصيل حياة سامي مهدي الشخصية ولا عن حسناته وأثامه لكني وكل من عايش تلك الفترة المجلله بالدم والحزن نحفظ له هذا الجميل ...........................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر