الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقق المتظاهرون مطاليبهم ؟

احمد حامد قادر

2022 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ليست هذه المرة الاولى التي تنزل آلاف المواطنين الجياع و العاطلين عن العمل و المحرومين ...الخ الى الشوارع و ينظمون المسيرات و التجمعات و يلجأون الى الاعتصامات و يصطدمون مع القوات الحكومة. و في كل مرة تنتهي تلك النشاطات دون أن يتحقق أي من مطالبيهم! رغم عشرات الضحايا و مئات الجرحى في كل جولة و الغريب في الامر ان السلطات المعنية يأمر بتشيكل لجان تحقيقية خاصة بشأن مطالبيهم من جهة و الكشف عن قتلة المتظاهرين و تقديمهم الى المحاكم من جهة ثانية .... و لكن دون أية نتائج!
اذن ما هي الاسباب الحقيقية لتلك الاخفاقات و تعمد الحكومة في عدم ألاستجابة لمطاليب المتظاهرين و المحتجين؟
هل ان جهات معنية خارجية أو داخلية هي التي تحرك هذه الجماهير و تقودها وفق مصالحها الخاصة؟ و هل ان هذه آلاف المؤلفة من الناس لا تملك ذلك القدر من الادراك أو الوعي مما ينير دربها و يشخص أهدافها؟
أخيرا ألا توجد في هذا البلد قوة منظمة وطنية تقود الجماهير المنتفظة هذه الى حيث الهدف المنشود؟! أم هناك أمور أخرى لايدركها الا (الراسخون في العلم) ؟!
أعتقد الطائفية و المذهبية و العرقية التي كانت و لم تزل تغذيها و تشجعها القوى المتنفذة الخارجية و الداخلية و التي ترجع جذورها الى ايام السيطرة البريطانية في العراق هي من الامور الاساسية لهذه المعظلة التأريخية..
و السؤال هنا لماذا انسحب السيد (مقتدى الصدر) بصورة مفاجئة و أعلن الاعتزال السياسي و كان شعاره (اللاشرقية و الغربية). و أوعز الى الجماهير المؤيدة له بالانسحاب و ترك أماكن تجمعها؟ انها مسألة تدعو الاستغراب و التوقف أزاءها. وكأن المطاليب التي نزلت من أجلها الى ميدان الاحتجاج قد تحققت و ان مشاكلها السياسية و الاقتصادية قد انتهت بالكامل!!
أم كان ذلك الموقف السياسي لعبة سياسية أم بتوجيه قوة أو جهة سياسية متنفذة؟!
كما ذكرت آنفا ان انسحاب السيد (مقتدى الصدر) و اصداره قرارا موجها الى اتباعه بالانسحاب الفوري رغم ان المطاليب التي نزلوا من أجل تحقيقها, مازالت قائمة بل أزدادت توسعا و عمقا. كانت النتيجة عشرات القتلى و مئات الجرحى اضيف الى ضحايا الانتفاضات السابقة التي لم تحقق شيئا هي الاخرى !! و تسير أمور البلد من سيء الى اسوأ اداريا و اقتصاديا. و تفشي عمليات النهب و السرقة و تتنوع يوما بعد أخرى. و تدار شؤون الدولة من قبل حكومة لا تملك أية صلاحيات قانونية و كما تسمى بـ (حكومة تصريف الاعمال). وتتصرف هذه الحكومة بموارد البلاد دون أقرار الميزانية العامة.
و يمكن القول بأن السبب الاول لأستمرار الوضع السيء هذا يعود الى تشرذم القوى و الحركات الوطنية منذ 2004. المكون الشيعي و السنى و الكردى و غيرهم. بحيث لم تستطع بالرغم من تأزم الوضع على كل الصور من الاتفاق على موقف موحد و منهج من شأنهما قيادة الجماهير المهضومة حقوقها نحو الهدف المنشود و انقاذها من قبضة الجهات التي تحركها وفقا لمصالحها الخاصة, كما يحدث اليوم. فبدون جبهة وطنية موحدة واسعة تقود حركة الجماهير في ميادين النضال و الصراع لن تتحقق المطاليب الاساسية المشروعة لجماهير الشعب. لأن القوى المتنفذة في العراق الخارجية منها و الداخلية تصر على أبقاء هذا الوضع القائم و المرتبك. لأن في ذلك أدامة لسيطرتها و تسلطها على كافة مرافق البلاد لتستمر في النهب و السلب و السرقة و تهريب ثروات العراق الى الخارج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف