الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدية ... قصة قصيرة

محمد مهاجر

2022 / 9 / 11
الادب والفن


الهدية
..
قصة قصيرة
…..

جاء مسرعا وجلس فى المكان الذى حجزه من قبل. نظر إلى ساعته عدة مرات. كان الوقت ما زال مبكرا لحضور خطيبته، ومع ذلك كان ينظر يمنة ويسرة وفى اتجاه المدخل.

حين وصلت كان الجميع يعلم ان خطيبها ظل يلوح بيده وهو ينظر إليها طوال الوقت. وقد شعر البعض بلهفها الواضح فقاموا بالتطوع وارشادها إلى مكانه. وعلى الرغم من شعوره بالخدر الذى دب فى ذراعه، الا انه ظل معاندا. وحين رأته رسمت ابتسامة عذبة عذراء على ثغرها الجميل ووجها الحلو الجذاب.

عدلت هندامها من جديد وأدخلت بعض الأشياء فى حقيبة اليد ثم جذبت نفسا عميقا وانتظرت. وعلى الرغم من أن المسافة التى كانت تفصلها قصيرة جدا، الا ان اللهفة حاصرتها وجعلتها ترتبك. ولم يفارقها الارتباك حتى وصلت اليه وحيته بابتسامة عذبه كامنيات الأطفال.

… مساء الخير يا حبيبتي
… مساء صباحا. ااااه . اقصد مساء الخير يا حبيبتى
… ولا يهمك. هل انت بخير؟
… نعم وانت؟
… تغيرت. ااااه . أصبحت احبك اكثر واكثر.

ضحك وقهقه كثيرا. ولما هدأ انتهزت الفرصة لتمعن النظر فى الإبتسامة العريضة التى رسمها على وجهه. صمتت لدقيقتين ثم جلست. وانهمكت تنقب فى حقيبتها الأنيقة. وأخيرا وجدت الهدايا التى اشترتها له بمناسبة عيد ميلاده. لم تكن الهدايا مفتوحة كما ظنت. انفرجت اساريرها بالتبسم المريح. كان هو الآخر يتبسم حين لاحظ التبدل الواضح على تعابير وجهها وايماءاتها. كانت تدخل يدها فى الحقيبة وتخرجها بسرعه.

أعطته الهدايا كلها فقبل يدها وجبينها. كان لطيفا جدا وحنونا وفى غاية الرقة. وقد لاحظ ذلك الزوجين الجالسين خلفهما. وعلى البعد كان هنالك رجل ستينى يراقبهما. وفى لحظة ما قهقه الرجل بصوت عال حتى ارتبكت زوجته. وحاولت الزوجة إعادته إلى الهدوء لكنها فشلت. أخيرا وضعت كفها على فمه ثم قالت

قل ربنا يحفظهم ويغطيهم

قبل أن يكمل الرجل فتح اوراق التغليف من الهدايا، اخرج ورقة صغيرة من جيبه وسلمها إلى حبيبته. وقبل أن تهم بفتحها أخبرها انها اول محاولة له فى مجال كتابة القصة القصيرة. كذلك طلب منها الا تبدى رأيها إلا حين تفرغ من القراءة الاخيرة والمراجعة. وحين انتبه إليها وجدها تنتظره ووجهها صارم ومكفهر.

كانت تنظر اليه نظرة غضب واهتياج شديدين. واحس بمشاعر الغضب تجتاح وجهها كله. كذلك لاحظ الارتعاش الواضح فى يديها وازدياد معدل تنفسها. لم يتحدث ولم يتحرك حركة واحدة. وحين جذبت نفسا عميقا احس بأنها بدأت تتماسك. عدلت هندامها ثم خاطبته بعبارة واضحة وصارمة وحادة

٠٠٠ لا ترتبك انت

حاول التماسك لكنه ارتبك. وتلعثم كثيرا. وبلا جدوى حاول توضيح ما حدث. فى البدء كان واثقا من نفسه. كان يعتقد أنه دس الورقة فى جيب بدلته. ومن فرط ثقته الكبيرة بنفسه، فإنه لم يؤلف كذبة، ولو من باب الإحتياط، كذبة تعينه على الخروج من المازق المحتمل.

شرعت تقرأ بصوت عال وصارم وغضوب

… لا ترتبك. ولو سألتك عن سر ربطة العنق الأنيقة فقل لها أن امى علمتنى فاجدتها بعد اجراء عدة تمارين.

هنالك عدة أسباب لكى يدلق كوب القهوة على وجه الرجل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا