الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتوحد المشاكس

هاشم معتوق

2022 / 9 / 12
الادب والفن


ما قبل الحدود
..
أسوأ الأمكنة التي تتلاشى فيها الجثث والذكريات
أسوأ الأمكنة السماء بلا غيوم, بلا مطر
أسوأ الأماكن رحلة الأفكار بلا عودة
أسوأ الأماكن عندما يتقطع الهمس والوصال ما بيننا وبين القمر
أسوأ الأماكن الأوبرا عندما تعزف موسيقى الجنائز
أسوأ الأماكن عندما لا تجد للذين عاشوا من قبل أي أثر
أسوأ الزهور الواقعية قليلة الدهشة

الأم القاسية
..
أغرق في بحر همسك العميق
رغم أنك لاتأتين
رغم أنك تسمعين
فلا تطلقي أسري
حيرتني يا أنت بالمسافات التي لا تنتهي
حيرتني بمذاق كأسك الكوثر
حيرتني بهذا الجسد الذي يتكاثر دون توقف
أيتها الطبيعة
أنا الابن الذي يتلاشى
أمه باقية

الصورة
..
الوجه الذي يتألف من ملامحك
أكثر من صورة معلقة على الحائط
أكثر من أغنية أسمعها كل يوم
أكثر من قصة صعبة للغاية
أكثر من أفعى سامة تتجول في الغرفة
الوجه الذي يتألف من ملامحك قد أصبح في مرور الوقت
رقصة مستحيلة على الفهم

الانتحار
..
قد تبقى القصائد جائعة بلا نهاية
قد تبقى أنت على أطراف النهاية المؤكدة
مثل الكثيرين لا تستسلم للدقائق الأخيرة
مثل الكثيرين تموت
مثل القلة الذين يتمسكون بالوجود بلا أرباح شخصية
مثل القلة تلبس ثوب اللاخوف مثل الروح بلا جسد
مثل فكرة عاقرة
مثل الوعي بلا زينة
مثل الحلم أناني يلهث خلف الحرية المزعومة
هي نظرة للهلاك بوقت مبكر

الخليفة
..
النبي مثل نخلة معمرة هزيلة الجسد
لكنه شديد المعرفة
الأمية كذبة لا تبتسم الشمس لها
النبي يعرف الشمس والمكان والنور الذي تخرج منه الملائكة
قد تكون وصايا
قد يكون النبي الذكي بشكل خارق
ليس من عنده الحنين والشوق
فيه مس من الشمس
من الإله
النبي له القدرة على الفرح

المنارات الساطعة
..
المقدسات مثل الأطفال بريئة لا تحب الألقاب
فهي تحب أن تخرج من قبورها لكي تستعيد لنفسها رقصة الحياة
المقدسات كم تتمنى لو تلبس أثواب الزهو كأجنحة الفراشات الرقيقة
المقدسات تمقت البقاء ككتلة واحدة في جسد الطبيعة
المقدسات تحب الألوان والزهور والعطور مثل المارة من فوق قبور أضرحتها
المقدسات عندما تتحسس أجسادها الخامدة
المقدسات تتمنى لو تستعيد الحياة
المقدسات أطفال تعاني اليتم والفراق وكل أشكال الحرمان

صلاة المسكين
..
أنا الجغرافيا ياصديقي
والموسيقى
أنا لست أكثر من أغنية
هي في حقيقة الأمر أمنية لن تتحقق
إنبعاث الخالق
من روح صغيرة
رقيقة
هي الوردة
أنا ياصديقي الغموض
وبعض أوراق الوضوح المتفرقة

المصب
..
كسائح بلا مكان ينام في عصف الريح
كمدرسة وزعت الريح اوراقها في الغرف والسطوح وحرار الشمس وأشلاء الظلال
كخوف التلميذ على وطن لم ينجح وقد يخسر الأيام التي تلوح بالمستقبل
كرحلة في الرحم فاشلة مخيبة للظن كجلسة مملة أو كآبة في المدى البعيد باكية
لا تخسر الجسر بين العربات الفارغة التي تثير الضجيج في الشوارع والكتب التي تخرج من مؤخرات الأحصنة
لا تتلف العقل بثورة بطنها محشوة بدفاتر الديون الدينية السابقة واللاحقة
لاتوقع النفس بما تدعي
بل لكرة الفكرة كيف تكسرت وتقسمت
ولم ترى الوجه الصحيح للهدف

المتوحد المشاكس
..
أسلك ذات الطريق كل يوم أقع في المستنقع أنهض أشعر أنني نظيف وطاهر وصالح
حينها استرجع شيئا من الصلح مع الحيطان الى وقت تبدأ بالتحرك والطيران أجنحة الحرية
هذا المستنقع شبه يومي والحرية كالغيمة قد تهبط أو لا كالمطر
هذا المستنقع هو الجدية هو الاجتهاد هو الحذر رغم كل هذه التعاسة جوهري ومفيد
فيما يبدو الشيطان أو النحس هو الأساس الجمال والكمال يحتاجان لثقافة ونية حسنة ودقة وبوصلة
للمستنقع صوت بعيد يشبه الإطمئنان فوق الأرصفة والقلوب التي يتراكم فيها الغبار كالرفوف المعلقة في منازل العقول والأرائك المتعبة بالأجساد الثقيلة
هذا المستنقع نفس الشخصية التي تتحلى بقناع القناعة والأصول المدنية
هذا المستنقع الحضارة التي تحاول أن تكون شخصيتها مؤدبة غير مباشرة ومستقيمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس