الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2 تريليون دولار للحرب مقابل 100 مليار دولار لإنقاذ الكوكب

دلير زنكنة

2022 / 9 / 13
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


مراد قريشي

خلال أواخر أبريل وأوائل مايو ، شهدت جنوب آسيا الآثار الرهيبة للاحترار العالمي. وصلت درجات الحرارة  في بعض مدن المنطقة إلى  ما يقرب من 50 درجة مئوية (122 فهرنهايت). جاءت درجات الحرارة المرتفعة هذه جنبًا إلى جنب مع فيضانات خطيرة في شمال شرق الهند وفي بنغلاديش ، حيث فاضت الأنهار على ضفافها ، مع  حدوث فيضانات مفاجئة  في أماكن مثل سونامغانج في سيلهيت ، بنغلاديش.

عندما قرأ "سليم الحق" ، مدير  المركز الدولي لتغير المناخ والتنمية ، من بنغلاديش. وهو من المخضرمين في مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، تغريدة لماريان كارلسن ، الرئيسة المشتركة للجنة التكيف التابعة للأمم المتحدة ، والتي  قالت  إن "هناك حاجة إلى وقت (اضافي) للتوصل إلى اتفاق" ، بينما كانت تشير إلى المفاوضات بشأن تمويل الخسائر والأضرار ،  غرد : "الشيء الوحيد الذي نفد منا هو الوقت! آثار تغير المناخ تحدث بالفعل ، ويعاني الفقراء خسائر وأضرارًا بسبب انبعاثات الأثرياء. لم يعد الكلام بديلاً مقبولاً عن العمل (المال!) "جاءت تعليق كارلسن في ضوء عملية الإتفاق   البطيئة. على جدول أعمال "الخسائر والأضرار" للمؤتمر السابع والعشرين للأطراف أو اجتماع COP27 المقرر عقده في شرم الشيخ ، مصر ، في نوفمبر 2022.

في عام 2009 ، في COP15 ، وافقت البلدان المتقدمة في العالم على  100 مليار دولار  سنويًا لصندوق مساعدة التكيف ، والذي كان من المفترض أن يتم دفعه بحلول عام 2020. وكان الهدف من هذا الصندوق هو مساعدة بلدان الجنوب العالمي على تحويل اعتمادها على الكربون الى مصادر الطاقة المتجددة والتكيف مع واقع كارثة المناخ. ومع ذلك ، في وقت اجتماع غلاسكو COP26 في نوفمبر 2021 ، لم تكن الدول المتقدمة قادرة على الوفاء بهذا الالتزام. قد يبدو مبلغ الـ 100 مليار دولار وكأنه صندوق متواضع ، لكنه أقل بكثير من " تحدي تمويل المناخ الذي يبلغ تريليون دولار " ، والذي سيكون مطلوبًا لضمان فعل مناخي مؤثر شامل.
إن الدول الأكثر ثراءً - بقيادة الغرب - لم ترفض فقط تمويل التكيف بجدية ولكنها تراجعت أيضًا عن الاتفاقيات الأصلية ، مثل  بروتوكول كيوتو  (1997) ؛ رفض الكونجرس الأمريكي   المصادقة على هذه الخطوة المهمة نحو التخفيف من أزمة المناخ. لقد غيرت الولايات المتحدة أهدافها للحد من انبعاثات غاز الميثان ورفضت حساب  الكم الهائل  لانبعاثات الكربون من قبل الجيش الأمريكي.

أموال ألمانيا تذهب إلى الحرب وليس المناخ

تستضيف ألمانيا أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. في يونيو ، تمهيدًا لمؤتمر COP27 ، عقدت الأمم المتحدة  مؤتمرًا  في بون حول تغير المناخ. وانتهت المحادثات بحدوث خلاف حول تمويل ما يعرف بـ "الخسائر والأضرار". دأب الاتحاد الأوروبي على منع جميع المناقشات حول التعويضات. قال إيدي بيريز ، من شبكة العمل المناخي ، كندا ،" اتبعت الدول الغنية وخاصة دول الاتحاد الأوروبي مصالحها الضيقة، جاءت الى مؤتمر بون للمناخ ، لعرقلة وتأجيل وتقويض الجهود التي يبذلها الأشخاص والمجتمعات على الخطوط الأمامية من أجل معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن الوقود الأحفوري ".

على الطاولة يوجد نفاق دول مثل ألمانيا ، التي تدعي أنها تقود هذه القضايا ، ولكنها بدلاً من ذلك كانت تحصل على الوقود الأحفوري في الخارج وتنفق أموالاً متزايدة على جيشها. في الوقت نفسه ، رفضت هذه البلدان تقديم الدعم للبلدان النامية التي تواجه الدمار الناجم عن العواصف الخارقة التي يسببها المناخ وارتفاع منسوب مياه البحار.
بعد الانتخابات الألمانية الأخيرة ، انتعشت الآمال في أن يؤدي التحالف الجديد بين الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب الخضر إلى رفع الأجندة الخضراء. ومع ذلك ، وعد المستشار الألماني أولاف شولتز   الجيش بمبلغ 100 مليار يورو ، "أكبر زيادة في الإنفاق العسكري للبلاد منذ نهاية الحرب الباردة". كما التزم بـ "[إنفاق] أكثر من 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد على الجيش". وهذا يعني المزيد من الأموال للجيش وأموال أقل للتخفيف من حدة المناخ والتحول الأخضر.

الكارثة العسكرية والمناخية

الأموال التي يتم ابتلاعها في المؤسسات العسكرية الغربية لا تبتعد فقط عن أي إنفاق للمناخ ، بل إنها تروج أيضًا لكارثة مناخية أكبر. الجيش الأمريكي هو أكبر ملوث مؤسسي على هذا الكوكب. إن إدامة أكثر من 800 قاعدة عسكرية حول العالم ، على سبيل المثال ، تعني أن الجيش الأمريكي  يستهلك  395 ألف غالون من النفط يوميًا. في عام 2021 ، أنفقت حكومات العالم   2 تريليون دولار على الأسلحة ، وكانت الدول الرائدة هي الأكثر ثراءً (وكذلك الأكثر تقديراً في مناقشة المناخ). الأموال متاحة للحرب ولكن ليس للتعامل مع كارثة المناخ.

إن الطريقة التي تدفقت بها الأسلحة على الصراع في أوكرانيا تجعل الكثير منا يتوقف. ووفقًا لما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية ، فإن إطالة أمد تلك الحرب قد عرّض   49 مليون شخص إضافي لخطر المجاعة في 46  دولة ، حسب تقرير "نقاط الجوع الساخنة" من قبل وكالات الأمم المتحدة ، نتيجة للظروف الجوية القاسية وبسبب النزاعات. كان الصراع والعنف المنظم المصادر الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي في إفريقيا والشرق الأوسط ، وتحديداً في شمال نيجيريا ووسط الساحل وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والصومال وجنوب السودان واليمن وسوريا. أدت الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم أزمة الغذاء من خلال ارتفاع أسعار السلع الزراعية. تمثل روسيا وأوكرانيا معًا حوالي 30 في المائة من تجارة القمح العالمية. لذا ، فكلما طال أمد الحرب في أوكرانيا ، ستزداد "بؤر الجوع الساخنة" ، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي إلى ما هو أبعد من أفريقيا والشرق الأوسط فقط.

بينما تم بالفعل عقد اجتماع COP في القارة الأفريقية ، سيعقد آخر في وقت لاحق من هذا العام. أولاً ، استضافت أبيدجان ، كوت ديفوار ، اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في مايو ، ثم ستستضيف شرم الشيخ مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ. هذه منتديات رئيسية للدول الأفريقية لتضع على الطاولة الضرر الكبير الذي لحق بأجزاء من القارة بسبب كارثة المناخ.
عندما يجتمع ممثلو دول العالم في شرم الشيخ ، مصر ، في نوفمبر 2022 في COP27 ، سوف يستمعون إلى ممثلين غربيين يتحدثون عن تغير المناخ ، ويقدمون تعهدات ، ثم يبذلون قصارى جهدهم لمواصلة تفاقم الكارثة. ما رأيناه في بون هو مقدمة لما سيكون بمثابة إخفاق تام في شرم الشيخ.

مراد قريشي  عضو سابق في جمعية لندن ورئيس سابق لتحالف أوقفوا الحرب.

https://www.midwesternmarx.com/articles/2-trillion-for-war-versus-100-billion-to-save-the-planet-by-murad-qureshi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ