الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة أنتقد ---- ---أو إياك الانتقاد -- ---/ الصوابية السياسية 🤌------ --/ مقابل العدالة

مروان صباح

2022 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


/ كانت تندرج على الدوام ضمن التوتر المشحون والتضادات المسؤولة والتنافر المركون بين أطراف مختلفة على أصعدة لا تبدأ من نرجسيات السلطة البسيطة ولا تنتهي عند مسلسل المصالح الحزبية أو العقائدية أو حتى الشخصية وليس أخيرًا 😅 عند الاقتصادية الأعقد ، وكيف يمكن 🤔 أن يتعذر على الباحثين أو علماء الإجتماع من عيار الثقيل طالما البشرية لديها واحد☝بهذا الثقل ، فلم يكن الفيلسوف سلافوي جيحيك هو الوحيد الذي يعتقد 🤔 بأن الصوابية السياسية هي في جوهرها العميق ليس سوى الفاشية الجديدة في الغرب ، بل هناك 👈 مثل الكوميديان ستيف هارفي ، الرجل الذي يشتهر من خلال برنامجه المتلفز وصاحب فكرة💡( تصرفي كسيدة وفكري كرجل ) ، يعتبرها أنها السبب في قتل الكوميديا ، وقد يلتقيان الرجلان في ذات القيم على اختلافهم العقائدي ، فجيحيك يساري مع وقف ✋ التنفيذ أو حتى إشعار أخر أو بالأحرى متمرد بصورة آخرى ، لكنه يبقى أهم فيلسوف في هذا العصر ، أو ربما لا يوجد منافس له ، إذنً ما يجمع الشخصيتين ، أنهما بارزتان ومحبوتان وأسلوبهما يصنف بالاستفزازي ، وعلى الرغم من الفارق بينهما في تشخيص الصواب السياسي ، إلا أن لكلهما طريقة في تعريف ذلك ، على سبيل المثال ، سلافوي وهو منظر ينتمي إلى عصر الكبار مثّلّ نيتشه وهيغل وشوبنهاور ، يعتبر أن المجتمع الأمريكي 🇺🇸 يخفي خلف الصوابية السياسية مشكال الأمة الأمريكية ، وهو نظام يسعى إلى منع نقد الذات بشكل جذري وعميق ، وهذا أمر يهدد مستقبل أي أمة ، أما هارفي يتخوف على الحريات وفي مقدمتها الانتقاد التقليدي الذي أعتاد الأمريكيون 🇺🇸 أن يحصل من فوق المسرح الصغير ، وهذا لأن النقد أصبح لكثير من الناس بأنه تحول إلى إساءة ، لهذا بعض الفنانين أطلق على الصوابية السياسية بأنها الشمولية الجديدة ، لأنها باتت تتعقب الناس على مجرد تغريدة هنا 👈 أو بوست هناك 👆 ، وهذه التجمعات التى أخذت لذاتها الحق عبر الوسائل الاجتماعية الدفاع عن نفسها ، لدرجة وصلت أنها تهدد كل من ينتقدها ، كما هو حاصل مع المثليين أو المتحولين جنسياً أو في نظرة 👀 أوسع ، المجتمع الميم ، الذي هو إشارة مختصرة للطرفين ، الإناث والذكور وداعميهم ، بل حتى أن النكاتجي ديف شابيل الشهير ، والذي يعرف بانتقاده للعنصرية والتى يعاني منها سود أمريكا 🇺🇸 ، كان يوماً ما قد قال بأن السود الفقراء يتحدثون الأمريكية بلهجة الراب ، أما الطبقة الغنية من السود ، فهؤلاء يقلدون لهجة البيض حتى يتجنبون العنصرية ، فهذا الرجل وعلى الرغم من حجم متابعينه ، لقد تعرض لمسلسل هجمات منظمة حتى أضطر إلى الجلوس في البيت 🏡 بعد إصابته بأزمة نفسية ، فعلاً 😟 ، سببت له إحباط لدرجة أنه أعتزل .

لا يجوز مجرد لأن البعض يرغب بذلك ، وهو أمر يقع ضمن توصيف ميولي ، أي أن هناك من يميل واستناداً إلى معايير ليست دقيقة ، بقدر أنه نهج فردي أو مجموعة مصغرة تفرض رأيها على الجميع ، إذنً ، المجتمع الليبرالي لم يكن إلغائي يوماً ما ، بل كان الانتقاد الساخر ، واحد من التكوين الشامل للمجتمع ، لأن هكذا أعتقدوا الأكثرية ، بأن هذه الخشبات أو البرامج على الشاشات الصغيرة ، هي البديل عن الصحافة المكتوبة ، لكن في الوقت الراهن باتت تعتبر بالتنمر ، وبالأخص ، إذا كان الانتقاد لأقلية صغيرة ، وهو أمر يناقد حرية التعبير ، بل أصبح الخلط واضحاً بين التنمر والتعبير عن ما يراه الناقد الساخر ، وقد لا تكون الصوابية السياسية تصل إلى حد الستالينية أو الاستبدادية بمعناها التقليدي ، لكنها تمهد إلى ذلك تدريجياً ، وفي هذا السياق يضرب جيحيك بفلسفته التبسيطية والبسيطة للمستمعين مثلاً رائعاً ، وهو مدرك لوعي الجمهور الذي يقابله ، لهذا جائهم بهذه السلاسة التفكيرية ، يقول ببساطة فريدة ، في زمن الاستبداد ، كان الأب يفرض على الابن زيارة جدته ، إن كان ذلك برغبته أو دون رغبته ، لا يهم 🤷‍♂ ، أما في زمن حرية التعبير ، تبدل الحال ، فصار الأب يمهد لذلك بطريقة محببة ، فيقول ، أنت يا أبني تعلم كم جدتك تحبك ، وهي تنتظر زيارتك ولديها حلوة ، لكن مع ذلك لا أجبرك على زيارتها ، يجب عليك فقط زيارتها إذا قررت بحرية فعل ذلك ، لكن في الأولى ، أي المرحلة الاستبدادية ، يصبح حسب تقديره وهو أمر مرهون للايديولوجية ، بياناً ، أذهب دون نقاشاً ، وبالتالي ، هذه الحركات الجديدة والتى باتت ممتدة على الوسائل الاجتماعية ، تقف بوجه كل من ينتقدها وبحجة أن من حقها ممارسة ما تعتقده🤔ضمن المشروعية .

صرح مراراً وتكراراً ، بأن لا بد أن يكون الحوار حواراً يبتعد عن ما يعرف بالبكم والأصم ، وتمر الأيام ونعود إلى واحدة☝من الفنون النادرة في فلسفة التكوينات الاجتماعية ، في تحليلها ومخاطرها وضرورة الإشارة إليها من باب الإنذار الملح ، الآن ، قد يختلف الكثيرون مع صيغة النقد أو الانتقاد الساخر عندما يكون جارحاً ، لكن إذا كانت النكات ليست مسيئة ولا مشينة ولا بذيئة أو حتى ليست عدوانية وتأتي بسياق احترافي ، فإن ذلك مطلوب من أجل توعية المجتمع ، دون أن يلجأ الناقد إلى الإهانة الشخصية أو 😣 الحط من قدر الشخص كما يقول جيحيك ، لكن ايضاً من واجبات المجتمع الديمقراطي أن يفرز أشخاص لديهم القدرة على إذابة الجليد من أجل إظهار الحقيقة ، حتى لو كان ذلك في كثير من الأحيان لا يعجب الآخرون نوع الانتقاد ، لكن حتى لو كان هناك قليلاً من سوء التعبير ، يبقى ذلك أفضل من فرض الصوابية السياسة والتى بدورها تدفن الحقيقة ، بل ولولا الانتقاد الساخر والحاصل في المجتمعات الغربية ، لما نجحوا المجتمعون فيه من تقليل العنصرية ، لأن الناظر للفارق بين العقود السابقة واليوم ، فهو كبير وعميق ، لكن في المقابل ، تبقى المشكلة الأساسية في المجتمع الأمريكي 🇺🇸 تحديداً ، هي اللغتين بين الطبقة الفقيرة والمتوسطة / الغنية ، فالأولى ، تعتبر الثانية بالحفشترية حسب المصطلح الشائع شعبياً ، أي أن مستخدمها ينطق بها دون تفكير 🤨 مسبقاً أو التوقف قليلاً ، بل كل ما يأتي على ذهن صاحبها ، يقوله دون التحفظ أو المراجعة ، على الرغم أن هناك من يرى بهذا التفاوت صحي في معالجة الاضطراب أو الفوضى بين اللغتين ، لأن مجرد فرض نظام الصوابية السياسية سيؤدي إلى ترسيخ مفهوم الذاتية ، وهذا بدوره يبدد أي فرصة في معالجة العنصرية أو مواجهة التحديات أو المشاكل الذي يواجهها المجتمع ، بل كان جيحيك في إحدى المرات قد فتح نقاشاً ساخناً ، عندما أشار إلى النظرة الصحية للأنظمة السياسية ، فقال لا يجب أن ينظر 👀 إليها بأنها متسامحة أو غير ذلك ، بل الأصل أن تكون عادلة ، لهذا ، فعندما ينتفض أي شعب بوجه الظلم ، فهو لا يطالب من النظام أن يكون متسامحاً بقدر أنه ينتفض من أجل 🙌 إنهاء الظلم وأيضاً لأجل أن تتحقق النزاهة السياسية والعدالة الاجتماعية ، وهذا بالفعل ، قد حدث على سبيل المثال مع الانتفاضات العربية والتى سعت بأساليب متفانية في تغير الأنظمة القمعية ، إبتداءً بالهتافات التى تحولت إلى أغاني حراكية أو بالنكات أو بالرسم على الحوائط وغيرهم .

على سبيل المثال ، عندما يتم تفريغ أي ظاهرة من محتواها وتجزيئها من أجل 🙌 خلق ظاهرة ثانية مضادة ، وهو أمر يمهد ضمن مدارات صنع النفوذ الكامل ، لأن ببساطة ، هناك👈فارق بين من يتحدث على سبيل المثال عن معاناة السود في أمريكا 🇺🇸 أو أوروبا 🇪🇺 أو من يطالب بتغير مصطلح ( المعاقين ) إلى ذو إحتياجات خاصة ، وقد يكون هذا مع مرور الوقت ، السياسيون سمحوا له أن يمرّ ، نزولًا عند المصطلح الاقتصادي الشهير ، ( إياه )، لكن ما هو ممنوع ⛔ أن يمرّ ، عندما الناقد يتناول بجرأة أو سخرية مسألة المثليين أو المتحولين جنسياً ، فهؤلاء عبر قنواتهم يقيمون الدنيا ولا يقعدوها ، على الفور يشعلون غضبهم بوجه كل من ينتقدهم أو يحذر ضدهم ، بل أحد الكوميديين الأمريكان 🇺🇸 قال ذات المرة ، ضمن أسلوبه التنكيتي على الرجال المتحولين لنساء ، لقد طالب بصراحة 😶 هيئة الأولمبياد الدولية بعدم قبولهم ، لأنهم يبقون يحتفظون بقوتهم الرجالية حتى لو تم تحولهم لنساء ، بل ايضاً زاد في مسلسل نكاته مثالاً ضرب به ، عندما تسأل 🙋 ⁉ ، كيف لو حكيم عليوان قد قرر التحول إلى امرأة مثلاً ، وألتحق بفريق النساء ، بالطبع بقوته الفسيولوجية سيسجل نقاط 🏀 تعجز الشاشة عدها ، هذا الرجل الأخير كان قد حوّل بناية بنك هيوستن الوطني إلى أوّل مسجداً في وسط المدينة ، وهو من البشرة السوداء وقد فاز بلقب لاعب الشهر ، بعد تألقه في مباريات خاضها صائماً في شهر رمضان ، فهو واحد☝من أساطير كرة السلة الأمريكية 🏀 ، بل هناك 👈 من تطرق إلى الوقت الذي أستغرق محمد كلاي في تغير أسمه من كاسيوس ، لكن في المقابل ، أي مثلي يحتاج فقط أن يذهب إلى أي محكمة ليصنع ذلك ببساطة 🤭.

إذا المراقب وضع جانباً أوهام المخاطر التى هي أقرب إلى ترهيب المجتمع من آفات غير واقعية ، لأنها تبقى ضمن الهموم الفردية أو أكثر ، مجتمعة أو معولمة تحتاج إلى زاوية تُعّبر من خلال صوتها عن تفكيرها ، وهنا على المرء أن يأخذ بعين الاعتبار الحصيلة الهزلاء ومضمرة المسار ، لأن مأساة الصوابية السياسية أنها مزدوجة ، تارةً يفتعلها النظام المحافظ في المجتمع الليبرالي من أجل تمرير أجندته وإرضاء أتباعه ، وأيضاً تتسلح بها المجموعات النافذة والتى ترفض قطعاً الانتقاد ، وهذا ما أشار له مبكراً شخص مثل إدوارد سعيد ، الذي نبه من النظام الذي يدعو إلى التحجر وبدوره يعيق التفكير والإبداع ، بل يدفع المجتمع إلى ما يسمى بالاشتباك الإهداري للفكر ، لأن الأصل في المسألة أن يكون الاشتباك فكري🧐، فإذا كانت أي مجموعة تجد نفسها على حق ، فمن الأولى أن تدافع عن نفسها عبر البراهين وليس من خلال التهديد والارهاب والقمع ، بل مع التجربة وهي محصلة عجفاء للأسف ، كأن البشرية تماماً 👌 مازالت عند الاختلاف الذي وقع بين أفلاطون والذي كتب على جدار مدرسته ، ممنوع ⛔ دخولها إلا لمن يعرف الهندسة ، أما أرسطو أعتمد أسلوب التدريس المشي في الطرقات لكي يتمكن كل فرد بالالتحاق بمدرسته والتى عرفت بمدرسة المشائين . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ