الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم الجامعي ...تنمية العقول ام تنمية الجيوب

اسراء حسن

2022 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مع الطفرة القياسية الغير مسبوقة التي نشهدها حاليا في اعداد الجامعات الدولية والاهلية والخاصة في العراق من اقصاها الى أقصاها ... يستدعي هذا التطور الجديد وبهذه الوتيرة المتسارعة وقفة جادة ومسئولة للتعرف على ابعاده وتقييم سلبياته المحتملة..

أصبح الصمت عن اضرارها للتعليم العالي تخل بالمبادئ الاساسية التي آمنتُ بها واقتنعتُ بها، خصوصا ونحن نجتاز في الوقت الحاضر مرحلة حاسمة ودقيقة من تاريخنا المعاصر ضد التحديات والمعوقات التي تعترض مسار الجامعات العراقية وصولا الى ما تستحقه من تقدم ورقي.... والطامة الكبرى ان المستثمرين في القطاع التعليمي أو "التجار " أغلبهم هم من الطبقة السياسية أو يتبعون شخصيات سياسية متنفذة في البلاد. فالكليات الأهلية حولت المادة العلمية إلى دكاكين تجارية لا تقدم أي فائدة حقيقة إلى الطلبة، حيث أنّ الأجواء غير الأكاديمية باتت تسيطر على الكليات....

معظم الدراسات في هذا المجال تنهج نهجا توفيقيا انشائيا تدعو فيه الى التطوير والتغيير الا انها لا تقدم الا دليلا اضافيا على عجزنا عن ايجاد علاج عبر برنامج اصلاحي كثيرا ما دعينا له ولم نجد آذاناً صاغية، فالمشاكل التي تعاني منها هذه المؤسسات ضخمة لعل ابرزها افتقارها الى وجود كوادر تدريسية كافية فيها للنهوض بكافة المهام، التدريسية والبحثية والادارية الملقاة على عاتقهم، وعدم استقراره سنويا وعدم امتلاك اغلب الكليات والجامعات الأهلية لأبنية (مملوكة)، والبنايات التي تشغلها حالياً غير مناسبة، ونقص المختبرات والتجهيزات الملحقة بها وعدم الاستقرار في سياسة القبول، بالإضافة إلى المشاكل الرئيسية كالانتهازية والنفعية والربحية خصوصا في مجتمع تقلصت فيه دور الجامعة في بناء الإنسان... ناهيك عن احتضانها اسوأ الطلاب من ناحية التحصيل المدرسي ، أي الذين لا تؤهلهم معدلاتهم للقبول في الكليات الرسمية...

بامانة فإن الربح الفاحش والسريع هو الدافع الاساسي لانشاء الكليات الخاصة و بصراحة أكثر ، معظم هذه المؤسسات لبيع الشهادات لمن لا يستطيع الحصول على مقعد في الجامعات الرسمية ولمن يستطيع دفع ثمن الشهادة، فمهما كانت هذه الكليات حريصة على ان تبدو كبقية الجامعات من الناحية الاكاديمية، ومهما يكن اعضاء هيئة تدريسها مخلصين وكفؤين تبقى رسالتها "منح الشهادة اولا والمعرفة ثانيا"، ويبقى هدفها هو تحقيق ارباح وذلك بقبول اكبر عدد ممكن من الطلاب، وهذا لا يتحقق بضمان الجودة، بل بضمان شهادة التخرج للطالب .
الكليات الاهلية اليوم في مأزق كبير بسبب التناقض بين هدف تحقيق الربح لمالكيها واداراتها عن طريق تحقيق نسب نجاح عالية وهدف اعضاء هيئة تدريسها في مكافأة الطلبة استنادا على درجة معارفهم وجهدهم الأكاديمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا