الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبراهيم غالي يحل بكينيا لتنصيب وليام روتو رئيسا جديدا للبلاد

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 9 / 14
السياسة والعلاقات الدولية


حط إبراهيم غالي الرحال في مطار جومو كينياتا الدولي بنيروبي يوم الثلاثاء. 13 سبتمبر الجاري من أجل حضور حفل تتصيب وليام روتي.
نزل الأمين العام لجبهة البوليساريو صباح الثلاثاء إلى مطار جومو كينياتا الدولي في نيروبي للمشاركة في تنصيب وليام روتو. وبحسب الصحافة الكينية، كان في استقبال إبراهيم غالي لدى وصوله "مسؤولون من وزارة الخارجية" الكينية. والكل يعلم أن زيارته هاته استجابة لدعوته إلى المشاركة في الحفل الذي أقيم يومه الثلاثاء في العاصمة الكينية، والذي أعلن فيه رسميا عن وليام روتو خامس رئيس لكينيا.
كانت مشاركة في هذا الحفل مناسبة انتهزتها الصحافة الكينية لتذكر بأن كينيا تعترف برصد (RASD) وأنها كانت"في طليعة الدفاع عن تصعيد النزاع" بين الجبهة والمغرب.
ونقرأ في أحد المنابر الإعلامية المحلية أن كينيا خلال رئاستها لمجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي في فبراير، أعطت الأولوية للمحادثات حول المنطقة المتنازع عليها، حيث دعا الرئيس أوهورو كينياتا إلى محادثات رفيعة المستوى يوم 16 فبراير. وأضاف نفس المصدر أنه تم تسليط الضوء على الخلاف على أساس أنه من بين القضايا الرئيسية التي كان يتعين على الرئيس كينياتا مناقشتها مع رؤساء دول آخرين.
في الأسبوع الماضي، بعث الملك محمد السادس برسالة تهنئة إلى رئيس جمهورية كينيا المنتخب حديثًا ، تمنى فيها جلالته أن تتمكن هذه الانتخاب في الأسبوع الماضي ، بعث الملك محمد السادس برسالة تهنئة إلى رئيس جمهورية كينيا المنتخب حديثا، تمنى فيها جلالته أن تتمكن هذه الانتخابات من "فتح صفحة جديدة في العلاقات" بين البلدين "على أساس التعاون المثمر والتضامن. والاحترام المتبادل بما يخدم المصالح العليا للشعبين ويسهم في ازدهار القارة الأفريقية وتنميتها". خلال ولاية الرئيس أوهورو مويغاي كينياتا (2013-2022)، شكلت كينيا، مع الجزائر وجنوب إفريقيا، جبهة للدفاع عن مواقع البوليساريو في هيئات الاتحاد الأفريقي وفي مجلس الأمن.
وكان نائب الرئيس آنذاك، وليام روتو، قد أعرب، في مارس 2021، عن دعمه لخطة الحكم الذاتي المغربية قبل التراجع عن تصريحاته والتنكر لها.
الآن أصبح لكينيا، الدولة التي كثيرا ما تبنت مواقف معادية للمغرب، رئيس جديد، اسمه وليام روتو، رئيس يرى المغرب أنه مختلف عن الرئيس السابق للدولة أوهورو كينياتا مع أنه أدخل أداة نفي كبيرةعلى أقواله المؤيدة لمقترح المغرب بمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا.
تعبيرا عن حسن النوايا، تساءل منبر إعلامي مغربي في خدمة الأجندة الرسمية، هل تصبح دولة كينيا، بعد تغيير رئيسها، الدولة الإفريقية التالية التي تفتح تمثيلاً دبلوماسياً في الصحراء؟ ولا يسع المغرب، بمنطق إعلامه الرسمي، إلا أن يأمل في سنوح فرصة جيدة لتقارب كينيا والمغرب في السنوات القادمة انطلاقا من التغيير الذي شهدته قيادة البلاد، مع أن العلاقات بين الدولتين اتسمت بالتوتر بسبب دعم كينيا لميليشيا البوليساريو الانفصالية.
تتمنى الرباط أن تعي نيروبي بأنهما تشتركان في العديد من المصالح، وتجمعهما نفس الرغبة في تحقيق التنمية، ويمكنهما الارتقاء بتعاونهما إلى مستويات عالية للغاية ليصبحا نموذجين إفريقيين في التعاون جنوب-جنوب.
ويحبذ المغرب، الذي يرى أن موقف الرئيس الجديد تجاهه يتناقض مع موقف سلفه، أن يشكل انتخاب روتو الخطوة الأولى في اتجاه فك الانغلاق السياسي.
تستشف هذه المتمنيات التي يقتضيها دبلوماسيا حسن النية من نسخة فرنكوفونية لوسيلة إعلام محلية بارعة في التملق للمخزن لتستفيد من دعمه ولتحصد رضاه على غرار شقيقاتها الموسسات. وهكذا تعترف يكون أوهورو كينياتا حاكى موقف جنوب إفريقيا في قضية الصحراء، دون محاولة فهم تاريخ وخصوصيات المملكة والسبب الحقيقي للنزاع الإقليمي الذي أحدثته الجزائر.
حصل الرئيس المنتخب الجديد على 50.5 ٪ من الأصوات مقابل 48.85٪ لمنافسه رايلا أودينجا، وتلك نتيجة متقاربة لكنها كانت ستعطي في كلتا الحالتين نفس النتيجة تقريبا للمغرب. ما يشفع للمغرب في تغذية الأمل في وقوف كينيا مستقبلا إلى جانبه هو أن كلا المرشحين أظهر مواقف واضحة لصالح المملكة في قضية الصحراء على الرغم من صلاتهما مع كينياتا. إلا سابقة تخلي روتو عن موقفه الإيجابي لصالح المغرب يضع غيمة كثيفة من الشك في ثباته على موقفه المعلن عنه بمناسبة تنصيبه رئيسا جديدا لكينيا.
في حالة الفائز في الاقتراع، كان نائب رئيس كينيا لمدة 10 سنوات، فيما حصل الثاني على دعم رئيس الدولة المنتهية ولايته.
اصطحب رايلا أودينجا وفدا من رجال الأعمال والسياسيين الكينيين إلى منتدى كرانز مونتانا بالداخلة سنة 2015، بينما أعرب ويليام روتو عن موقفه المؤيد لخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لتسوية هذه القضية بشكل نهائي، معتبراً أنها "أفضل حل".
لكن رئيس البلاد آنذاك أسقط ما بيد روتو عندما اختار موقعه قريبا من جنوب إفريقيا، التي نسخت موقف الجزائر، الدولة التي افتعلت التزاع. ربما، الآن بعد أن لم يعد ويليام روتو معتمداً على كينياتا، ستتاح له الفرصة لإعطاء دفعة جديدة لبلده. لذلك لا يمكن استبعاد أنه سيتخذ قرارات إستراتيجية رئيسية لصالح كينيا، لا سيما في سياق السياسة الخارجية لبلاده، من خلال اختيار الوقوف إلى جانب صانعي التاريخ والسلام بدلاً من أولئك الذين يشجعون الانفصال والانقسام.
باختياره الانفصال عن عدة سنوات من الدعم لحركة انفصالية مسلحة يكرهها المجتمع الدولي، يمكن أن يوجه ويليام روتو ضربة كبيرة على الصعيدين الدبلوماسي والإعلامي. علاوة على ذلك، فإن القرار السيادي لدعم المغرب لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على علاقات كينيا مع جنوب إفريقيا لأن لكل بلد الحق في اختيار طريقه وشركائه. من جهتنا، نتمنى أن يتحقق ذلك في القريب العاجل.
للتذكير، في عهد أوهورو كينياتا، اتبعت كينيا إلى حد كبير توجيهات رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. ووقع الزعيمان على بيان مشترك في نوفمبر أعلنا فيه دعمهما للميليشيا الانفصالية.
خلال رئاسة كينيا لمجلس السلام والأمن الإفريقي، تمكنت الجزائر من الاعتماد، عبر الثنائي الذي شكله سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا ومويغاي كينياتا، على صوت مناهض للمغرب. وهكذا، انتهز الدبلوماسيون الكينيون الفرصة لتسجيل 3 جلسات نقاش داخل مجلس الأمن حول الصحراء.
وتجدر الإشارة إلى أن كينيا، تحت رئاسة الراحل إميليو مواي كيباكي (2002-2013)
اعترفت منذ 2005 بـ "الجمهورية الصحراوية" صنيعة البوليساريو والتي نصبت نفسها بنفسها ولم تعترف بها الأمم المتحدة، حتى أن الدولة فتحت تمثيلا دبلوماسيا للحركة الانفصالية عام 2014.
والآن، بعد استقبال رئيس الجمهورية المزعومة كمشارك في حفل تنصيب وليام روتو، هل تبخرت تلك المتمنيات كفقاعات صابونية؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو