الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الافتراء على اليهود؟

داود السلمان

2022 / 9 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


على الرغم من اطلاعي على بعض العلوم والنظريات والفلسفات والمعارف المختلفة، إلّا أنني ما امتلكته من معلومات فهي بسيطة، وبسيطة جدًا. ومن خلال هذا الاطلاع لاحظته إن أكثر، بل أعظم فئة من فئات جميع الناس، وبمختلف قومياتهم ودياناتهم واشكالهم والوانهم، هُم اليهود، فرغم دينهم المنغلق (إذ إنّ الدين اليهودي هو ليس دينًا تبشيريًا، مثل الديانة المسيحية والديانة الإسلامية) إلّا أنهم برعوا في جميع العلوم والفلسفات والفنون والمعارف الأخرى، وفلا تجد علماً من العلوم، ولا فناً من الفنون، ولا فلسفة من الفلسفات، إلّا وهُم فيها على رأس قائمة هذه المسميات، وليس هذا فحسب، بل حتى في العلوم الحديثة والتقنيات والتكنولوجيا، فهم برعوا فيها وأخذوا المراكز الاولى.
هذا ما انتبهت له، منذ زمن طويل، أو ربما أكثر من ثلاثين عامًا على أقل تقدير، وربما أكون على خطأ مما ادعيه، أو ألاحظه، ومن حق القارئ أن يردَّ علي ويفند رأيي، ردًّا علميًا فسيجد صدري أكثر أتساعًا.
من ملاحظاتي، أنّه كلما ظهر اختراع، في مجال العلوم أو التكنولوجيا، أو غيرها من العلوم الأخرى الحديثة، فأبحث عن المخرعين، أجد أغلبهم من اليهود. ولا أرُيد هنا أن أرفق احصائية أثبت فيها ما أدعيه، وعلى من يريد ذلك، فعليه أن يبحث في محركات "Google" فستخرج له المعلومات التي يريدها في هذا الخصوص.
فأول من أخترع الديانة السماوية الموسوية هُم اليهود، رغم إنّ كثيرًا من الآثاريين وحتى الباحثين – قديمًا وحديثًا – شككوا بوجود موسى أصلًا، ومهم على سبيل المثال لا الحصر غوستاف لوبون وفرويد مخترع علم التحليل النفسي، وهو أيضًا يهودي نفى وجود موسى، أو قال ثمة شخصين بهذا الاسم، واحدًا في فلسطين والثاني في مصر، وذكر ذلك في كتابه "موسى والتوحيد".
والأديان التي جاءت بعد اليهودية أخذت عنهم واستفيدت من ديانتهم، بل واُقتبست الشيء الكثير منها، ولعل من أهم ذلك هو القول بالتوحيد، وقبل ذلك كانوا يقولون بتعدد الآلهة.
وثمّة رأي لا أرُيد أن أجزم بصحته أو عدمه، يرى أن اليهود كانوا فئة متذبذبة، متشتتة لا أصل لهم ولا يمتلكون حضارة أو تاريخ، فأرادوا أن يثبتوا لهم أصل وجذور تاريخية، فاخترعوا وجود ابراهيم ونسبوا أصلهم إلى ذريته، حتى أن عميد الأدب العربي طه حسين، نفى وجود ابراهيم، كما جاء ذلك في كتابه "في الشعر الجاهلي".
وهناك من تهكم عليهم، ونفى عنهم حضارة وذكاء وقال بانحطاطهم وجهلهم!، هو المؤرخ وعالم الاجتماع الفرنسي غُوستاف لوبون، في كتابه "اليهود في تاريخ الحضارة الأولى" كذلك انتقدهم نقدًا لاذعًا.
ذكر في مبحث "نصيب اليهود في تاريخ الحضارة" هذا الرأي: "لم يكن لليهود فنونٌ ولا علومٌ ولا صناعةٌ ولا أيُّ شيء تقوم به حضارة، واليهود لم يأتوا قطُّ بأية مساعدة مهما صغرت في شَيْد المعارف البشرية، واليهود لم يجاوزوا قطُّ مرحلة الأمم المتوحشة التي ليس لها تاريخ، وإذا ما صارت لليهود مدنٌ في نهاية الأمر، فلِمَا أدَّتْ إليه أحوال العيش بين جيرانٍ بلغوا درجةً رفيعةً من التطور، بَيْدَ أن اليهود كانوا غايةً في العجز عن أن يقيموا بأنفسهم مدنهم ومعابدهم وقصورهم، فاضطروا في إبَّان سلطانهم، أي في عهد سليمان، إلى الاستعانة بالخارج، فجلبوا منه لذلك الغرض بنَّائين وعمَّالًا ومتفننين لم يكن بين بني إسرائيل قِرْنٌ لهم".
وقال في مكان آخر من كتابه المذكور، منتقدا الديانة اليهودية مشككا في التوراة عاديا اياها بأنها اساطير اقتبسها موسى من الكلدانيين:
"وأما أسفار موسى الخمسة التي كانت تُصنَّف بين تلك الأسفار فيما مضى، فتتألف من أساطير كلدانية ومن عدة قوانين دقيقة يرجع نشوءها وتطبيقها إلى زمن أحدث من الزمن الذي وُصِف في سِفْر التكوين وسِفْر الخروج، وكُتِبت تلك الأسفار الخمسة في عهد الملوك، ويمتاز سِفْر التثنية، الذي هو أحد تلك الأسفار والذي هو أحدثها، من بقية تلك الأسفار بروحه المثالية".
"وليس من الممكن عدُّ موسى مؤلِّفًا لتلك الأسفار الخمسة فقط، بل إن موسى شخصٌ أسطوري أكثر من كونه شخصًا تاريخيًّا، أي إن ذاتيته رُتِّبت كما رُتِّبت ذاتية بُدَّهَة «بوذا» بعد حين".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم